سادت حالة من "الهلع" الشديد جميع قطاعات وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ولا سيما هيئة الخدمات البيطرية، بعد التبليغ عن إصابة 33 رأس ماشية بمحافظة المنوفية ب"السل البقرى". وأعلنت الهيئة حالة الطوارئ "القصوى" بجميع الأفرع الخدمية على مستوى المحافظات لرصد وتتبع المرض، عن طريق عمليات الفحص المستمرة لعينات المواشى بالأسواق، مؤكدة انه فى غضون ساعات قليلة سيتم محاصرة المرض وإعدام العينات المصابة. يأتى هذا في الوقت الذي أعلن فيه مركز بحوث صحة الحيوان التابع للوزارة، أنه جاري فحص العينات التي تم أخذها من محافظتي المنوفية والبحيرة بالمعامل المركزية لوزارة الزراعة انتظاراً للنتائج. وخرجت النتائج الأولية لتُثبت إصابة المواشى بمرض "السل البقرى" فى بعض المحافظات وقامت الهيئة العامة للخدمات البيطرية بتوزيع التحصينات ضد المرض في محاولة للتغلب على المرض في بدايته وقبل انتقاله إلى محافظات أخرى. وقال الدكتور أسامة سليم رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية: إن الهيئة تبذل قصارى جهدها للسيطرة على المرض، مؤكداً أن الطب الوقائي أرسل التحصينات اللازمة لتحصين جميع رؤوس الماشية بمحافظة المنوفية، لمنع انتشار المرض، وخاصة أن المرض "مُعدٍ" وينتقل إلى الإنسان بصورة مباشرة وسريعة للغاية. من جانبه، أكد الدكتور مصطفى عبد العزيز، نقيب الأطباء البيطرين السابق، أن "السل البقرى" كان موجوداً من قبل فى مصر، ولكنه كان "محجماً"، مشيراً الى أن عودة المرض مرة أخرى تُمثل خطورة كبرى، وتعنى أنه توطن مع التحصينات القديمة وتحور، وبالتالى أصبحت التحصينات لا تقاوم المرض، مما يعنى أن المرض سينتشر وبصورة كبيرة اذا لم نستطع إنتاج مصل جديد مقاوم له . وقال"عبد العزيز" لimg src='Images/favicon.ico' alt="الصباح" title="الصباح" /: إن إصابة الماشية بالسل يصاحبه انتقال الميكروب إلى اللبن، وأن المرض ينتقل عبر اللحوم ويمكن الكشف عن المرض فى الرئة، مشيراً إلى أن السل يتمركز داخل الغدد الليمفاوية الموجودة فى الرئتين وتحت الإبط وبين الفخذين. من ناحية أخرى، طالب تامر سمير، عضو نقابة البيطريين، الدولة بصرف تعويضات مادية للفلاحين للإبلاغ عن حيواناتهم المريضة، وذلك منعاً لإنتشار المرض، مؤكداً أنه فى حالة ذبح بقرة مريضة ب"السل" وبيعها للمواطنين سوف يُكلف ذلك الدولة مليون جنيه على الأقل. وأكد "سمير" أن المرض لا يختفى عند غلي اللحم أو شويه، لافتاً إلى أن هذا الفيروس يحوصل نفسه داخل لحم البقرة وينتقل إلى الإنسان، مشيراً إلى انه لايجب تناول ألبان الأبقار المصابة بالمرض، لأنها ناقلة للفيروس. وفى نفس السياق طالبت الدكتورة سهير عبد القادر، رئيس الهيئة العامة للطب الوقائى، المربين بإتباع طرق الوقاية السليمة، والتخلص الكامل من القطيع المصاب، والإبلاغ عن أي حيوان مصاب للتعامل معه قبل انتشار الفيروس، محذرة من دخول أو خروج الحيوانات من المزرعة المصابة، لأنها قد تحمل الإصابات إلى مزارع أخرى. يُذكر أن مرض "السل البقري" يُعتبر من أهم الأمراض المشتركة التي تتسبب في إصابة الإنسان والحيوان وكذلك الطيور، حيث تكثر الإصابة بهذا المرض المعدي الخطير.