تصدرت اصداء خطاب الرئيس المصري محمد مرسي افتتاحيات الصحف والشبكات العالمية والتى اتفقت على ان مرسي خاطب العالم الخارجي اكثر من الشعب المصري وانه كان رسالة موجهة اكثر منه خطابا وطنيا، وقالت شبكة ايه بي سي نيوز الامريكية، أن الرئيس المصري محمد مرسي استغل أول خطاب له أمام مجلس الشورى ليلقي باللوم على الاضطرابات واحتجاجات المعارضة عن التسبب فى مزيد من الضرر لاقتصاد مصر المتداعي والمتدهور بالفعل منذ سقوط نظام مبارك. ووفقا للتقرير الامريكي فقد كان خطاب مرسي يتمحور حول إرسال رسالة إلى المعارضة الليبرالية والعلمانية حتى لا تتسبب في أي احتجاجات جديدة، وقد بدا الخطاب كأنه يقرع المعارضة لعدم العمل مع الحكومة المصرية الجديدة، واشار التقرير ان برغم ان مرسي كرر وشدد على الانتاج والعمل والنهوض بالاقتصاد الا انه لم يذكر أى تفاصيل بشأن برنامج اقتصادي شامل ولم يذكر فى خطابه المسائل الحاسمة مثل كيفية معالجة الحكومة للعجز في الميزانية أو تنفيذ الزيادات الضريبية المتوقعة أو تخفيضات الإعانات والدعم واجراءات التقشف، وتجاهل مرسي فى خطابه كل القضايا التى تشغل الرأى العام المصري وخاصة الفقراء في بلد يعيش اكثر من 40% من سكانها. وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية الى ان مرسي حاول فى خطابه تهدئة مخاوف المصريين تجاه الحالة الاقتصادية المزرية، وعلقت الصحيفة على بيان البنك المركزى الذى اصدره بعد خطاب مرسي مباشرة. وأشار إلى أن حكومة مصر الجديدة ستبدأ فى اعتماد نظام جديد لبيع وشراء العملات الاجنبية، وقال بيان صادر عن البنك المركزي الكشف عن نظام المزايدة الجديدة في رسالة مقتضبة بالبريد الإلكتروني للنشر الصحفى، ان النظام الجديد دخل حيز التنفيذ أمس الاحد، وأوضحت الصحيفة أن البنك المركزى لم يذكر فى بيانه استراتيجية تشغيل النظام الجديد. وأشار تقرير شبكة سي إن إن الامريكية أن مرسي ركز على السياسة الخارجية، أكثر من السياسة الداخلية، واللافت للنظر انه اوضح انه يتبع سياسة عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى ويتبع التركيز على تعزيز العلاقات الخارجية فقط، وفى الوقت نفسه قال ان مصر تدعم الثورة السورية، وان مصر ستعمل على دفع العالم العربي والدولي للاطاحة بالنظام السوري . وأوضحت الاذاعة الالمانية، فى نسختها الانجليزية، أن خطاب مرسي كان خطابا طويلا، فحواه عبارة عن اتهامات للمعارضة، واشار التقرير ان مرسي اختار مجلس الشورى لالقاءه، لانه وفقا للدستور الجديد فهو يعتبر هيئة صنع القانون. وأوضحت الاذاعة انه يتكون من أغلبية ساحقة للاسلاميين، ومعظمهم من أنصار جماعة الإخوان المسلمين المنتمي اليها مرسي حيث تم انتخاب ثلثي أعضاء مجلس الشورى في الشتاء الماضي، ولكن قليل من المصريين لم يتكبد عناء التصويت، ووفقا للتقرير فإن حلفاء مرسي كانوا يملؤون قاعة مجلس الشورى وقالت شبكة نيوز 24 الامريكية، أن خطاب مرسي جاء مستنكرا لحقيقة الوضع الحالى للاقتصاد المصري، وجاء انتقادا للمعارضة بشكل اقوى من عرض المصالحة عليهم. وأوضح التقرير أن المكان اكتظ برجال الدين مثل شيخ الازهر الشيخ أحمد الطيب ورئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين ووزراء فى الحكومة الجديدة فى المقاعد الاولى والرئيسية، واشار التقرير ان الخطاب كان موجها اكثر للعالم الخارجى عن الشعب المصري حيث تطرق مرسي للحديث عن القضية الفلسطينية والقضية السورية بشكل مستفيض.