رصد التقرير الصادر عن المركز المصري للحقوق الاجتماعية والاقتصادية شهادات أهالي السويس وبورسعيد عن أداء الأمن وأقسام الشرطة بالمهام الموكلة إليهم. فعندما نقل المتظاهرون احتجاجهم أمام قسم السويس بعدما حدث من فوضى ودمار أمام المحافظة، فأطلق عليهم الضباط والجنود، الأعيرة النارية لتفريقهم، وهنا ظهر بعض الملثمين الذين ردوا بإطلاق قنابل المولوتوف على القسم، حتى احترق، وفر منه ضباطه وجنوده، بعد أن أخذوا متعلقاتهم، وأسلحتهم، واستغل بعض الخارجين عن القانون، الفرصة وسلبوا محتويات القسم وفى هذه الأثناء علم العاملون بقسم “الأربعين"، بما حدث فخافوا من مواجهة مصير قسم السويس، فاستبقوا وصول المتظاهرين، بترك القسم خاليًا وفروا بأسلحتهم، فقام مجهولون باقتحام القسم والاستيلاء على المنقولات الموجودة به. وفيما يخص قسم “فيصل"، قال الأهالي: إن بعض تجار المخدرات من قاطني منطقة "الإمام" المجاورة للقسم، استغلوا الأحداث وتوجهوا ناحية القسم، وتبادلوا إطلاق النار مع جنود وضباط قسم “فيصل"، مما دفع الضباط والجنود للهرب من القسم بعد أخذ أسلحتهم، وخلع بزاتهم الرسمية، وتكرر ذات الأمر تقريبًا مع قسم “الجناين" باختلاف بعض التفاصيل الطفيفة، حسب أقوال شهود العيان. وأوضح الأهالي، أنه تم تسليم بعض من المنقولات التى خرجت من الأقسام، إلى قوات الشرطة العسكرية. وقال والد الشهيد "على سليمان" إن نجله يبلغ من العمر عشرين عامًا، وكان طالبًا بالصف الثاني بكلية التجارة، بجامعة قناة السويس، وأنه استشهد إثر تلقيه طلقًا ناريًا في البطن, يوم 25 يناير، بشارع بارادايس أثناء المظاهرة السلمية. وقرر والد الشهيد “مصطفى محمود عيد" أن نجله في الخامسة عشرة من عمره، وأنه كان طالبًا بالصف الثاني الإعدادي, وأنه استشهد بطلق نارى فى البطن، فى ميدان "خضر", أثناء مروره هناك، وقال أحد أصدقاء الشهيد “مصطفى", ويدعى “أحمد فايز" إنه عندما تم نقله لمستشفى السويس العام, اكتفى الأطباء بإجراء الإسعافات الأولية له، وتأخروا عن إدخاله لغرفة العمليات بسبب انشغالها، مما تسبب فى وفاته. ولفت التقرير إلى الاعتداء الدائم من الغزاة ومن الشرطة بشكل دائم على بناية شهيرة تدعى “عمارة كمبورس", أمام مبنى المحافظة بالسويس, فى تقاطع شارعي الجلاء والنهضة, شاء حظها العثر أن تتعرض للقصف على يد العدو الصهيوني في كل الحروب التي شنها على المدينة الباسلة, ثم يشاء ذات الحظ العثر أن تعتدي قوات الأمن المصرية على هذه العمارة وسكانها فى جميع الاشتباكات التى حدثت منذ بداية الثورة وحتى الآن, ورغم أن سكان البناية دأبوا على تقديم المأكولات والهدايا لقوات الأمن المتمركزة لحماية المنطقة, اتقاءً لشرهم. حيث أكد سكان البناية أن جنود الأمن المركزي أطلقوا قنابل الغاز على مواسير الغاز الطبيعى مما تسبب فى نشوب حريق كبير, وعندما جاء رجال الإطفاء لإخماد الحريق, قام جنود الأمن المركزي بالاعتداء عليهم ومنعهم من ممارسة عملهم, مما تسبب فى زيادة الخسائر الناجمة عن الحريق. وأضاف سكان البناية أن قوة الجيش المتمركزة أعلى سطح العمارة لم تسلم من إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع من قبل الأمن المركزي كذلك. كما قال صاحب مقهى “الفيشاوى" إن جنود الأمن المركزى هاجموا المقهى واعتدوا على رواده, وتسببوا فى اشتعال النيران فى أجزاء كبيرة منه بعد إطلاق النار على أنابيب البوتاجاز الموجودة بالمكان, واتهم جنود الأمن المركزي بإحداث العديد من التلفيات بالمقهى, وأضاف أنه لولا دفاع شباب الثورة عن المقهى ورواده لحدث ما لا يحمد عقباه. فيما قال “محمد سعد", أحد سكان برج النهضة المواجه لمبنى المحافظة, أن رصاص الأمن المركزي قد اخترق زجاج منزله الواقع بالدور الأول من البرج, وأضاف أن جنود الأمن المركزي قد اقتحموا صالون الحلاقة الخاص به, والذى يقع أسفل البناية, وعاثوا فسادًا بكل ما فيه, اعتقادًا منهم بأن المتظاهرين يحتمون فيه. وفي يوم 26 يناير أشعل المساجين بسجن عتاقة النيران في البطاطين الخاصة بهم اعتراضًا على نقلهم بالقوة من أماكنهم إلى خارج المحافظة خوفًا من اقتحام السجن، فتمادت الشرطة فى استخدام العنف معهم, واشتعلت الأحداث أكثر عندما توجه أهالى المساجين للاطمئنان على أبنائهم, فقامت قوات الشرطة بوضع بعض المساجين أعلى برج السجن, واتخذوهم كدروع بشرية حتى يتجنبوا مهاجمة الأهالي للسجن, وأطلقت الشرطة الأعيرة النارية لتفريق الأهالي, فأصيب أحد المساجين, ويدعى “مصطفى شفة" -17 سنة- بطلق ناري في الرقبة ولقي مصرعه على الفور, وصرح ضباط السجن بأن سبب وفاته هو طعنة من “مفك" على يد أحد زملائه، وذلك بالمخالفة للواقع. كما رصد التقرير شهادات تضرر الفئات المختلفة من حظر التجول، ومن جانب آخر قال أحد أصحاب المقاهي إن قرار فرض حظر التجول تسبب فى إيقاف وردية الليل التى يعمل فيها سبعة من العمال لا يتقاضون الآن يومياتهم بسبب نقص الإيراد، خاصة أن هذه الوردية هى الأكثر كثافة فى العمل لأنها الفترة المعتادة لجلوس الناس على المقاهي, كما اشتكى وكيل نقابة الأطباء بالسويس د. تامر الميهي، من انخفاض دخل الأطباء بعد حظر التجول, وذلك نظرا لأن العيادات الخاصة بهم تعمل ليلًا، وكذلك قال العديد من سائقي المواصلات إن قرار فرض حظر التجول تسبب فى انخفاض دخولهم، وبالأخص من يعملون منهم فى نقل الركاب بين السويس والمحافظات الأخرى بسبب خوف المواطنين من التنقل أثناء ساعات الحظر. ولفت التقرير إلى عدة ملاحظات عن أداء أجهزة الدولة وهي : انه لا وجود للشرطة نهائيًا في السويس وبورسعيد, سوى بعض ضباط المباحث فى قسم عتاقة بالسويس, اكتشفوا وجودهم بالصدفة البحتة, عندما طلبنا من قوات الجيش المسئولة عن تأمين سجن عتاقة, الدخول لمعاينة السجن, وقال لنا سالفي الذكر أنهم لا يريدون أن يعرف أحد بتواجدهم فى مكانهم, كما أنهم رفضوا السماح لنا برؤية السجن أو تفقد القسم, بالرغم من تمكن بعض القنوات الفضائية من تصوير السجن بالكامل. وكشف التقرير عن رفض المسئولون فى ثلاجة حفظ الموتى إعطائهم أي معلومات عن عدد المتوفين فى الأحداث أو كيفية وفاتهم، وقالوا لنا أن هذه المعلومات غير مصرح بخروجها إلا للمخابرات الحربية. وأضاف التقرير انه الذى يتولى تنظيم المرور فى المدينة، هم جنود الشرطة العسكرية، وتتمركز قوات الشرطة العسكرية عند مجمع المباني الحكومية، الذي يضم المحافظة ومديرية الأمن، ومحكمة السويس، والنيابة العامة، ومبنى جهاز الأمن الوطني، كما تقوم بتأمين الكنائس الموجودة بالمدينة، وكذا مقار البنوك الحكومية، وانتشرت قوات الجيش على مداخل ومخارج المدينة للتأمين. أخبار مصر – البديل Comment *