أشار التقرير الذي أصدره المركز المصري للحقوق الاجتماعية والاقتصادية حول ما حدث في مدن القناة، أن شارعي الجلاء والنهضة بالقرب من مبنى المحافظة، بهما آثار دماء، وبقايا زجاج مكسور، وأغلب المحال التجارية فى الشارع قد تعرضت للتكسير والسلب،وكذلك العديد من السيارات المحطمة والمحترقة ،وشاهدنا الحجارة المكسورة فى كل شبر من الشارع ،كما تراءى لنا آثار إطلاق الرصاص فى جدران البنايات الموجودة بالمنطقة. وأسفرت ممارسات جنود الأمن المركزي عن تدمير عدة محلات منها مقهى "الفيشاوي" صالون حلاقة "نمبر وان"، مكتب "عبد الحميد فرج للمقاولات" ،محل "أكوا تريد" ،معرض سيارات، قهوة "نيو سوريا" ،كافيتيريا "الأشجار "،مقهى "أم كلثوم "،دراي كلين "الباشا". وكذلك قام جنود الأمن المركزى بإحراق وتكسير عدد كبير من السيارات من ضمنها سيارة دايو لانوس،سيارة فيات سيينا مملوكة للمواطن "علاء البدري "،سيارة شاهين مملوكة للمواطن "محمد فتحي "،سيارة أوبل مملوكة للمواطن "حسام عجمي"، سيارة فيات 132 مملوكة للمواطن “رضا الأبيض"،سيارة سبيرانزا مملوكة للمواطن “خالد السرحة". وأضاف القرير أمام مبنى المحافظة بالسويس، وفى تقاطع شارعي الجلاء والنهضة، تقع بناية شهيرة تدعى “عمارة كمبورس ،أكد سكان البناية أن جنود الأمن المركزي أطلقوا قنابل الغاز على مواسير الغاز الطبيعى مما تسبب فى نشوب حريق كبير، وعندما جاء رجال الإطفاء لإخماد الحريق، قام جنود الأمن المركزي بالاعتداء عليهم ومنعهم من ممارسة عملهم، مما تسبب فى زيادة الخسائر الناجمة عن الحريق. وقال "علاء البدري" أحد سكان البناية أن نجله البالغ من العمر ستة أشهر قد تعرض للاختناق من جراء الغاز المسيل للدموع لولا أنه نقله للمستشفى ونجح الأطباء فى إنقاذ حياته فى اللحظة الأخيرة كما أن هجوم الأمن المركزي تسبب فى احتراق سيارة والده “على البدرى" ماركة “دايو لانوس"، بالإضافة إلى تكسير سيارته الخاصة ماركة “فيات سينا"، وأنه ذهب لتحرير محاضر بهذه الوقائع فى قسم السويس قبيل احتراقه ،واتهم فيه جنود الأمن المركزي بارتكاب هذه الأفعال،إلا أن النيابة العامة لم تسمع أقواله فى هذه البلاغات حتى الآن. كما قال صاحب مقهى “الفيشاوى" أن جنود الأمن المركزى هاجموا المقهى واعتدوا على رواده, وتسببوا فى اشتعال النيران فى أجزاء كبيرة من المقهى بعد إطلاق النار على أنابيب البوتاجاز الموجودة بالمكان واتهم جنود الأمن المركزي بإحداث العديد من التلفيات بالمقهى, وأضاف أنه لولا دفاع شباب الثورة عن المقهى ورواده لحدث ما لا يحمد عقباه. فيما قال “محمد سعد" أحد سكان برج النهضة المواجه لمبنى المحافظة وأن رصاص الأمن المركزي قد اخترق زجاج منزله الواقع بالدور الأول من البرج, وأضاف أن جنود الأمن المركزي قد اقتحموا صالون الحلاقة الخاص به والذى يقع أسفل البناية وعاثوا فسادا بكل ما فيه اعتقادا منهم بأن المتظاهرين يحتمون فيه. فى السادس والعشرين من يناير توجهت قوة من الجيش لسجن عتاقة المجاور لقسم عتاقة لنقل المساجين خوفا من حدوث محاولة لاقتحام السجن فتذمر المساجين ورفضوا نقلهم خارج المحافظة حتى لا يتحمل أهاليهم مشقة زيارتهم فى محافظات أخرى فتعامل حرس السجن معهم بمنتهى القسوة لترحيلهم بالقوة فأشعل المساجين النار فى البطاطين الخاصة بهم اعتراضا على التعامل القاسي معهم, فتمادت الشرطة فى استخدام العنف معهم واشتعلت الأحداث أكثر عندما توجه أهالى المساجين للاطمئنان على أبنائهم فقامت قوات الشرطة بوضع بعض المساجين أعلى برج السجن واتخذوهم كدروع بشرية حتى يتجنبوا مهاجمة الأهالي للسجن وأطلقت الشرطة الأعيرة النارية لتفريق الأهالي فأصيب أحد المساجين ويدعى “مصطفى شفة" -17 سنة بطلق ناري في الرقبة ولقي مصرعه على الفور وصرح ضباط السجن بأن سبب وفاته هو طعنة من “مفك" على يد أحد زملائه وذلك بالمخالفة للواقع. وأوضح التقرير انه في ظل ما أحدثه جنود الأمن المركزي من فوضى ودمار كان من المستحيل أن يستمر المتظاهرون في محيط مقر المحافظة فتوجهوا لمواصلة التظاهر أمام قسم السويس احتجاجا على همجية الشرطة فى التعامل مع المظاهرات فأطلق عليهم الضباط والجنود, الأعيرة النارية لتفريقهم وهنا ظهر بعض الملثمين الذين ردوا بإطلاق قنابل المولوتوف على القسم حتى احترق وفر منه ضباطه وجنوده بعد أن أخذوا متعلقاتهموأسلحتهم واستغل بعض الخارجين عن القانون الفرصة وسلبوا محتويات القسم. وفى هذه الأثناء علم العاملون بقسم “الأربعين" بما حدث فخافوا من مواجهة مصير قسم السويس فاستبقوا وصول المتظاهرين بترك القسم خاليا وفروا بأسلحتهم فقام مجهولون باقتحام القسم والاستيلاء على المنقولات الموجودة به ، وفيما يخص قسم “فيصل" قال الأهالي أن بعض تجار المخدرات من قاطني منطقة “الإمام" المجاورة للقسم استغلوا الأحداث وتوجهوا ناحية القسم, وتبادلوا إطلاق النار مع جنود وضباط قسم “فيصل", مما دفع الضباط والجنود للهرب من القسم بعد أخذ أسلحتهم, وخلع بزاتهم الرسمية, وتكرر ذات الأمر تقريبا مع قسم “الجناين" باختلاف بعض التفاصيل الطفيفة, حسب أقوال شهود العيان. وأوضح بعض الأهالي أنه تم تسليم بعض من المنقولات التى خرجت من الأقسام, إلى قوات الشرطة العسكرية بواسطة شباب الثورة. وقد خلفت تلك الأحداث الدامية عددا من الشهداء والمصابين : الشهداء : 1- على سليمان السيد سليمان حجاب – 19 سنة 2 – وليد السيد سليمان – 30 سنة 3 – مصطفى محمود عيد سليمان – 15 سنة 4 – حسين محمود محمد محمود عكاشة – 30 سنة 5 – محمد محمد غريب – 36 سنة 6 – محمود نبيل محمد محمد – 27 سنة 7 – حسين إبراهيم “27 سنة" 8 – محمود عاشور 9 – ماجد محمد عبد الصمد. وتحدث بعض من كانوا متواجدين بالمشرحة لاستلام ذويهم, عن وجود جثة لطفل فى حوالى العاشرة من عمره, لم يتعرف عليها أحد ،كما أسفرت الأحداث عن وفاة جندي أمن مركزي يدعى “رجب شعبان محمد" ،وتم تشييع جثامين ثمانية من الشهداء بعد ظهر يوم السبت, فى جنازة شعبية حاشدة, نددت بالأفعال الإجرامية لقوات الشرطة. وقال والد الشهيد “على سليمان" أن نجله يبلغ من العمر عشرين عاما, وأنه كان طالبا بالصف الثاني بكلية التجارة, بجامعة قناة السويس, وأنه استشهد إثر تلقيه طلقا ناريا في البطن, يوم 25 يناير, بشارع بارادايس أثناء المظاهرة السلمية. وقرر والد الشهيد “مصطفى محمود عيد" أن نجله في الخامسة عشرة من عمره, وأنه كان طالبا بالصف الثاني الإعدادي, وأنه استشهد بطلق نارى فى البطن, فى ميدان “خضر", أثناء مروره هناك, وقال أحد أصدقاء الشهيد “مصطفى", ويدعى “أحمد فايز" أنه عندما تم نقله لمستشفى السويس العام, اكتفى الأطباء بإجراء الإسعافات الأولية له, وتأخروا عن إدخاله لغرفة العمليات بسبب انشغالها, مما تسبب فى وفاته. المصابون حصلنا على كشف مكتوب بخط اليد من أحد الأطباء العاملين بمستشفى السويس العام به بعض أسماء المصابين الذين استقبلتهم المستشفى حتى الثانية من صباح 26 يناير, وهم: 1- أيمن محمود زكي. 2- عبد الرحمن محمد سعد. 3- سيد حسن محمود. 4- فضل محمد مرتضى. 5- مصطفى محمد حسن. 6- رامي محمد جعفر. 7- علاء حسين محمود. 8- محمد جميل أحمد. 9- أحمد محمد رضا. 10- عبد الرحمن علي محمد. 11- أحمد محمد أمين. 12- عبده محمد عبد العال.. 13- عربى محمد حسن. 14- محمد فداء محمد السيد. 15- إسماعيل عبد الله. 16- محمد جمعة إبراهيم. 17- هاني سمير معروف. 18- محمود حسين بدوى. 19- أمجد فاروق عبد المقصود. 20- أحمد محمود على أحمد. 21- مجدي السيد عبد العزيز. 22- غريب محمد محمد. 23- طارق محمد أحمد طنطاوى. 24- محمد عبد الحميد عبد الجواد. 25- أحمد محسوب محمد. 26- محمد جمال محمد. 27- كريم سعيد مرزوق. 28- محمود محمد صابر مناع. وذهب فريق تقصي الحقائق إلى المستشفى لزيارة المصابين وتمكن من مقابلة بعضهم والإستماع لشهادتهم علي الأحداث وظروف حدوث إصاباتهم وهم أمجد فاروق عبد المقصود – 21 سنة – أصيب بطلقة فى البطن, بالقرب من مقهى “نيو سوريا" الذى يبعد عن المحافظة حوالى 500 متر, وتم استئصال جزء من أمعائه الدقيقة, وأطلعنا “أمجد" على المقذوف الناري الذي أصيب به. أحمد شرف الدين محمد على – 18 سنة – أصيب بطلقة فى الصدر, أثناء مشاركته فى فاعليات إحياء ذكرى الثورة, بالقرب من مقر شركة “موبينيل", الذى يبعد عن مبنى المحافظة بما يقرب من كيلومتر كامل, ومازال يعالج من آثار النزيف الداخلى. فتحي حسن محمد عبد العزيز – 28 سنة – أصيب بثلاث طلقات فى الخصيتين, أثناء جلوسه لبيع الخبز فى ميدان “خضر" البعيد عن مبنى المحافظة بما يقرب من كيلومتر. باسم غازي الشحات – 28 سنة – أصيب بطلق ناري في الذراع الأيمن, وبقنبلة دخان فى ذراعه الأيسر, أثناء مروره أمام قسم السويس, مما نتج عنه كسر مضاعف بالذراع الأيمن, وعجز بنسبة 5%, بسبب قطع أوتار يده اليسرى, مما أقعده عن عمله كعامل بناء. وفي نهاية التقرير حذر المركز المصري من استمرار سياسة العنف تجاه الإحتجاجات الشعبية و يطالب على الفور بسرعة التحقيق في كافة التجاوزات قوات الشرطة بالمدينتين و اتخاذ التدابير الازمة لمنع تكرار مثل تلك المشاهد البغيضة.