قررت القمة العربية فى ختام اعمال دورتها الرابعة والعشرين بالدوحة مساء اليوم عقد قمة عربية مصغرة برئاسة مصر وعضوية كل من قطر وفلسطين والامين العام للجامعة العربية والدول الاعضاء التى ترغب فى المشاركة للاسراع فى تنفيذ المصالحة الوطنية الفلسطينية، باعتباها الضامنة الحقيقية للحفاظ على الوحدة الفلسطينية، ومواجهة التحديات الماثلة امام القضية الفلسطينية. كما قررت القمة انشاء صندوق القدس بموارد مالية قدرها مليار دولار امريكي لتمويل مشاريع وبرامج تحافظ على الهوية العربية والاسلامية للقدس الشريف وتعزيز صمود اهلها ولتمكين الاقتصاد الفلسطينيي من تطوير قدرته الذاتية وفك ارتهانه للاقتصاد الاسرائيلي ومواجهة سياسة العزل والحصار، وتكليف البنك الاسلامي للتنمية بادارة هذا الصندوق. كما قررت القمة العربية ايفاد وفد من وزراء الخارجية العرب برئاسة رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة قطر وعضوية كل من الاردن والسعودية وفلسطين ومصر والمغرب والامين العام للجامعة العربية نهاية الشهر القادم لاجراء المشاورات مع الادارة الامريكية حول مجريات عملية السلام المعطلة من مختلف جوانبها وابعادها، وعرض الموقف العربى ازاء المنهجية الدولية المتبعة وآلياتها فى معالجة القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي وطلبت القمة في قرارها من رئيس الوفد تقديم تقرير عن مهمة الوفد الى رئيس القمة ومجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري. وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع فى سوريا، رحبت القمة العربية بشغل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية مقعد الجمهورية السورية في جامعة الدول العربية ومنظماتها مجالسها الى حين اجراء انتخابات تفضي الى تشكيل حكومة تتولى مسئوليات السلطة في سوريا، وذلك باعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري والمحاور الاساس مع جامعة الدول العربية، وذلك تقديرا لتضحيات الشعب السورى والظروف الاستثنائية التى يمر بها ، مع الاخذ فى الاعتبار تحفظات كل من الجزائر والعراق والنأي بالنفس بالنفس بالنسبة للبنان، كما ورد في قرار مجلس الجامعة يوم 6 مارس الحالي. واكدت القمة العربية فى قرارها على اهمية الجهود الرامية للتوصل الى حل سياسى كاولوية للازمة السورية مع التاكيد على الحق لكل دولة وفق رغبتها تقديم كافة الوسائل الدفاع عن النفس بما فى ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السورى والجيش الحر. واشادت القمة بالجهود المقدرة التى تقوم بها الدول المجاورة لسوريا والدول العربية الاخرى ودورها فى توفير الاحتياجات العاجلة للنازحين والتكيد على ضرورة دعم تلك الدول ومساندتها فى تحمل اعباء هذه الاستضافة ، والعمل على مواصلة تقديم اوجه الدعم والمساعدة لايواء واغاثة النازحين فى لبنان وفق خطة الاغاثة التى وضعتها الحكومة اللبنانية ، وكذلك تقديم الاغاثة الى النازحين فى الاردن وفق خطط ونداءات الاغاثة التي اقرتها الحكومة الاردنية، وكذلك العراق لمواجهة الاحتياجات الضرورية لهؤلاء المتضررين ودعت القمة الى عقد مؤتمر دولى فى اطار الاممالمتحدة من اجل اعادة الاعمار فى سوريا، وتاهيل البنية التحتية لجميع القطاعات المتضررة جراء ما حدث من تدمير واسع النطاق وفق الخطوات التالية وهى اولا دعوة الدول الاعضاء للمشاركة الفعالة فى هذا المؤتمر وتقديم كل ما من شأنة توفير الامكانيات اللازمة لاعادة الاعمار ، وثانيا تكليف المجموعة العربية فى نيوريوك متابعة الموضوع مع الاممالمتحدة لتحديد مكان وزمان المؤتمر، وثالقا، قيام الامانه العامه بمتابعة الموضوع وعرضها على ورزءا الخارجية العرب فى اجتماعهم المقبل. وحث القرار، المنظمات الاقليمية والدولية الاعتراف بالاتئلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السورى وفيما يتعلق بتطوير جامعة الدول العربية فقد رحبت القمة بالخطوات والاجراءات التى اتخذها الامين العام للجامعة العربية لاعادة هيكلة الامانه العامه للجامعة وتطوير انظمتها، تنفيذا للتكليف الصادر من قمة بغداد. واخذت القمة علما بقرار وزراء الخارجية العرب فى 6 مارس بتشكيل لجنة مفتوحة العضوية من الدول الاعضاء والامانة العامة للنظر في المقترحات والتوصيات الواردة في تقرير اللجنة المستقلة رفيعة المستوى برئاسة الاخضر الابراهيمي، وموافاة الامانة العامة للجامعة بملاحظاتها ووضعها موضع التنفيذ وفق اولويات ومراحل وجداول زمنية وعرض نتائج اعمال اللجنة على مستوى الجامعة على المستوى الوزارى فى سبتمبر المقبل. كما وافقت القمة على انشاء المحكمة العربية لحقوق الانسان وتكليف لجنة رفيعة المستوى من الخبراء القانونيين للدول الاعضاء لاعداد النظام الاساسى للمحكمة، وعرض نتائج اعمالها على مجلس الجامعة الوزاري فى دورتة المقبلة ، ودعوة الدول العربية التى لم تصادق بعد على الميثاق العربى لحقوق الانسان للاسراع فى ذلك ، تعزيزا لاحترام وحماية حقوق الانسان. كما رحبت القمة برئاسة واستضافة دولة الكويت لاجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة فى دورتة العادية الخامسة والعشرين خلال شهر مارس 2014 بالكويت. ووجهت القمة الشكر والتقدير الى امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثانى على ما بذله من جهود فى انجاح القمة لاعمالها ومبادرتة بدعم وتطوير الامانه العامه ورفع مستوى ادائها الوظيفي وتاكيد الثقة الكاملة فى قيادتة لدفة العمل العربى المشترك ودفعه نحو تطوير مسيرته وافاقه، وترسيخ التضامن العربى لما فيه مصلحة الامة العربية وخاصة مبادرته بدعم صمود الشعب الفلسطيني والحفاظ على الهوية العربية للقدس الشريف. ووافقت القمة على مبادرة امير قطر بتمويل تشييد مبنى الملحق الاضافى الجديد للامانة العامة لجامعة الدول العربية على القطعة المناسبة التى ستقدمها مصر الى هذه الغاية فى القاهرة، وتخصيص إضافي فى موازنة الامانة العامة لعام 2013 لاجراء التجديدات اللازمة فى المقر الرئيسى للجامعة فى ميدان التحرير وقررت القمة العربية زيادة موازنة الامانة العامة بمبلغ خمسة ملايين دولار اعتبارا من العام المقبل لتصبح 66 مليون دولار. كما وافقت القمة على مبادرة امير قطر بانشاء صندوق معاشات لموظفى الأمانة العامة وتوجيه الشكر له بتقديم مبلغ 10 ملايين دولار كدفعة تأسيسية لبدء العمل بهذا الصندوق.