لا أحد ينكر أن هناك جهودًا كبيرة تبذلها الحكومة لزيادة الصادرات الزراعية وهو ما ضاعف حجم تلك الصادرات لكن السؤال: هل التربة الزراعية في الوادي والدلتا في أحسن أحوالها بما يضمن استدامة تعافي تلك التربة وتدفق عطائها دون انقطاع؟ وهل يواجه الفلاح المصري واقعًا آخر يشي بأن الأرض نفسها تعاني مرضًا صامتًا اسمه سوء الصرف؟ وهو مرض لا يقل خطرًا عن ندرة المياه، بل ربما يفوقه أثرًا لأنه يهدر المياه المتاحة ويقوّض خصوبة التربة من داخلها. وماذا عن الدراسات العلمية التي تكشف أن ما نعتبره نقص مياه هو في جوهره سوء إدارة مياه؟ فالمياه الموجودة أصلًا لا يستفيد منها النبات، بل تتحول إلى عبء يرفع الملوحة ويخنق الجذور ويهيّئ بيئة مثالية للأعفان الفطرية والبكتيرية، ما يؤدي إلى تراجع الإنتاجية عامًا بعد عام حتى تبلغ الأرض مرحلة التصحر غير العكسي الذي لا يمكن استرداد خصوبته بسهولة. ولماذا يسعى الخطاب الرسمي لربط النجاح الزراعي بزيادة الصادرات لا بجودة التربة وصحتها، بينما المقياس العلمي الحقيقي هو عائد إنتاجية وحدة المياه؟ وهو مؤشر يتدهور سنويًا بفعل سوء الصرف لا بفعل قلة المياه وحدها. الفلاح الصغير يدفع الثمن أكثر من غيره، فهو لا يملك أجهزة لقياس مناسيب المياه الجوفية ولا أدوات لتحليل ملوحة التربة، ويجد نفسه في نهاية الموسم أمام محصول ضعيف لا يغطي تكاليفه، فيما تنشغل حكومته بفرض غرامات على الري الزائد، وكأن الفلاح هو المتسبب في المشكلة، بينما دائرة الخلل تبدأ من الصرف نفسه. إن من حق الفلاح على الدولة أن يجد منها الاستجابة الفعلية والفورية لوقف تدهور أرضه، لأن التأخير يومًا واحدًا قد يعني خسارة موسم كامل. ولأن التجارب الناجحة لا تُخترع بل تُستعاد، يكفي أن نتذكر ما فعله الدكتور محمد شاكر في وزارة الكهرباء عندما أنشأ خطًا ساخنًا لتلقي الأعطال والشكاوى، فكان هذا الخط أداة رقابية حقيقية لقياس أداء الإدارات، ومعرفة أماكن الخلل قبل أن تتحول إلى أزمة. النموذج نفسه لو انتقل للري والزراعة يمكن أن ينقذ آلاف الأفدنة من التدهور إذا تم تخصيص خط ساخن يستقبل شكاوى الفلاحين عن ارتفاع المنسوب أو انسداد المصارف أو تملّح الأراضي، بحيث يصبح نظام رصد مبكر مرتبطًا بتحرك فني ميداني سريع، لا مجرد وسيلة لطمأنة الناس. فالتربة تحتاج إلى إنصات حقيقي، والمياه تحتاج إلى إدارة رشيدة، والفلاح يحتاج إلى جهة يسمعها وتسمعه. وما لم تُعالج أزمة الصرف بجدية، سيظل فقرنا المائي يتفاقم لا لأن المياه قليلة، بل لأننا نهدرها في باطن الأرض قبل أن نروي بها زرعًا أو نصون بها مستقبلًا. لا ينكر أحد أننا نعاني فقرا مائيا لكننا أيضا نهدر ما نملك بأيدينا عبر سوء الصرف الزراعي الذي ينهش صحة الأرض ويهدر طاقتها الكامنة. وكفانا حديثا عن ارتفاع إنتاجية الأرض الزراعية تحت لافتة زيادة الصادرات، بينما المؤشر الحقيقي الذي ينبغي القياس عليه هو عائد إنتاجية وحدة المياه، الذي يتدهور عامًا بعد عام بسبب غياب الصرف الزراعي السليم. عبد العظيم وزير كما عرفته! التعهيد.. حكاية نجاح من سنين! فالأرض في الدلتا والصحراء مصابة بمرض اسمه سوء الصرف، مرض يعتل به جسد التربة وترتفع معه ملوحتها وتتلف جذورها بالأعفان الفطرية والبكتيرية، فيغدو كسرطان خبيث يقوّض خصوبتها في غياب التشخيص والعلاج المبكر. وحين تغيب الرقابة، ويغيب قياس المناسيب المائية في التربة، تتراجع الإنتاجية تدريجيًا حتى تصل الأرض إلى ما يُعرف ب التصحر غير العكسي الذي لا عودة منه. والمجني عليه هو الفلاح الصغير الذي لا يملك أجهزة رصد تحمي مصدر رزقه، ولا يجد في نهاية موسم خاسر من يسمع شكواه، بينما تنشغل حكومته بفرض غرامات الري مع أن الأولى بها أن تُحاسَب هي على سوء إدارة الصرف. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا