.. ويا للعجب، ففى كل الديانات السماية تجد احتفاءً ب«الخروف» لن تجد له مثيلا بالنسبة لأى حيوان آخر..لماذا الخروف تحديدا، لا أعلم؟.. ولأمر لا يعلمه إلا الله وحده، بقى «الخروف» هو الحيوان الأكثر شهرة، وغلب وشقاء بين أقرانه من الحيوانات.. يمكن عشان «خروف»؟ عندما قام أبو الأنبياء « إبراهيم» ليلبى نداء ربه بذبح ابنه، قبل أن يفتديه ب«خروف» ويعود بعدما اجتاز اختبار الرب فى التضحية بأعز ما يملك- فى الإسلام إسماعيل هو صاحب القصة وفى اليهودية إسحاق-.ليعود أحفاد إبراهيم، إخوة الصديق «يوسف» ويستغلوا « الخروف» فى عملتهم السودا، بعدما باعوا شقيقهم الصغير، وذهبوا لوالدهم «يعقوب» يخبرونه أن ذئبا افترس صغيره الحبيب. وأروه القميص الملطخ بدم « الخروف» على أنه دم «يوسف». فى المسيحية الموضوع كبير، فالمسيح أصلا يقول عنه الإنجيل«كشاه تساق للذبح»، فهو يذبح عوضا عن خطايا البشرية.. المسيح أيضا «راعى الخراف»، والشعب هم « الخراف»، والخطاة هم « الخراف الضالة».. لكن، هل هناك علاقة بين القصص الدينية التى جاء فيها ذكر «الخروف»، وما يحمله الخيال الشعبى المصرى للمصطلح نفسه، عندما يُشبه مواطن ب « الخروف» بعد تصرف معين؟ أكثر ما يمكن فهمه فى مجتمعنا، عندما يطلق مصطلح « خروف» على بنى آدم، أنه «تابع» وهناك من يسوقه بالعصا.. أظن دى مفهومة ومش محتاجة كلام، والخرفان عارفين نفسهم كويس.. قد يكون زوجا ضعيفا « خروفا» أمام زوجته، تمشيه على العجين يرسمه كاروهات.. وقد يكون «خروفا» فى الرأى، ينتظر من يقول له «سك سك» ليقول هو « مااااء». هناك «خروف» آخر، عرفته من عالم السجون- وماتسألنيش عرفته إزاى- فلو ربنا كرمك وسجنت فى قضية، ومع دخولك السجن، خلاف كل ما يمكن أن تتعرض له، مما تراه فى التليفزيون، أو عيب التليفزيون يطلعه، سيسألونك سؤالا واحدا، غالبا من «الكومانده»، وهو «أنت خروف ولا سبع؟»، وعليك أن تجيب عليه، حتى لو لم تفهمه.. وبالطبع ستختار أن تكون «سبعا» حتى لو لم تفهم السؤال.. فمن منا يختار « الخروف» أمام «السبع».. ولكن السؤال هنا يعنى، هل أنت مسجون فى قضية تخصك أنت وقمت بها فعلا، وهنا تكون «سبع».. أم أنك « خروف» وشايل قضية واحد تانى ومسجون أنت مكانه؟ .. الآن عليك تحديد، إذا ما كنت فى هذا المجتمع « خروفا» أو «بنى آدم».. بلاش موضوع «السبع» ده الأمر ما يسلمشى من غدر «القناصة».