ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في عددها الصادر اليوم /الخميس/، أن العامل المشترك بين جميع النواب المنتخبين حديثا من حركة "الخمس نجوم" المعارضة الجديدة في ايطاليا والتي أحدثت مفاجأة كبيرة بفوزها بربع مقاعد البرلمان يتمثل في إفتقارهم لأي نوع من الخبرات اللازمة لإدارة البلاد. ولفتت الصحيفة البريطانية - في مقال تحليلي نشر بموقعها الإلكتروني- إلى أن سقف البرلمان الإيطالي سيجمع للمرة الأولى حكومة نواب الحركة التي تعرف بإسم "الخمس نجوم" والتي ستضم مضيفة جوية وعامل كهربائي وربة منزل وعاملة تليفونات. وأشارت إلى أنه حتى أسابيع قليلة مضت كانت "إيفانا سيميوني" -62 عاما- أحد أعضاء الحركة تعمل بوظيفة عاملة تليفونات جنوبي إيطاليا إلى أن دخلت أروقة البرلمان الإيطالي كنائبة تمثل حركة معارضة سياسية جديدة "الخمس نجوم" بقيادة بيبي جريللو، المدون الكوميدي المناهض لمؤسسة الحكم. وتابعت الصحيفة قولها، "كما أصبح ابنها كريستيان وهو عامل كهربائي - 39 عاما- نائبا في البرلمان الإيطالي لنفس الحركة". وأوضحت الصحيفة، أن إنعدام الخبرة السياسية لهذه الحكومة إضافة إلى تصاعد حدة الصراع الداخلي وحالة التخبط التي بات يعاني منها الشعب الإيطالي لاسيما في ظل محاولتهم السيطرة على الآثار الإجتماعية والسياسية المترتبة على ذلك.. كان بمثابة العامل الأساسي وراء تنامي المخاوف والقلق لدى المستثمرين والحكومات الأجنبية من الاستثمار في إيطاليا. وقالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن هناك عدة تساؤلات أخرى أثيرت في هذا الصدد من بينها كيف سيتمكن جريللو من قيادة فريقه في الوقت الذي لايتمكن فيه من دخول البرلمان بسبب إدانته في قتل غير متعمد في حادث سيارة راح ضحيته ثلاثة أفراد وكيف سيتمكن من وصفتهم الصحيفة ب "المبتدئين في فن السياسة" من تنظيم صفوفهم سواء كانوا قادرين على مقاومة الامتيازات والسلطة التي تشكل عامل إغراء بالنسبة لكثير من أعضاء البرلمان أم لا. ونقلت الصحيفة البريطانية عن جيمس الستون أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في روما قوله "إن حركة جريللو ليس لديها متحدث رسمي أو آلية واضحة لإتخاذ القرارت السياسية"..متوقعا أن يتم حل هذه الحركة في غضون بضعة أسابيع، أو أن تضع نظاما مستقلا أو حتى أن تبقى تحت سيطرة جريللو المباشرة". وحذرت الصحيفة من أن الإيطاليين الذي احتشدوا عند صناديق الإقتراع للتصويت، الذي هزت نتيجته المؤسسة السياسية قد يعودون مرة أخرى - عاجلا وليس آجلا - للتصويت الذي قد يدمر المؤسسة السياسية في هذه المرة ما لم يتم التعامل مع مخاوف الشعب الإيطالي في هذه المرة.