ذاقت الحرمان فى طفولتها وعشقت الفن فى صباها ونذرت نفسها له فلم تنجب، ورقصت أمام زعماء الشرق والغرب فى شبابها. قال عنها كيسنجر: «كانت تبهرنى، وهى من أهم الأشياء الجميلة التى رأيتها فى الوطن العربى إن لم تكن الشىء الوحيد». اسم الدلع «نوجا»، واسمها الحقيقى عواطف وعرفها الناس باسم نجوى فؤاد. سيطرت على عواطف كثير من الرجال، وتربعت على عرش الرقص الشرقى وخطفت القلوب والعقول. نجوى فؤاد تحدثت ل«الوطن» فى هذا الحوار الإنسانى الصريح وفتحت خزائن أسرارها. * حدثينا عن أعمالك التى ستظهرين من خلالها فى شهر رمضان المقبل؟ - سيرانى الجمهور صعيدية فى مسلسلين، الأول هو «النار والطين» والثانى هو «الخفافيش»، وهناك مسلسل ثالث هو «البلطجى» سأقوم فيه بدور سيدة لبنانية، حيث أجسد دور أم الفنانة «كندة علوش»، وأنا سعيدة بوجودى فى رمضان مع كل هؤلاء النجوم، رغم صغر أدوارى. * بحكم سيطرة التيارات الإسلامية على مقاليد الحكم، هناك دعوات بقص كل مشاهد الرقص فى الأفلام، ما رأيك فى هذه الدعوات، وماذا ستفعلين لو طبق هذا على أعمالك؟ * «ميقدروش».. لو فعل الإسلاميون هذا سأقاضيهم، فليس من حق أحد على الإطلاق عمل هذا لأن الأعمال الفنية والسينمائية تحديدا تاريخ وتراث ليس لى وحدى ولكنه لكل المصريين، سواء كانت أعمال لى أو لغيرى، ورقصى هذا فن تقتبسه الدول وتسعى لتتعلمه، لهذا فأنا أحذر الإسلاميين من المساس بأعمالى وإلا سأقاضيهم ولن أسكت أنا أو غيرى. * بمناسبة التقاضى ما رأيك فى الحكم الصادر ضد عادل إمام بازدراء الأديان فى أعماله؟ - عادل إمام هو «الرمز بتاعنا» ومن يتعدى عليه كأنه تعدى علينا جميعا، وأنا لا أفهم ما الذى يضايقهم من أفلامه التى يهاجم فيها الإرهاب، لو كانوا حقا غير إرهابيين، أليست محاربة الإرهاب من أولوياتهم؟ والخلاصة أنه حكم ظالم وسينصفنا القضاء. * ما رأيك فى الراقصات الآن بحكم أنك واحدة من أشهر راقصات مصر؟ - بضحكة عالية مستنكرة: وهو فيه راقصات دلوقتى؟! لا توجد إلا «دينا»، لكنها الآن اقتربت من الخمسين و«بتصفى» وكل الباقيات مؤديات. * هل تتابعين القنوات التى فتحت للرقص الشرقى مثل قناة «التت»؟ - بضحكة رنانة: هذه ليست قنوات للرقص الشرقى، ولكنها قنوات لأكل العيش والراقصات فيها «بيسترزقوا»، هذا ابتذال وقلة قيمة، فأنا مثلا رفعت دعوى على قناة «التت» بسبب هذا الابتذال، ومنعتهم تماما من عرض أى جزء من رقصى، لأن هذا تاريخى، وحرام أن يهدر هكذا. * ومن أكثر الراقصات اللائى يعجبنك؟ - أحب رقص فيفى عبده جدا ويعجبنى دلعها، كما تعجبنى نبيلة عبيد رغم أنها ليست راقصة إلا أنها ترقص جيدا. * رقصك أمام سياسيين وزعماء فى الشرق والغرب هل كان فى صالحك؟ - رجعت للوراء وتنهدت وقالت: ياه أنا رقصت أمام سياسيين وزعماء كبار، فقد رقصت أمام السادات وزوجته فى فرح حسام أبوالفتوح، ورقصت أمام كل الوزراء فى مناسباتهم وأفراح أولادهم، كما رقصت مع «داليدا» مرتين، وكان هذا فى صالحى فى أشياء لأننى كنت أكبر مع هؤلاء الكبار، كما كان ضدى فى أشياء أخرى حيث انتشرت كثير من الشائعات ضدى. * قبل أن نتحدث عن الشائعات تعالى نتحدث عن وزير خارجية أمريكا الأسبق «كيسنجر» الذى عرض عليك الزواج.. ماذا كان رد فعلك؟ - «ياه يادى كيسنجر اللى وجع دماغى». ثم استطردت: كيسنجر كان مفتونا بى وكل ما كان بينى وبينه أربع كلمات هى: أهلا بك، ونورت مصر، وسعدت بلقائك، وباى.. أما هو فكان الأمر لديه مختلفا، فقد كان شغوفا بى، وأول شىء كان يسأل عنه عندما يأتى إلى مصر، أن يسأل عن مكان عملى، وكنت وقتها زوجة لسامى الزغبى، ووصل حبه لى إلى درجة الجنون، لدرجة أنه تزوج من فتاة اسمها «نانسى» كانت صورة طبق الأصل منى فى الشكل، وكان محبا للخيل لدرجة أنه اشترى حصانين من السيد مرعى، سمى أحدهما «نجوى» والآخر «فؤاد»، وقد اصطحبهما معه إلى أمريكا عندما غادر مصر. * رقصت أيضا أمام جيمى كارتر.. كيف تم هذا؟ - ردت وهى لا تخفى فخرها قائلة: جيمى كارتر جاء إلى مصر ليرانى، بعدما سمع عن حب كيسنجر لى، فصمم أن يأتى إلى مصر، ليرى من هذه المرأة التى سحرت عقل كيسنجر، كما كان يقول، وكنت وقتها أعمل فى فندق «المريديان»، واتجهت لعملى فى هذا اليوم، فوجدت المسرح خاليا تماما من الجمهور، فسألت عن السبب، فقالوا لى إن «كارتر» حجز المكان كله.. وبمجرد أن رآنى أرقص، هلل: «إنت ميس فؤاد؟.. إنت ميس فؤاد؟»، وأعجب بى كثيرا، ورقصت فى هذا اليوم أمام «كارتر» وحده فقط وكان سعيدا للغاية. * عاصرت أكثر من رئيس فى حكم مصر أيهم كان يقدر الفن؟ - جمال عبدالناصر كان يقدر الفن والفنانين، وكان يحب أم كلثوم وعبدالوهاب، أما أنور السادات فكان حضوره بسيطا، فى حين لم يكن حسنى مبارك يحب الفن، حتى إنه كان يحضر بعض الحفلات كنوع من المجاملة، أو ربما لضغط من وزير الثقافة، ولهذا كان هناك نوع من أنواع «الشحاتة» من قبل بعض الفنانين تجاه النظام السابق من أجل تلميعهم، وأنا لم أكن أحب هذا، حتى إننى امتنعت عن إرسال برقيات التهنئة فى المناسبات حتى لا أشعر بهذه الشحاتة. * هل صحيح أنه حدث خلاف بينك وبين وزير الثقافة السابق فاروق حسنى؟ - ليس بالضبط.. فقد طلبت منه إنشاء معهد للرقص، ولكنه رفض تحمل المسئولية، وقال لى: «اعمليها على مسئوليتك، فليس فى خزينة الدولة ميزانية تسمح»، ولكنى خفت من تحمل المسئولية فى أن تأتينى راقصة مثلا وتقول إنها لبنانية وتطلع يهودية. * نأتى للشائعات.. هل عملك مع المخابرات كان شائعة من تلك الشائعات أم لا؟ - والله ما حدث، فأنا كنت «أفك الخط بالعافية»، وهم أشاعوا ذلك لأننى كنت أرقص أمام شخصيات مهمة، وهذا لا يعقل، ف«دينا» مثلا رقصت أمام كل الوزراء والمسئولين، فهل معنى هذا أنها تعمل فى المخابرات؟ والطريف أنى لم أكن أفهم حتى نشرة الأخبار، وإلى الآن لم أتعلم الكمبيوتر، وكنت أرقص بالليل والنهار، ولا يشغلنى شىء غير الرقص، ورغم عمل بعض الفنانات مع المخابرات، فإن اعتماد خورشيد ظلمتنى بكتابها فهى ست مفترية وكتابها ملفق. * فنانات مثل من؟ - الجيل الأكبر منى مثل: مريم فخرالدين ونادية لطفى، اللتين عملتا فعلا مع المخابرات، وكانتا تعملان لصالح المخابرات المصرية، وغيرهما كثير من الفنانين. * وكيف علمت بهذا إذا كنت لا تعملين فى المخابرات؟ - زوجى محمد السباعى أكد لى ذلك، كما أكده لى بعض أصدقائى المقربين من المخابرات. * وهل تنوين كتابة مذكراتك مثل اعتماد خورشيد؟ - بالفعل سأكتب مذكراتى، وأنشرها فى جريدتكم، كما أننى أبحث الآن عن بنات يشبهننى لتحويل مذكراتى إلى فيلم. * بعيدا عن الفن والسياسة والرقص.. من هى نجوى فؤاد؟ - ردت بضحكة عالية: مش عرفانى؟ أنا يا ستى اسمى عواطف محمد العجمى بيومى عبدالعال، من مواليد الإسكندرية، وتوفت والدتى، واسمها «أمينة»، وعمرى سبعة أشهر، وتزوج والدى من امرأة لا تنجب اسمها «زهرة»، تولت تربيتى وأحبتنى لدرجة أنها سجلتنى باسمها فى شهادة ميلادى، وأحببت الفن وبدأت أرقص وأنا فى سن الثالثة عشرة، ولكى أتمكن من دخول الفنادق والمسارح لأرقص أضافت زوجة أبى 5 سنوات إلى عمرى كى أصبح 18 سنة، وإلى الآن هذه نقطة سوداء فى «باسبورى».. المهم بدأت أمارس الفن، وأنا فى هذه السن، وعائلتى فى الإسكندرية قاطعونى لفترة كبيرة بسبب امتهانى الرقص. * سطع نجمك فى سماء الفن بسرعة كبيرة ما الذى كان وراء ذلك؟ - موهبتى هى التى صنعتنى، والظروف خدمتنى، ففى الوقت الذى سطعت فيه كانت تحية كاريوكا «تخنت»، وكانت سامية جمال مشغولة بزواجها من رشدى أباظة، ونعيمة عاكف ماتت، ولم يكن هناك غيرى أنا وسهير زكى فى ذلك الوقت تقريبا. * وهل كان هناك تنافس بينك وبين سهير زكى؟ - إطلاقا.. فأنا لون و«سهير» لون آخر، وكنا نحب بعضنا، ف«سهير» راقصة «لوكال» أو محلية، أما أنا فأرقص «مينى ستيدج»، وكان عندى مسرح صغير بديكور خاص، وإضاءة خاصة، ولى جمهورى الخاص بى، فأنا أول راقصة أدخلت الليزر إلى مصر. * هل صحيح أنك تزوجت تحت السن القانونية فى إحدى زيجاتك؟ - نعم حدث هذا عندما تزوجت من أول أزواجى أحمد فؤاد حسن، وكانت سنى صغيرة، حيث قمنا بعمل مستخرج رسمى، وعملنا شهادة ميلاد مزورة أكبر من سنى، كى أتزوج منه، وكنت أجد فيه الأب، وهذا أهم ما اكتسبته منه، كما علمنى القراءة والكتابة والموسيقى، وقدمنى فى حفلات «أضواء المدينة»، و«ليالى التليفزيون». * وما سبب انفصالك عنه؟ - كان يريد أن ينجب أطفالا، لأنه كان يشعر بكبر السن ويريد أن يفرح، أما أنا فكان يشغلنى فنى، ولم أكن أفكر فى الإنجاب فى ذلك الوقت لصغر سنى، ورغبتى فى التركيز فى فنى، ولهذا انفصلت عنه كى لا أظلمه معى. * وماذا عن زواجك من أحمد رمزى؟ - تزوجته 17 يوما بعد انفصالى عن أحمد فؤاد، وكانت «زواجة» جنونية مراهقة، حيث كان على خلاف مع زوجته، وكان متوترا لأجل ابنته «باكينام»، لأنه كان يحبها جدا، ويخاف أن يؤثر عليها انفصاله عن أمها، فقال لى: «تتجوزينى؟» قلت له: آه.. وعقدنا قراننا، وسهرنا هذا اليوم فى «الأوبرج» وبعد ذلك سافرت إلى أمريكا، وعندما رجعت اكتشفت أنه عاد لزوجته، فطلبت منه الانفصال وانفصلنا، ولكننا ما زلنا نحترم بعضنا إلى الآن. * وما صحة ما تردد عن زواجك من رشدى أباظة؟ - لم يحدث إطلاقا.. ف«رشدى» كان هو وأحمد رمزى وعمر الشريف أصدقاء جدا، وأنا كنت تزوجت من «رمزى» وانفصلت عنه، وأنا أصلا لم أعجب رشدى أباظة لأنه كان يحب السيدة الممتلئة وشديدة البياض، وأنا كنت نحيفة جدا وقتها. * الناس زوجوك كثيرا ولكن كم مرة تزوجت فى الحقيقة؟ - لم أتزوج إلا خمس مرات، من: أحمد فؤاد حسن، وسامى الزغبى، وكمال نعيم، الذى تزوجته أثناء مسرحية «عريس وعروسة» وعقدنا قراننا فى نفس اليوم الذى عقد فيه بليغ حمدى قرانه على «وردة» فى بيتها، إضافة إلى أحمد رمزى، ومحمد السباعى آخر أزواجى. * ومن أكثر رجل أحببته؟ - زوجى سامى الزغبى، وكان مديرا لأحد الفنادق الكبرى، هو أكثر رجل أحببته، وما زلت أحبه إلى الآن، علما أنه كان مسيحيا وأسلم حتى يتزوجنى. * وما سبب انفصالك عنه؟ - صديقتى أمينة السبكى، وهى بالمناسبة طليقة «عمر خورشيد»، هى سبب طلاقنا، وبرغم أنها كانت صديقتى، فإنها سرقت زوجى منى، لأنى كنت مشغولة طوال الوقت بأفلامى ورقصى وشركتى، ولهذا كنت أنشغل عنه، وكانت تستغل الفرصة وتعوضه عما لا يجده معى، إلى أن «ضحكت عليه وتزوجته»، وطلقنى غيابى، وإلى الآن لم آخذ حقوقى منه، حتى إنه أخذ سيارتى وتركنى، ورغم كل هذا لا أعلم لماذا أحبه إلى الآن. * وهل يمكن أن تتزوجى الآن مرة أخرى؟ - خلاص بعد «السباعى» لن أتزوج، فلا سنى تسمح، ولا قلبى به مكان لرجل آخر، ويكفينى أنى أعيش على ذكرى حبى لسامى الزغبى واحترامى للسباعى. * حققت مكاسب كثيرة ونجاحات أكبر ولكن ما الذى لم تحققيه؟ - لم أنجح فى الأشياء التى تجلب لى السعادة الحقيقية، ولم أنجح فى الحفاظ على زوجى الذى أحببته، وهذه أكبر خسارة فى حياتى. * وما الذى تفتقدينه؟ - أفتقد الصديقة الوفية التى تحبنى وتودنى، فأنا رغم علاقاتى الطيبة بكل الفنانات، مثل: نبيلة عبيد، وليلى علوى، وإلهام شاهين، وغيرهن كثيرات، فإننى أفتقد الصديقة الرفيقة التى تكون معى فى أفراحى وأحزانى، كما أفتقد ابنتى الوحيدة التى تعيش بعيدا عنى، وشغلتها الحياة، وقد وحشتنى جدا، وأقول لها من خلال «الوطن»: لقد حرمنى الله من حنان أمى، وكنت طوال الوقت أحرص على إعطائك ما حرمت منه من حنان، فأنت وأولادك كل شىء فى حياتى. وأخيرا أقول: «نفسى أوى أحج» فقد حققت كل شىء ولم تبق إلا هذه الأمنية الأخيرة، والغالية.