متعاطفة مع يسرا وإلهام شاهين.. وإهانة الفنانات ليست من الإسلام الرقص على أغنية «يا طاهرة يا أم الحسين» عيب أوى.. وحجب المواقع الإباحية لا يجوز علميا الداعية الإسلامية عبلة الكحلاوى أستاذة الفقه فى جامعة الأزهر وابنة الفنان محمد الكحلاوى وإحدى رواد الإعلام الدينى، قدمت عدة برامج من خلال قنوات متنوعة وأطلقوا عليها «الحصان الرابح»، سبق وأن قدمت برنامج «الدين والحياة» على قناة «الحياة» وبرنامج «قلبى».. فتحت قلبها ل«الصباح» لتعبر عن مخاوفها وآمالها عن مصر بعد الثورة. * كيف كانت بدايات دخولك إلى مجال الإعلام؟ - بعد أن تخرجت فى كلية دراسات إسلامية جامعة الأزهر، عملت فى العلاقات الخارجية، بعدها عملت أستاذًا مساعدًا فى جامعة الأزهر، ثم سافرت إلى الرياض مع زوجى لمدة عام وعملت هناك بجامعة الرياض، ولكن شاء شاء الله أن يتوفى زوجى، وكانت ابنتى الكبرى فى الثانوية العامة فى عام 1994، وكان يتمنى أن ابنتى الكبرى تكون طبيبة، وبالفعل دخلت كلية الصيدلة وحققت رغبة والدها. * ماذا عن تجربتك فى «اقرأ ودريم والحياة»؟ - الحمدلله كل برامجى التى قدمتها تم وصفها ب«الحصان الرابح»، وعند إطلاق أى قناة فضائية أكون أول من يتعاقدوا معها، والدليل قناة «الحياة» للسيد البدوى الذى تعاقد معى قبل أى إعلامية أخرى بالإضافة إلى قناة «الرسالة». * ما أفضل برامجك من وجهة نظرك؟ - كل برامجى بحبها وكلها تمت بإخلاص، وبرنامج «قلبى معى» تأثرت به للغاية وكنت أتعرض لمشاكل مؤثرة، من خلال مداخلات المشاهدين التليفونية، بالإضافة إلى أننى كنت بداية انطلاق الإعلام الدينى الوسطى، وكانت «اقرأ» خير دليل على الوسطية والبعد عن التشدد. * ما أكثر مشكلة للمشاهدين أثرت فيكِ؟ - سيدة عراقية زوجها دخل السجن وكان لديها أطفال، ربتهم حتى أصبحوا رجالا قادرين على تحمل المسئولية ثم خرج زوجها من السجن بعد الثورة فى العراق، وشكر زوجتة قائلا لها: «كفاية شغل انتى تعبتى أووى»، وبعد3 شهور مات أولادها الستة وزوجها فى الحرب وتركوها وحيدة مرة أخرى، هذه من أكثر المشاكل التى أثرت فىّ كثيرا. * ما تعليقك على تزايد نبرة التشدد فى الإعلام الدينى؟ - هذا خطأ كبير ويجب أن نتقى الله فى مصر وإهانة الخلق ليس من الدين ونحن الآن فى حرب توك شو لابد من تواجد قوانين رادعة لقذف الناس بالباطل. * ماذا عن ياسمين الخيام؟ - تربطنى بها صداقة شديدة وعندما قامت بإنشاء مسجد والدها «الشيخ الحصرى» طلبت منى تقديم دروس دينية فيه وكان يحضر كثير من الفنانات مثل سهير رمزى وسهير البابلى. * ما رأيك فى تصرف «أبو إسلام» صاحب قناة الأمة أمام السفارة الأمريكية بتمزيق الإنجيل؟ - بدون تحديد شخص بعينه هذا ليس من الإسلام إطلاقا أن نرد على إهانة ديننا بإهانة الآخرين، وهناك تصرفات كثيرة خاطئة ترتكب باسم ديننا، وكل ما يتصرف بهذه الصورة فالإسلام برىء منه. * ما رأيك فى إهانة بعض السلفيين للفنانات؟ - إهانة الإنسان لا تجوز، حتى لو الإهانة موجهة لفنانات غير مقتنع بأعمالهن، كان عليه فى هذه الحالة التحدث إليهن سرا وليس بفضحهن بهذا الشكل الذى رأيناه. كما أعيب عليهم حملهم صورًا لإلهام شاهين من مشاهد محددة من أفلامها داخل المحكمة بهذا الشكل، وفى النهاية نحن بشر لا نحاسب الناس على أعمالهم «ما حدش عارف احنا هنموت على ايه». * ماذا تقولين لإلهام شاهين ويسرا؟ - بلا شك لقد جُرحتا وأنا أشفق عليهما لأنهما «أكيد بكوا كتير». * وما رأيك فى الهجوم على أغنية فيلم «عبدة موتة»؟ - بالتأكيد الرقص على أغنية «يا طاهرة» عيب أوى ولا يليق بنا كمسلمين، لأن هذه إهانة لأهل البيت وللمسلمين جميعا، وأرفض تصنيفنا إلى شيعة وسنة. * ما رأيك فى دور الأزهر حاليا؟ - هناك هجوم شرس على الأزهر من خلال مطالبات ميدان التحرير بإقالة شيخ الأزهر وقبل المطالبة بتطبيق الشريعة نحن لم نكن كفرة، وبالتالى أخشى من أن يتقزم دور الأزهر فى وقتنا الحالى، وأن تتحول كراسيه، ولكن أحترم شيخ الأزهر جدا وأقدر الدكتور على جمعة وعلينا تقدير هذا الرجل فهو عالم ومفكر. * كيف ترين مصر حاليا بعد الثورة؟ - أخشى على أرض سيناء التى ارتوت بدماء شهدائنا ورد مصر الحقيقى، هذه مقبرة لشهدائنا، من أن تسيطر عليها جهة أخرى، وهذا حرام والسبب النظام السابق الذى نسى أرض سيناء للأسف لمدة 30 عاما كانت خلالها فى الفريزر. * وما رأيك فى سياسة الرئيس مرسى؟ - أحترم إرادة الشعب وإن كنت أرى أنه من الخطأ تولية الإخوان أعلى المناصب تلك المرحلة بعد الثورة مباشرة، لأنهم خرجوا من الدار للنار، بالإضافة إلى أن الشعب المصرى بلا نظام فهو فوضوى، ومصر الآن حمل ثقيل جدا، وحرام نحملهم مشاكلها، وأقول ذلك رغم أننى أرى أنهم أفضل قطاع فى مصر حاليا.وفى نفس الوقت أنا أحترم الرئيس مرسى لأنه رجل طيب وتقى، لكن البلد لا ينفع معها الطيبة فى الوقت الحالى، ولكن يجب التعامل معها بحزم وقوة، كما أرى أن هناك محاولة لهدم أعمدة الدولة كجيش مصر العظيم. * ما رسالتك للدكتور مرسى؟ هل ترين أن الرئيس نجح فى المائة يوم؟ - بيحاول ينجح.. ورسالتى له أن ينتبه إلى نبض مصر الحقيقى من الفقر والجوع وبطالة الشباب وتوفير الدواء للمريض البلد لا تريد خطبًا.. بالإضافة إلى تثبيت الشريعة الحقيقية والمتمثلة فى الأخلاق.. وأعجبتنى كثيرا ما اتخذته ألمانيا النازية عندما قاموا بعمل بحيرة حول إحدى غاباتها التى استوعبت بطالة كبيرة واستقطبت سياحة رائعة، كما أدعوه إلى الإمساك بمصر بشدة وحزم. * بماذا تدعين المواطنين المصريين؟ - أقول للجميع انتبهوا لا تصفقوا قبل أن تعرفوا، وأنصحهم بأن يسمعوا بعض ويتقبلوا النصيحة ويتعظوا بمصائب الآخرين مثل سوريا والعراق أى الاعتبار بالغير، ولابد من أى يتوحدوا كأيدٍ واحدة، ويتقوا الله فى مصر، ويحافظوا على سيناء، ولكن مشكلتنا أننا نعيش بنظرية الدجاجة التى تلتقط ما أسفلها وليس لدينا أى بعد نظر، كما أتمنى أن يكون لدى المواطنين حس بوليسى، فإذا شاهد المواطن شخصًا يقوم بفعل إجرامى أو سيارة بدون أرقام يبلغ عنهما، فذلك الحس الوطنى كان موجودًا عام 1973 الذى لم يشهد واقعة سرقة واحدة وفى عهد ناصر. * الغصب والإجبار هل كان لهما دور فى زواجك؟ - لم يكن هناك إجبار، بل كان اختيار أبى لكنه كان صائبا للغاية. فزوجى كان هدية من الله، فوالدى كان حكيما للغاية، بالإضافة إلى أننى تعرفت عليه قبل الزواج بفترة، وما تردد عن زواجى إجبارى غير مضبوط إطلاقا، لأنى خطبت لزوجى نحو 7 شهور، وكان هناك زيارات أسرية حوالى 3 شهور قبل الخطبة، وخلال فترة التعارف اقتنعت به جدا. * لكن يقال أيضا إن والدك أجبرك على الدراسة فى كلية الدراسات الاسلامية؟ - فعلا درست فى كلية دراسات إسلامية جامعة الأزهر برغبة من والدى.. لأنى كانت لدى طموحات كبيرة فى أن أدرس بكلية اقتصاد وعلوم سياسية، وأصبح سفيرة، وبالفعل مجموعى كان يسمح لى بذلك.. وكنت أحلم بذلك لخدمة بلدى الحبيبة.. وأحيانا كنت أفكر أنى بعملى كسفيرة يمكن أن أحل القضية الفلسطينية مثلا، وإذا عاد بى الزمن لدخلت فى كلية اقتصاد وعلوم سياسية أيضا وحققت حلمى. * ماذا تعلمت من والدك محمد الكحلاوى؟ - تعلمت قيما كثيرة من والدى منها الصدق والإخلاص والدين الصحيح البسيط، وأنا وإخوتى كنا نتسابق لإرضاء الله، كما أخذت عنه الرحمة، رغم أن والدى كان حازما جدا، إلا أنه فى نفس الوقت كان رحيما. * سمعنا أنك بكيتِ على الرئيس المخلوع مبارك؟ - نعم بكيت عليه لأنه إنسان كما حزنت كثيرا على حفيده محمد علاء، وهذا لا يعنى أننى ضد الثورة إطلاقا، بل أنا كنت مع الثورة منذ بدايتها برغم من أنها تأخرت كثيرا. * هل أغضبتك إقالة المشير طنطاوى؟ - طبعا غضبت كثيرا لإقالة المشير طنطاوى وأنا كنت ضد ذلك القرار فهو من أبطال اكتوبر، والجيش هو بالنهاية أمان الشعب كما أنه من حافظ على ثورة 25 يناير منذ بدايتها، والجيش منذ الرئيس الراحل عبدالناصر وهو يحافظ على مصرنا الغالية. * ما رأيك فى وضع المرأة فى الدستور الجديد؟ - الموضوع غير واضح حتى اليوم. * ما رأيك فى قرار النائب العام بحجب المواقع الإباحية؟ - كنت أتمنى قبل إخراج ذلك القرار دراسته علميا أولا، وذلك لأن العلم أكد انه لا ينفع إطلاقا حجب المواقع الإباحية، وبالتأكيد «مش هنوقف عسكرى على كل شخص يستخدم الإنترنت»، وحتى إذا تمكنوا من منع تلك المواقع، من الممكن رؤية الإباحية من خلال شاشات التليفزيون، وهناك وسائل حديثة بآلياتها ممكن الوصول إلى الإباحية من خلالها، ولذلك علينا بالقيم والتربية السليمة فهى الأبقى والأصل. * ما رسالتك للرئيس الأمريكى الجديد؟ - لا أستطيع توجيه أى رسالة لأن الرئيس الأمريكى القادم لديه خطة سابقة سيقوم بإكمالها وربنا يستر هذه إدارة تنفذ. * ماذا عن دعائك على أمريكا فى رسالة على صفحة الفيس بوك؟ ما تعليقك على من فرحوا بإعصار ساندى؟ - هذه ليست صفحتى ولا يمكن أقول ذلك، وعموما اللهم لا شماته لأن لا أحد يعلم ما يحدث له. * ما هواياتك؟ - كتابة الشعر والرسم وأشياء كثيرة، لكن لم أفكر فى نشر شعرى إطلاقا على الرغم من أنى قمت بعمل كتاب «ديوان فى حب مصر» عام 1973، وفى ذلك الوقت كنت أستاذة فى الجامعة ومسئول شباب القاهرة، وفى هذه الفترة لم توجد أى جريمة واحدة يسجلها التاريخ، لسيادة روح الوحدة الوطنية بين المصريين، ولم نر أى فتنة طائفية أو جرائم إطلاقا، ويا ريت نرجع لهذه الصفات الحميدة، وزمان الدين كان واصل للقلب وليس بالحنجرة هذا هو الإيمان الحقيقى، لكن حاليا ما أراه ليس أخلاق المصريين سواء فى طريقة الكلام أو عمل مليونية كل جمعة هذا ليس الدين.