قال سيلفيو برلسكوني اليوم السبت إن رئيس الوزراء الإيطالي المستقيل ماريو مونتي يتحالف مع اليسار في إطار مسعى ائتلافه الوسطي للفوز في الانتخابات العامة في إيطاليا التي ستجرى في فبراير لكن زعماء الائتلاف نفوا وجود أية اتفاقات سرية. وقال مونتي -الذي حل محل برلسكوني كرئيس للوزراء العام الماضي عندما كانت ايطاليا تجاهد للخروج من الأزمة المالية- يوم الجمعة إنه يريد توحيد ائتلاف واسع من الفصائل السياسية حول برنامج إصلاحي يستهدف تخفيف المشاكل الاقتصادية التي تواجهها البلاد. وأنهى مونتي أسابيع من التكهنات عندما أكد أنه سيسعى للحصول على فترة ثانية كرئيس للوزراء وهو ما يضعه في منافسة مع الحزب الديمقراطي الذي ينتمي ليسار الوسط وحزب شعب الحرية الذي ينتمي ليمين الوسط والذي يتزعمه برلسكوني في سباق ثلاثي. وأبلغ برلسكوني مؤتمرا صحفيا في المحطة الرئيسية للقطارات في ميلانو أن مونتي يحتاج إلى مساعدة اليسار ليضمن الحكم بعد الانتخابات التي ستجرى في 24 و25 فبراير حتى يمكنه أن يواصل خطته للتقشف التي تتضمن زيادات في الضرائب وخفض الإنفاق الحكومي. وقال برلسكوني بعد أن وصف مونتي في وقت سابق بأنه "العجلة الاحتياطية" للحزب الديمقراطي- "هذا التجمع تشكل لتأييد اليسار.. كما أن التجانس مع برنامج اليسار الذي احتفوا به يسير في هذا الاتجاه." وأضاف برلسكوني (76 عاما) -الذي استقل القطار من روما مع صديقته فرانسيسكا باسكال (27 عاما)- أنه لا يعتقد أن الناخبين الإيطاليين "سيقعون في الفخ" الذي قال إنه يستهدف سرقة الأصوات من يمين الوسط. لكن بيير فرديناندو كازيني -رئيس اقدم واكبر حزب وسطي في ايطاليا والذي يتعاون مع مونتي- نفى هذه الاتهامات. وقال كازيني في مؤتمر صحفي يوم السبت "مبادرتنا لم تولد بدعم من الحزب الديمقراطي. انها لم تبدأ بتحالف مقرر سلفا ... الشيء المهم حتى يوم الانتخابات هو استهداف الاغلبية." وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم الحزب الديمقراطي بزعامة بيير لويجي برساني سيفوز باغلبية مريحة في مجلس النواب لكنه ربما يضطر الى عقد صفقة مع قوى الوسط في مجلس الشيوخ حيث واجه يسار الوسط صعوبة في السيطرة على المجلس في الانتخابات الماضية. ويفضل المستثمرون الأجانب مونتي -وهو مفوض اوروبي سابق- وكذلك الكنيسة الكاثوليكية والمؤسسة الاقتصادية كما ينسب اليه الفضل على نطاق واسع في استعادة مصداقية ايطاليا بعد سنوات برلسكوني التي حفلت بالفضائح. وقال كازيني يوم السبت "للمرة الأولى يتشكل مناخ يشير إلى المستقبل لأوروبا تحتاج إلى ايطاليا وبلد يريد التغيير بشدة." ومن ناحية اخرى اعلن القاضي الايطالي انطونيو انجرويا يوم السبت انضمامه الي سباق الانتخابات وقال انصار لجبهته المكافحة للفساد انه حان الوقت لأن يتنحى برلسكوني ومونتي كلاهما.