فى ظل تداعيات الأزمة السياسية التى تعيشها مصر حاليا، وبالتحديد بعد الإعلان الدستورى وردود أفعال القوى المعارضة عليه، وتزايد حدة التظاهرات فى قلب القاهرة وبالتحديد فى «ميدان التحرير» الذى لا يبعد سوى أمتار عن دار الأوبرا المصرية، حيث تقام جميع فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته ال35، وهو ما يطرح تساؤلا عن حجم الحضور الجماهيرى وحضور الفنانين وتواجد الضيوف الأجانب فى المهرجان وعن كيفية تأمين المهرجان وتأمين التواجد فى مهرجان تشهد الشوارع المحيطة به اشتباكات مستمرة. خصوصا أن انتشار العديد من الأنباء عن المليونيات التى تخرج اليوم سواء فى ميدان التحرير أو تظاهرات الإخوان تسبب فى اعتذار أو رفض الكثير من النجوم العالميين عن عدم حضور الفعاليات بسبب توتر الأحداث السياسية فى الشارع المصرى واقتراب مقر المهرجان فى دار الأوبرا من الأحداث الملتهبة، وهو ما يزيد من حجم التخوف أيضا على تأمين أعضاء لجان التحيكم من مقر إقامتهم بالفندق القريب من دار الأوبرا إلى مقر المهرجان بدار الأوبرا. «سهير عبدالقادر»، نائب رئيس المهرجان، نفت وجود أى تخوف لدى القائمين على المهرجان من الأحداث التى تجرى فى «التحرير»، وتؤكد أنها تذهب يوميا إلى مقر عملها فى مكتب المهرجان الموجود بالفعل فى قلب القاهرة وعلى بعد أقل من مائة متر من قلب الأحداث، وأشارت إلى أنها أصبحت معتادة هى وفريق عملها على تلك الأحداث فى التحرير وإذا لم نعمل سوف نجعل البلد يقع فى مشكلة أكبر، خاصة أن تلك هى الفرصة الأخيرة للمهرجان. «سهير» أضافت أنها تنوى القيام بجولة مع ضيوف المهرجان فى ميدان التحرير لأنها تعتبره فخرا لمصر أن يكون بها تظاهرات سلمية. المدير الفنى للمهرجان المنتجة والمخرجة «ماريان خورى»، أكدت من جانبها أنه لا يوجد أى قلق على المهرجان خاصة أنه جاء بعد ثورة مجيدة وتم إلغاؤه العام الماضى، ولا نفكر فى مساءلة الإلغاء، وندعو إلى دعم المهرجان كما نعمل من أجل قيامه المعلن سابقا، وهناك تنسيق مع جهات الشرطة المختصة لتأمين الضيوف والحفلات. المخرج «أحمد عاطف»، المدير التنفيذى للمهرجان، أعرب عن سعادته بالأحداث التى تدور حاليا فى مصر، لأنها دليل على التحول الديمقراطى، وأكد أن المهرجان يكمل الصورة الديمقراطية فى مصر لأنه يعلى الشأن الثقافى بشكل عام. ولابد أن يستمر فى وجوده ويقام فى مواعيده ليكون دليلا على الجدية وعلى اهتمامنا ولا يوجد شىء ممكن يغيرنا وخاصة أن هناك أحداثا أكثر من ذلك فى الدول ولم يتم إلغاء الأحداث المهمة بها وأننا فى وقت لا يعتبر خطرا ولكن هو تعبير عن آراء الناس وهذا من حقها، وقال إن وزير الثقافة محمد صابر عرب صرح لهم بأنه لا يوجد أى تغير فى المهرجان ولديه ايضا رغبة وإصرار فى إقامة المهرجان، وأضاف أن الحالة الأمنية للضيوف على أعلى مستوى خاصة أنهم مقيمون فى فندق سوفتيل المواجه للأوبرا وهو ما يجعلهم لا يمرون من التحرير وقمنا بعمل جلسات مع العديد من قيادات الداخلية مع شرطة السياحة وفى جميع الفروع من أمن عام ومرور بالتنسيق مع العميد هشام فرج أيضا وكيل وزارة الثقافة، وهناك أيضا تأمين لأماكن الإقامة وأماكن العروض وتدقيق تام على شروط السلامة والأمن سواء للمصريين أو الأجانب. وأكد أحمد عاطف وجود إصرار من الدولة على إقامة المهرجان بشكل مختلف وهناك متابعة من القائمين على خروج المهرجان بالشكل اللائق لمصر والتأكيد على سلامة الضيوف، ولم ترد فكرة إلغاء المهرجان فى ذهننا والفكرة غير مطروحة تماما خاصة أن السينما لا تحتاج لمثل هذا الموقف، وأشار إلى أن التخوفات هى من الناس، أما الضيوف فلا يوجد عندهم تخوف ولم يقم أحد منهم بإلغاء الدعوات الخاصة بهم لحضور المهرجان. وأكد رفيق الصبان، عضو لجنة المشاهدة، أن لديه أملا كبيرا فى الأمن خاصة أن المهرجان يقام داخل الأوبرا وهى أحد الأماكن التى عليها حراسة مشددة وقال إن الجمهور وعشاق السينما بالتأكيد سوف يساعدون على إقامة المهرجان بالشكل المطلوب وإنه لا يستطيع أن يرجم بالغيب فى مسألة إلغاء المهرجان وإن القائمين بالمهرجان طالبوا بتأمينات شديدة وزيادة الأمن على الأوبرا، وأشار إلى أننا قمنا بإرسال دعوات للعديد من الضيوف وأرسلنا لهم التذاكر الخاصة لحضور المهرجان ولم يعتذر أحد منهم، وقال: أتمنى أن ينجح المهرجان فى ظل هذه الظروف الصعبة التى من الصعب فى الوقت الحالى الرهان على نجاحه أو لا. الناقدة «خيرية البشلاوى»، إحدى القائمات على المهرجان، أكدت أن إدارة المهرجان لم تضع فى ذهنها أى تأثير للأحداث الحالية على المهرجان، وأضافت: كانت هناك اجتماعات كثيرة مع جميع المختصين بالأمن واتصالات مع الشرطة ووزير الداخلية والذى أكد عدم وجود أى مشاكل بشأن مسألة تأمين الضيوف وتأمين المهرجان، وأكدت أنه لم يتم إرسال أى اعتذار من الضيوف، وندعو من الله أن تستقر الأمور فى ظل قيام المهرجان فى ظروف غير مواتية لإقامة الحفلات لكن نحن دائما داعمون للحرية وداعمون للفن. وأشارت إلى أنه يسير حاليا تأمين للأوبرا وللفعاليات من الداخل، وتمنت أن يحقق المهرجان نجاحا كبيرا ويظهر بالشكل اللائق والمطلوب الذى يعكس صورة مصر لأننا بذلنا جهدا كبيرا فى اختيار الأفلام التى يتم عرضها فى المهرجان. فيما قال الفنان «عمرو يوسف»، مقدم حفل افتتاح المهرجان: «إننا فى تحد كبير ولابد أن نخوضه فى زمن يهاجم فيه الفن وتهاجم الحريات بكل أنواعها، وبالتالى يجب علينا أن نكون داعمين للمهرجان ونساعد على إقامته»، وأكد عمرو أن القائمين على المهرجان أكدوا التواجد الأمنى القوى. الفنانة لبلبة إحدى الفنانات المكرمات فى الدورة الحالية، أعلنت دعمها للمهرجان وأنها تترك المسائل الأمنية للقائمين على المهرجان، الذين ترى أنهم على دراية تامة بكيفية إدارة الأمور.