"المصلحة" هي الطريقة التي تدار بها الأمور خلف كواليس الحرب والمواجهات بين الجيش النظامي السوري والجيش الحر في الداخل منذ اندلاع الثورة السورية في 14 مارس (آذار) العام قبل الماضي، كلا الطرفان يحاول جني مكاسب أكبر تحت مظله استغلال الظروف الحياتية للناس أو لنصر الثورة، وكأن الثورة السورية هي سله الغلال التي يستفاد الجيشين منها. وروي أبو حمد السوري، من سكان مدينة دوما بدمشق، ل بأنه وقت هروبه من سوريا باتجاه لبنان، وجد أسره مكونه من 36 شخص، يريدون الخروج عبر المعبر الحدودي لبيروت، وبالرغم من أن أوراقهم سليمة، إلا أن أفراد الأمن التابعين للجيش السوري، فرضوا عليهم دفع مبلغ 100 دولار لكل شخص، حتى يسمحوا لهم بالخروج. وأشار السوري، أن المعابر الحدودية التي يسيطر عليها الجيش النظامي، يقبل عليها الآلاف يوميا، راغبين في الهروب من مشاهد الدماء والمجازر والفزع الذي يعيشون فيه، إلا أنهم يبقون فريسة سهله لجنود الأسد، يتحكمون في أثمان حياتهم. بالنسبة للنظام السوري، الأمر لا يقتصر على المعابر فقط، فمنذ بداية الثورة يتم تسريب بعض مقاطع الفيديو، التي تظهر تعذيب الأمن النظامي لبعض الداعيين والمؤيدين للثورة، وهو ما يتم من خلال جنود الأسد الذين يبيعونها لقنوات تلفزيونية بغض النظر عن توجهها، وهو ما أكده مصدر بالجيش الحر رفض الإفصاح عن اسمه. وحينما اندلعت الثورة السورية، كان الجيش النظامي الكيان الوحيد المسيطر على السلاح في سوريا، ولكن سرعان ما أصبح الطرف الثاني (الجيش الحر) بشكل ممنهج يحمل الأسلحة ويدير مواجهات حيه، في العديد من المدن، وهو ما أرجعه العميد حسام العواك،عميد المخابرات الجوية السابق، إلى عناصر الجيش النظامي، حيث قال:" عناصر من الجيش النظامي تقوم ببيع السلاح للجيش الحر وللكتائب، مشيرا إلى أن الضابط الأمر بالنسبة له بمثابة مصلحه شخصيه يحققها لجني المال، كما أن جنود الأسد كانوا يتوقعون أن مثل هذه الأسلحة الخفيفة لن تقلقهم مقارنتا بما تحويه مخازنهم. وأضاف العواك، وهو قائد عمليات تجمع الضباط الأحرار بالجيش الحر، ل: "حينما يهاجم الجيش النظامي تظاهره، ويطلق 1000 طلقه، لا أحد يفتش ورائه، وهو ما يجعل ضباط الأسد تجار سلاح يستغلون أحدث الثورة لصالحهم". وعلى الجانب الأخر، في معسكر الثورة، استغل العديد من السوريين وفق روايات عده وحالات عاشتها جريدة ، أهالي وسكان البلاد اللاجئين بها، حيث يقوم البعض منهم بجمع المال تحت غطاء دعم لأجيء الثورة، إلا أنها لا تجد مكان إلا جيبه، ويقول الناشط حسام السوري، الهارب من سوريا مؤخرا، ل "إنه يعرف البعض من تجار الثورة، ممن يخدعون الناس تحت استغلال الحالة الإنسانية التي بقي عليها الشعب السوري جراء الأحداث الأخيرة، حيث أنهم يجمعون الأموال وينفقوها على القمار والحفلات"، مشيرا إلى أن الثورة والشعب السوري بريء منهم. وخلال تواصل مع أحد النشطاء على الحدود السورية التركية عبر الانترنت، طلب الناشط بعض الأموال مقابل منح الجريدة معلومات عن الوضع اليومي، وهو ما علق عليه خالد الخلف، قائد الجناح العسكري لقبائل الخلف في سوريا، قائلا ل هذا ليس بناشط بل هو مستغل للثورة وأحداثها لجمع المال، ما يقوم به هو واجب وطني، هو يخدم الثورة وليس مصالحه الشخصية". وعلى المعابر التي يسيطر عليها الجيش الحر، وبخاصة المعبر الأكثر أمنا على الحدود السورية التركية، يقوم الصحفيين والإعلاميين الراغبين في الدخول للأراضي السورية، حتى ينقلون الوضع، بدفع أموال متفاوتة لنشطاء سوريين تصل ل 1500 دولار وتختلف من قناة تلفزيونية ووكالة صحفية، حتى يدخلوهم في الداخل، إلا أن الناشط شادي السوري، هارب إلى القاهرة قبل 5 أشهر، يقول ل : "صديقي من وكاله فنلندية، دفع 400 دولار ليتمكن من الدخول، مشيرا إلى أن الأموال التي يتلقاها النشطاء والمجاهدين بنفق منها بشكل كبير على معسكرات اللاجئين وعلى الأدوية، إلا أنه أشار أيضا أن البعض يعتبرها وظيفة".