أظهرت معطيات وزارة الداخلية الإيطالية ، باستثناء نتائج انتخابات الإيطاليين في الخارج ، فوز تحالف قوى يسار الوسط في مجلسي البرلمان (الشيوخ والنواب) دون أن يحقق الأغلبية الحاسمة في الشيوخ التي تسمح له بالحكم منفردا. ويعود ذلك إلى النظام الانتخابي الذي يسمح للفائز في انتخابات المقاطعات الأكثر سكانا بالحصول على ما يسمى "الجائزة" (أي الحصول على عدد من المقاعد يتناسب مع أهمية المقاطعة سكانيا). وحسب آخر المعطيات المنشورة ، فقد حصل تحالف قوى يسار الوسط على 6،31 \% من الأصوات في مجلس الشيوخ ، وعلى 5،29 \% في مجلس النواب ، ما سيعني أنه سيشغل 119 مقعدا في المجلس الأول و340 مقعدا في الثاني. أما تحالف يمين الوسط .. فقد حصل على نسبة 7،30\% من الأصوات في انتخابات مجلس الشيوخ وعلى 2،29 \% في مجلس النواب ، وسيشغل 117 مقعدا في الأول ، و121 مقعدا في الثاني. وكانت مفاجئة الانتخابات الحقيقية النتائج التي حصلت عليها حركة (خمسة نجوم) أو (فايف ستار) بزعامة الممثل الكوميدي بيبي جريللو ، التي لخصت سياسيا غضب الناخبين الإيطاليين من واقع السياسة والسياسيين نتيجة لما وصلت له إيطاليا بعد أكثر من 20 سنة من المنافسات ، وتبادل الحكم بين اليمين واليسار. وشكل الشباب النسبة الكبيرة من ناخبي هذه القائمة التي لا تمثل حزبا بل حركة مفتوحة على أوسع الناخبين ، وحصلت على نسبة 8،23 \% في الشيوخ ، و5،25 \% في النواب ، واللافت أن هذه الحركة احتلت المرتبة الأولى في مجلس النواب ، متجاوزة أكبر الأحزاب التقليدية المعروفة، وسيكون للحركة 55 مقعدا في مجلس الشيوخ و110 مقاعد في مجلس النواب. أما (القائمة المدنية مع مونتي ومن أجل إيطاليا) ، التي تزعمها رئيس حكومة تصريف الأعمال ماريو مونتي وضمت قوى يمينية ووسطية أعلنت انتماءها إلى المعتدلين ، فقد حصلت في الشيوخ على نسبة 1،9\% ، وفي محلس النواب على نسبة 10،6\% ، وبهذا تجاوزت النسبة المحددة لدخول البرلمان في كلا المجلسين ، وستحتل 18 مقعدا في مجلس الشيوخ و46 مقعدا في النواب. وبهذه النتيجة لن يكون رئيس مجلس النواب وحليف بيرلسكوني السابق ورئيس حزب إيطاليا المستقبل جان فرانكو فيني ولأول مرة منذ أكثر من 19 عاما، حاضرا في البرلمان الإيطالي ولم يتمكن تحالف قوى اليسار الراديكالي "الثورة المدنية" بزعامة القاضي أنتونيو آنجرويا من بلوغ النسبة التي تسمح له بالدخول مجلسي البرلمان ، فقد حصل في مجلس الشيوخ على 8،1\%. أما في مجلس النواب فكانت نسبة الأصوات التي حصل عليها 2،2 \% ، وبهذا وللدورة الثالثة لن يتمثل في البرلمان الإيطالي أي من مناصري حزب "إعادة التأسيس الشيوعي"، وحزب "الشيوعيون الإيطاليون"، و"الخضر"، و"إيطاليا القيم"، بزعامة قاضي "الأيادي النظيفة" أنتونيو دي بيترو الذي سيظل هو الآخر خارج البرلمان. وسيقتصر التمثيل في البرلمان الإيطالي على أربع قوى أساسية ، وسيكون لحركة (خمسة نجوم) التي تدخل المنافسات الانتخابية السياسية للمرة الأولى ، دورا كبيرا وحاسما في تحديد مستقبل الحكم ، وهناك توقعات بعودة الإيطاليين إلى صناديق الاقتراع في وقت لاحق، بسبب عدم تمكن أي من القوى المتنافسة من تحقيق أغلبية حاسمة تؤهلها للحكم براحة. يذكر أن الأغلبية تتحقق بالحصول على 158 مقعدا من بين مقاعد مجلس الشيوخ ال315، و316 من بين مقاعد مجلس النواب ال630 مقعدا.