قال أحمد العطيفي الخبير المالي ان استمرار أعمال العنف والاحتجاجات في الشارع المصري تضعف فرصة البلاد في الاقتراض من صندوق النقد الدولي لما يترتب عليها من تراجع توقعات النمو الاقتصادي. وأوضح في تصريحات لموقع أخبار مصر أن من برتوكول الاقتراض من الصندوق تقديم الدولة الراغبة في الاقتراض عرض خطط تحفيز اقتصادية واجراءات لسد عجز الموازنة العامة للدولة وما يترتب عليهما من نسب نمو متوقعة. وذكر العطيفي ان التوتر على الصعيد السياسي ونزول المظاهرات إلى الشارع سيلقى بظلال سلبية على الاقتصاد عامة، فمن شأنه تقليص عائدات السياحة وحركة التجارة عبر مصر خاصة قناة السويس، فضلا عن تراجع التحويلات القادمة من الخارج وكلها تقود الى تغيير توقعات النمو الاقتصادي، وبالتالي تعديل أو ارجاء او إلغاء الاقتراض من صندوق النقد. وشدد الخبير المالي على ان تدهور الاقتصاد يحدث بسرعة بينما اعادة بنائه تاخذ وقتا طويلا. وتشهد مصر احتجاجات منذ حلول الذكرى الثانية لثورة 25 يناير لاسباب مختلفة منها ازمة الالتراس ومطالبة قوى ثورية بتعديل الدستور واقالة النائب العام. ومع بداية الاحتجاجات في الشارع المصري، قال أسامة صالح وزير الاستثمار انه يتوقع الا يتجاوز معدل النمو للعام المالي 2012-2013 ما بين 3% و3.1% مقابل 2.2 % فى العام المالى 2011-2012 ". وكان هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء أكد في 13 يناير - قبل بدء الاحتجاجات في 25 يناير - ان البرنامج الاقتصادي الذى تتبناه حكومته حاليا سيدفع معدل النمو الاقتصادي الى 3.5% عام 2012/2013، ثم 4.5% عام 2013/2014، بما يحقق تنمية مستدامة تمكن من الوصول بمعدلات نمو الى مستوى 7 % حتى عام 2022. ورغم الخلاف حول جدوى الاقتراض لدعم الاقتصاد الا ان خبراء يرون اللجوء اليه امر فرضه تازم الوضع. وبرى الرافضون للاقتراض من صندوق النقد الدولي ان الاقتراض يحمل المصريين ديونا جديدة وتكلفة خدمة ديون مما يثقل كاهل الاجيال القادمة فضلا عن تضمن مثل هذه الاتفاقات على شروط تخص الضرائب وحركة سعر الصرف بينما يرى مؤيدوه ان مصر تحتاج الى اموال عاجلة لسد عجز الموازنة ودفع عجلة الاقتصاد. وفي تقييم للوضع الاقتصادي في مصر، قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية ان مصر تدور في حلقة مفرغة من الاضطرابات, وأنه يتعين كسر هذه الحلقة حتى تستطيع الدولة التحول اقتصاديا. واعتبر جيمس وات السفير البريطاني في القاهرة قرض صندوق النقد الدولي ومساعدات الاتحاد الأوروبي لمصر بمثابة "مشروب الطاقة" للبلاد التي "تجري كالعداء لانهاء ماراثون المصريين نحو الديمقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعي