بلغ الهوس باللاعب الأرجنتيني الأسطورة المعتزل دييجو أرماندو مارادونا إلى حد إقامة كنيسة باسمه في مدينة روساريو ثالث كبرى مدن الأرجنتين حيث تقام الطقوس الدينية لمارادونا مثلما تقام الطقوس الدينية في الكنائس العادية .ولمن يريد أن يرى مدى الهوس الذي يحظى به مارادونا بعد سنوات طويلة من اعتزاله كرة القدم عليه زيارة موقع كنيسة مارادونا على شبكة الإنترنت ، ليرى كيف يتدفق الآلاف من عشاق مارادونا على مدينة روساريو في 30 أكتوبر من كل عام للاحتفال "بكريسماس مارادونا" أو عيد ميلاد مارادونا في كنيسته تماما مثلما يحتفل المسيحيون بعيد ميلاد المسيح في القدسالمحتلة . ويتجمع عشاق مارادونا داخل الكنيسة يوم مولده وهم يتغنون باسمه أمام صوره وتماثيله وهم يؤدون طقوس دينية تتشابه وأداء الطقوس الدينية داخل الكنائس المسيحية .ويرجع عشق الأرجنتينيين لمارادونا واعتبار البعض منهم أنه "الإله مارادونا" إلى هدفه التاريخي في إنجلترا في مونديال 1986 عندما قام مارادونا بمراوغة جميع أفراد المنتخب الأنجليزي وحارس المرمى الشهير بيتر شيلتون لينتقم مارادونا بهذا الهدف الأسطوري من الإنجليز بعد أن انتصار قواتهم على الأرجنتين في عام 1982 في حرب الفوكلاند وهي جزيرة تقع بالقرب من الأرجنتين . يشار إلى أن الفوكلاند أو جزيرة مالوين باللغة الأسبانية لغة الأرجنتين تخضع حاليا للسيادة البريطانية ولا تزال سبب توتر العلاقات بين البلدين ، كما يرجع عشق هؤلاء الأرجنتينيين لمارادونا إلى نجاحه في إنزال الظلم بالإنجليز عندما أحرز الهدف الثاني في مرمى إنجلترا في مدينة مكسيكو بيده لتفوز الأرجنتين بهذه المباراة 2 1 لينفتح الطريق أمام الأرجنتين للفوز بكأس العالم لثاني مرة في تاريخها . والغريب في الأمر أن مدينة روساريو التي تستضيف كنيسة مارادونا ولد فيها لاعب أسطورة آخر يزاحم مارادونا في قلوب الأرجنتينيين وهو ليونيل ميسي المولود عام (1987) ، كما ولد فيها أيضا الثائر المعروف تشي جيفارا عام (1928) .يشار إلى أن روساريو هي ثالث أكثر مدن الأرجنتين اكتظاظا بالسكان بعد بوينس آيرس وكوردوبا ، حيث يبلغ عدد سكانها ما يقرب من مليون نسمة وهي تقع شمال غرب مدينة بيونس آيرس، التي تبعد عنها بمسافة 310 كم، غرب نهر بارانا. و تبلغ مساحتها 178 كم2.