نفى العميد حسام العواك، قائد عمليات الضباط الأحرار التابع للجيش السوري الحر، وصول أي أسلحة من مصر إلى المعارضة السورية، مؤكدا أن المعارضة السورية تجد ما تحتاجه من سلاح في ليبيا، وأنهم يحصلون عليها مجانا في بعض الأحيان، وينقلونها بحرا إلى سوريا. وقال في حواره مع «الصباح»: إن بعض المصريين والعرب المجاهدين في صفوف الثوار السوريين، دخلوا إلى سوريا عن طريق المافيا التركية، وأكد أن المجاهدين المصريين في سوريا يبلغ عددهم 120 مقاتلا، ولفت إلى أن الثورة السورية ستكرم أسر الشهداء منهم عقب سقوط نظام الأسد، حيإن الجمعيات الخيرية الليبية تتكفل بمصاريف نقل السلاح إلى سوريا.ث بلغ عددهم 8 شهداء مصريين حتى الان. وحول وضع السوريين في مصر، قال العواك، السوريين في مصر يعيشون في خطر، نتيجة اندساس بعض عناصر المخابرات السورية بينهم، وأشار إلى أن المخابرات المصرية ضبطت عناصر كانت تستهدف قتل قيادات المعارضة السورية في القاهرة.. وإلى نص الحوار..
ترددت أنباء عن نقل أسلحه من مصر إلى سوريا.. فما حقيقة ذلك؟ لا يصل سوريا أي سلاح من مصر، وليت ذلك يحدث لكى نفتخر به، أما ليبيا فهي مليئه بالسلاح وبها انفلات أمني، ونجد بها كل ما تطلبه من السلاح، فلماذا نبحث عن سلاح من مصر، رغم أننا نأمل في وجود تنسيق مع المصريين في هذا الشأن.
إذن كيف تخرج شحنات السلاح من ليبيا؟ توجد طريقتان، للحصول على السلاح من ليبيا، الأولى عن طريق البحر عبر المياه الإقليمية، ورغم أننا نواجه صعاب في التنقل وكانت بعض الشحنات في السابق تنكشف ويتم ضبطها، لكن في الوقت الراهن نجحنا في نقل أسلحه نوعيه بدعم استخباراتي، من بينها صواريخ من طراز «سام 7» و مدفعية مضادة للطائرات، وصواريخ «كوبرا»، والطريقة الثانية لم تنفذ حتى الآن ومازلنا نناقش كيفية تنفيذها، وهي نقل السلاح عبر الجو إلى دول مجاورة لسوريا.
وهل هناك تنسيق مع السلطات الليبية في ذلك؟ لا، بل يتم جمع السلاح من هناك بجهود شخصية، ومن مدن مختلفة ودون مقابل، فلم ندفع دولار واحد ثمن أي سلاح، حتى إن الجمعيات الخيرية الليبية تتكفل بمصاريف نقل السلاح إلى سوريا.
وماذا عن المجاهدين المصريين في سوريا؟ المقابلات التي جرت داخل مصر وسوريا، وعرض الصور المؤلمة عبر وسائل الإعلام، وما يجري من قتل واغتصاب وتدمير، استفزت الشباب العربي بشكل عام، وكل الناس أرادت أن تقدم الدعم، ويوجد مجاهدين من مصر عبروا إلى تركيا ومنها إلى الداخل السوري وساعد في دخول البعض منهم «المافيا التركية» وهي التي تعمل في نقل الأشخاص إلى أوروبا وسوريا، ونحن لم نقم بإدخال أي مواطن، ولا نطلب من أحد أن يحارب معنا، ولكن الأخوة العرب الذين كانوا يعملون في سوريا وقفوا بجانب الشعب ضد الطاغية.
كم عدد المجاهدين المصريين في سوريا؟ معلوماتنا تؤكد وجود 120 مجاهد من مصر، قتل منهم مؤخرا ثمانية، ولا يوجد كتيبة أو لواء لمصريين، حتى أن لواء «الأمة» المشهور بأنه ليبي، يضم العديد من الجنسيات وهم مواطنين عاديين لا ينتمون للقاعدة، لكنهم فقط استاءوا من المواقف الدامية، وأرادوا أن يساهموا مع إخوانهم في سوريا، لكن وسائل الإعلام تضخم من الأمور.
وهل هؤلاء الباقين لهم حق العودة في أي وقت؟ إذا أرادوا العودة إلى مصر ففي أي لحظة يمكنهم ذلك، إلا أننا وجدنا البعض منهم يتزوجون في سوريا، ويعيشون في الأراضي المحررة، ويتركون السلاح ويعيشون ضمن السكان، حيث لا فرق بين مصري وسوري.
وماذا عن الشهداء المصريين؟ نحن نقدس الشهداء، ونحتفظ بأسمائهم، وسنكرمهم بعد انتصار الثورة، فهم أبطال حقيقيون ضحوا بأنفسهم في ميادين القتال، وإذا طلبت أسرهم نقل جثامينهم الطاهرة في المراحل المقبلة إلى مصر سنفعل ذلك، لكن عقب سقوط النظام، حيث دفنوا في مواقع نعرفها جيدا، فما يميز المصريين في قتالهم، أنهم دائما يندفعون في الصفوف الأمامية للجهاد، وهذا نابع عن شجاعتهم، إلا إننا نحاول أن نجعلهم في الخطوط الخلفية خوفا على حياتهم، لكننا نلاحظ أنهم يتقدمون الصفوف الاولى في الهجوم والاقتحام، فهم حقا خير أجناد الأرض.
وماذا عن وجود عناصر المخابرات السورية في مصر وما مدى خطورتهم؟ لدينا معلومات عن وجود عناصر وضباط سورية بالأسماء في مصر، وهؤلاء يتعاونون مع بلطجية مصريين لاختطاف نشطاء سوريين، ولكن حتى الآن الشعب المصري واع، وكثيرون يبلغون السلطات المصرية إذا طلب منهم أحد التعرض للسوريين، فهناك خطر حقيقي من هؤلاء، كما تأتى الخطورة من بعض الضباط الذين يتدربون داخل مصر في الكليات العسكرية، حيث يشاركون بالتنسيق مع ضباط السفارة ويكلفون بعد الدراسة بمراقبة السوريين والاندساس بينهم، ومن المحتمل أن نشهد الفترة المقبلة تطورا في عملهم كلما تعثر النظام، وندعوهم لعدم مشاركه النظام بأي عمل يضر بسوريا والسوريين.
هل تم إخطاركم بمثل هذه العمليات؟ نعم بالفعل، تم إبلاغنا أن المخابرات المصرية القت القبض على عناصر مخابرات جوية سورية، كانوا يستهدفون بالقتل عدد من الشخصيات البارزة في المعارضة السورية الموجودة بمصر، ولكن كان هناك تكتم شديد من السلطات عن أسماءهم وعددهم.
هل تعرضت لمحاولة اختطاف أو تهديد في مصر؟ أنا ضابط مخابرات، وأقوم بعمل احتياطاتي، ألاعبهم مثل القط والفأر، واستطيع أن أحدد المراقبين لي، وأن اخرج من المراقبة المحكمة، وقبل شهرين لاحظت وجود سيارة تقف أمام المنزل، اكتشفت أن بينهم سوري، واجهتهم أنا وصديقي فهربوا لأن أمرهم كشف.
وماذا عن تجدد الحديث عن مقتل عمر سليمان في سوريا؟ عمر سليمان لم يدخل سوريا باسمه أو باسم مستعار، وسافر من الإمارات على خطوط طائرة إماراتية مباشرة لأمريكا لتلقي العلاج، وتحدثنا نحن مع أصدقائنا في الدول التي زارها عمر سليمان، وهيثم المالح صرح بذلك لأن ابنه تسبب له في مشكله تتعلق بوضع أموال جاءت للثورة في بنوك باسم ابنه اياس فانكشف الأمر، وقامت زوجته برفع دعوى طلاق عليه، وهو ما أدى إلى ابتعاده عن الأضواء، ولكونه يسعى لأن يكون رئيس الوزارة، فكيف يتهم شخصية محترمة بقدر عمر سليمان مصري شريف خدم مصر، ونحن نستنكر مثل هذه التصرفات التي اعتبرها أسلوب تسلق على الثورة، ونحن نشجب هذا، والثورة السورية يتيمة ليس لها أب ولا أم، نعتمد على الله وعلى بعض الشخصيات السورية، والآن نعتمد على تبرعات شخصية من جمعيات في عدد من الدول.
يتصدر ملف السلاح الكيماوي المشهد السوري خلال هذه الأيام فماذا تتوقع بشأن تطوراته؟ النظام السوري ينقل الأسلحة الكيماوية، ربما ضمن خطة استراتيجية لحصر الكيماوي بمناطق معينه في سوريا لتوفير الحماية اللازمة لهذه المواد، وهناك عدد كبير من المصانع تابعة لمراكز البحوث، تعمل على السلاح البيولوجي والجرثومي والكيماوي، ونحن في تجمع الضباط الأحرار تابعنا نقل صواريخ من طراز «أم 600» مداها 150 كيلو مترا إلى جبل «قاسيون»، ونعتقد أنها زودت برؤوس كيماوية من مادة «ميسالوجين»، وهى مادة تسبب النوم، وتظهر بقع حمراء على الجلد. والنظام السوري لم يستخدمها طبعا حتى الآن، ولكنه استخدم القنابل الفسفورية في قصف عدد من المناطق.
وماذا عن إسقاط طائرات النظام للبراميل المتفجرة؟ البراميل الحارقة التي تسقطها الطائرات معبأة بمواد «تي ان تي» شديدة الانفجار والزيت المحروق والمسامير والخردوات، وهو ما يجعل قوتها التفجيرية هائلة وتصيب أجساد البشر، وهذه تم ابتكارها في معامل الحديد بطرطوس وهي معامل يمتلكها وهيب مرعى شريك اصف شوكت، والآن الروس والإيرانيون يلعبون دورا كبيرا لابتكار طرق يومية لمحاصره الثورة والثوار، ولكن دون جدوى، لأن أرادة الشعب السوري انتصرت، وستنتصر بشكل كامل.
ماذا عن تكوين جيش سوري بقيادة جديدة؟ داخل التنظيمات في الداخل والخارج هناك حلقة وصل وثيقة وأمينة تنقل الداخل للخارج والعكس، أنا لا اطمح في القيادة وعرضت على مناصب ورفضتها، لأجل مصدقيه الأمر، القيادات الماضية للجيش الحر، أثبتت فشلها وعدم قدرتها على القيادة العسكرية للتنظيمات والكتائب داخل سوريا، وعدم قدرتها على مواكبة الأحداث.
وكيف تم التشكيل؟ قامت كتائب الجيش الحر بثلاثة اجتماعات في تركيا ومصر والأردن وكان أهم نتائج الاجتماعات، الإجماع على فشل القيادة السابقة للجيش الحر وتم إقصاء العميد مصطفى الشيخ والعقيد رياض الأسعد، بسبب تهم فساد واتصالات غير مسئولة مع جهات لا نستطع ذكرها وفشلوا في القيادة العسكرية.
لماذا لم تنضموا للتشكيل الجديد؟ حتى الآن ما زلنا ندرس في تجمع الضباط الأحرار لم ننضم ككيان كامل، ولكن نحن ندرس ونراقب ماذا سيقدم التشكيل الجديد، القيادة السابقة الأموال التي سلمت إليهم لم يعلنوا عنها ولم يقولوا أين أنفقوها.
هل كشفتم عن وجود خونه بين المنشقين في الجيش مؤخرا؟ النظام السوري وروسيا وإيران أرادوا صنع شخصية عسكريه تقود المرحلة بعد الأسد، وكانت هناك محاولات روسي إيراني برعاية أحد الدول الغربية، بابتداع شخصية عسكرية تقود المرحلة الانتقالية، وتم طرح فاروق الشرع نائب الأسد، واعتذر الشرع لعدم سيطرته على الأجهزة الأمنية والقيادة العسكرية، بعدها طرحوا تولى العميد مناف طلاس، ولكن ضباط الداخل رفضوا المشروع جمله وتفصيلا، عقبها قامت بعدها المخابرات السورية بالتنسيق مع رأس الهرم بشار الأسد بانشقاق اللواء محمد حسين حج على، وانتقل إلى الأردن، ووصلتنا معلومات من داخل الأردن، تفيد بتواصل حج على بشكل دائم مع المخابرات السورية. كما أن زوجته لديها أقارب داخل الأجهزة الأمنية، لاحظت المؤسسة الأردنية ذلك، خاصة أنه نسق للقاء مناف طلاس وتم لقاءه وبعد ذلك قامت الحكومة الأردنية الضغط قليلا عليه وإلزامه عدم قيامه من داخل الأردن مما يضر بالحكومة الأردنية، المطالب الأخيرة للمحادثات عن المنشقين وتتعلق بالأمن القومي، وتم إبعاده، والآن هو في قطر، وكنا في البداية شجعنا انشقاقه ولكن بعد ورود هذه المعلومات المؤكدة، نحن بتجمع الضباط الأحرار رفضنا وجوده، لكن هناك أناس يحاولون منحه فرصه أخرى.
ماذا عن وضع الأسد حاليا؟ في الوقت الراهن، تقوم كل من روسيا وإيران بإقناع الأسد بالخروج من سوريا، وها هي أسرته وزوجته هربوا إلى بريطانيا، يريدون الخروج الأمن للأسد وعدم محاسبته على الطريقة اليمنية.
وماذا يعنى إغلاق النظام لمداخل العاصمة دمشق؟ نحن أول من أصدرنا بيانا حول مساعي النظام لغلقها وتحصين دمشق، حيث نقل النظام صواريخ لجبل قاسيون ومواد كيماوية، وإحضار عدد كبير من الدشم والعوازل الإسمنتية، وتحصين عدد كبير من المدن حول دمشق، والآن يريدون أن يحصنوا العاصمة ثم التوجه للريف للسيطرة عليه، وهذا مستحيل في الاستراتيجية العسكرية الطقس في سوريا يساعدنا والطياران، لا يستطيع التحليق بكثافة، قبل فصل الصيف نكون استحوذنا على مناطق كبيرة ونقوم للتصدي على النظام.
أين مصر من الثورة السورية من وجهة نظرك؟ أول شيء نريد أن نسلط الضوء عليه هو أن الحكومة والرئاسة في مصر مازالت حديثة الولادة، ونحن نلاحظ وجود مشاكل تواجه نظام حكم جماعة الإخوان المسلمين، لهذا لا نريد أن نثقل عليهم أكثر من ذلك، وبالرغم من توقعنا وجود دعم أكبر من ذلك فلم يحدث.
هل تتواصلون مع الرئيس مرسى لأجل الحصول على دعم أكبر؟ في أحد اجتماعاتي بشخصيه عربيه كبيرة، تم طرح دخول قوات مصرية للأراضي السورية، هذه القوات إما أن تكون ضمن قوات أممية أو قوات عربية لوقف نزيف الدم، ولقي هذا الطرح من الرئيس مرسي الترحيب، لكن الظروف التي تمر بها مصر أخرت هذا الطرح.
وما أوجه الدعم التي تريدون الحصول عليها؟ نأمل في الدعم الكامل للثورة السورية سواء كان ماديا أو عسكريا، وبخاصة العسكري أحد الضباط السوريين أكد لي أن هناك تطور كبير بالمنتجات العسكرية المصرية، لدينا أمل كبير لإقناع القيادة المصرية بالتدخل العسكري، نحن لا نرى أن هناك أي مانع لدخول مصر، لدينا قناعه أن سوريا ومصر يتنفسون برئه واحدة.