هاجم الكاتب الصحفى وعضو مجلس الشعب المنحل مصطفى بكرى،الرئيس محمد مرسى، مؤكدا أنه اغتصب السلطة التشريعية من المجلس العسكرى، فى غياب باقى القوى السياسية، ونفى بكرى فى حواره مع «الصباح» أن يكون وجه للدكتور محمد البرادعى، وكيل مؤسسى حزب الدستور، اتهامات بالعمالة، مشيرا إلى أن تعيين المستشار أحمد مكى وزيرا للعدل جاء من أجل تصفية حساب جماعة الإخوان المسلمين مع الجماعة الوطنية والسلطة القضائية، واعتبر أن الجماعة تريد نائبا عاما يسير وفق ما تريد، لافتا إلى أن ما حدث مع المستشار عبدالمجيد محمود هو ثأر قديم، لأنه حبس قيادات الجماعة فى السابق، كما كشف بكرى عن أن الفريق أحمد شفيق هو من كان يمده ببعض المستندات عن الفساد فى السنوات الأخيرة لعهد مبارك.. وإلى نص الحوار: كيف تقرأ مشهد الاشتباكات التى وقعت فى ميدان التحرير فى جمعة محاسبة الرئيس بين الثوار والإخوان؟ ما حدث يؤكد أن عقيدة الإخوان إقصاء الآخر، فهم لا يعترفون بالثوار ولا الحلفاء، فهم جاءوا ليمنعوا الثوار الحقيقيين وافتعلوا الأزمة، والغريب أن الجماعة ظلت تصرح فى الفضائيات بأنها ليست لها علاقة بما يحدث، وبمجرد أن صدر القرار بالانسحاب هدأ الوضع داخل الميدان، وطردهم من الميدان هو علامة على أن الشارع لفظهم، حتى الرئيس لم يخرج ليعلن موقفه مما يحدث، وهو كثير الخطابات، فهو يعلم أن عشيرته وقبيلته هم المتسببون فى ذلك، وما خسره مبارك فى 30 عاما خسره محمد مرسى فى 3 شهور. هل التسوية التى تمت بين النائب العام والرئيس مرسى أنهت الأزمة أم أنها ستترك آثارا؟ وما مدلول ما حدث؟ الرئيس مرسى وجماعة الإخوان يريدون «نائب عام ملاكى»، وما حدث ضد عبدالمجيد محمود هو ثأر قديم لأنه فى السابق حبس بعض قيادات الإخوان، والبلد يدخل فوضى قانونية مدمرة، فالرئيس يصدر القرار ويتراجع عنه بسبب بعض مستشاريه، وخاصة الذين يدفعونه للصدام، ومن بينهم من كان وراء قرار حل مجلس الشعب، ورفض حكم المحكمة الدستورية، وهو الذى خرج ليدعى على الهواء أن النائب العام قدم استقالته، وهو بذلك كان يكذب للأسف، فمبارك من ضيعه مستشاروه لأنه فى الخمس سنوات الأخيرة كان لا يحكم، لكن محمد مرسى يعرف الصح من الخطأ ويحكم، كما أن الوزير الذى يرفض حكم المحكمة الدستورية العليا ثم يقبل أن يأتى وزيرا، أظن أن الجماعة جاءت به فقط لينتقم. * فى آخر تصريح لك أكدت أنه لا يجوز للرئيس إصدار قرار بتشكيل التأسيسية لأنه حق كفله الدستور للمجلس العسكرى، فكيف هذا فى ظل وجود رئيس منتخب للبلاد؟ المجلس هو من تسلم السلطة التنفيذية والتشريعية للبلاد، وظل هذا عاما ونصف العام، وعندما انتخب الرئيس مرسى اغتصب السلطة التشريعية لنفسه، ومن ثم فأى قرار متعلق بالتشريع باطل، ويتوجب عودة الحقوق لأصحابها ويشكل المجلس العسكرى الجمعية التأسيسية، بناء على الإعلان الدستورى الذى به تسلم المجلس السلطة بعد تنحى مبارك. * البعض يعيب عليك حديثك الدائم بلسان المجلس العسكرى بينما هم لديهم متحدث رسمى؟ أنا لست متحدثا باسمهم ولا مستشارا خاصا، رغم أن المشير عرض على أن أكون مستشارا له فى مايو 2011، واعتذرت مبررا ذلك بأنى صحفى ولا أريد أن أكون مستشارا لا للمجلس العسكرى أو لأى أحد، وأوضحت له أنه فى حالة أن طلب منى أى استشارة فأنا موجود ويشرفنى ذلك. * قبيل إعلان النتيجة بساعات تحدثت للإعلام عن فوز الفريق شفيق وهو ما ثبت عدم صحته بعد ذلك، فما الذى دفعك لذلك؟ أنا قلت إن الحرس الجمهورى اقترب من منزل أحمد شفيق يوم الأحد الساعة الثامنة صباحا، وعاين الفيلات القريبة منه، وعمل رسما كروكيا، وتحرى عن الأسماء، وطلب من شفيق تحديد شخص مقرب منه للتعاون فى دراسة المنطقة، وظلوا هناك حتى الساعة الثانية ظهرا، وفى اتصال لشفيق بهم أبلغوه أنهم مازالوا قريبين وينتظرون الأوامر بالتحرك، وإذا بهم يبلغونه أنهم ذاهبون للتجمع، والأخطر من ذلك هو ما حدث الساعة الخامسة والنصف عصر يوم الجمعة، عندما اتصل مسئول كبير وهو الرجل الثانى أو الثالث فى الدولة وقتها، بالفريق شفيق وهنأه على فوزه، وهذا ما علمته من هذا المسئول شخصيا، ومن قيادات الحرس الجمهورى، لكن ما الذى حدث؟ لا أعلم، ولعل التاريخ يجيب على هذه الأسرار الغامضة. فى تصريح سابق للدكتور البلتاجى قال إن الإخوان أخطأوا فى حساباتهم تجاهك ولا يجدون حرجا فى مراجعة تلك الحسابات؟ أولا البلتاجى هو سبب الفساد والعلاقة المتوترة بين الثوار وجماعة الإخوان، وهو بتصرفاته يسىء للإخوان فى الشارع، وعن الحسابات التى يود تقييمها هو وجماعته، فهو يعلم تماما أننى لست بحاجة لأحد، وهم لم يساندونى قبل الثورة ولا بعدها، بل على العكس كانوا ينسقون مع الحزب الوطنى لهزيمتى، وأطالبه بالرجوع إلى تصريحات مرسى فى الصحف قبل الثورة، عندما قال إنهم تركوا دوائر بأكملها لرموز النظام السابق أمثال زكريا عزمى وسرور، لاعترافهم بمكانتهم، وهو نفسه من وعد بمعاقبتهم وتقديمهم للمحاكمات حتى لو برأتهم المحاكم، فهل نحن فى دولة الغاب أم دولة قانون؟ وعندما تم القبض على الشاطر جاءنى رئيس تحرير إخوان أون لاين السابق، وطلب منى أن أناشد مبارك من خلال صحيفتى للإفراج عن الشاطر، وترك لى مبلغ 35 ألف جنيه قيمة إعلان مدفوع، لكنى فعلت هذا بالفعل وأعدت له المبلغ، وفى عام 2007 اجتمعت أنا ونواب الإخوان، وطلبت منهم أن نقدم استقالتنا الجماعية، فإذا بالدكتور مرسى يعلن رفضهم لهذا الاقتراح. هل خيرت الشاطر هو الرجل الأول فى مصر الآن؟ خيرت الشاطر يعيد إنتاج أحمد عز، هو وحسن مالك، ومن يريد حل مشكلة اقتصادية أو مشروع يذهب إليه فهم يسمونه بالمنقذ، لكننى أعتقد أن الأيام القادمة ستشهد صراعا بين مرسى والشاطر، الذى مازال يراوده حلم الترشح للرئاسة، وظهر ذلك فى انتخابات حزب الحرية والعدالة، حيث إن عصام العريان هو مرشح محمد مرسى، وسعد الكتاتنى مرشح الشاطر. الرئيس مرسى نجح بأصوات جماعة الإخوان وترشح بقرار منهم أيضا، فهل ترى أن ولاءه لهم سببه رغبته فى الترشح مرة أخرى؟ مرسى عازف عن الترشح مرة أخرى، وهو أيضا أمامه تحديات تواجهه أولها داخل جماعة الإخوان مع من يريدون أخونة الدولة، وهناك تحد مع السلفيين الذين يرون أنهم وقفوا مع الحرية والعدالة ولم يستفيدوا، بل هناك آراء ترجح أنهم مسئولون عما حدث داخل حزب النور من تصدع فى الفترة السابقة. وتحديات على الصعيد الخارجى والاستحقاقات الأمريكية، ومشكلة محمد مرسى أنه يخلط ما بين المصلحة القومية للبلد، وبين أيديولوجيته السياسية والعقائدية التى تجعله أحيانا يتخذ مواقف على صعيد القضية الفلسطينية وعلى صعيد الوضع فى سوريا وغيرهما ربما تتناقض مع المصالح القومية. بعد مسلسل البراءات لرموز النظام السابق، والوضع الاقتصادى الذى يسوء هل ترى أن الثورة قد انتهت أم أنها لم تحدث من البداية؟ مادام الشارع متيقظا، ومادامت الأزمات مستمرة، فالثورة مستمرة وكون الإخوان يختصرون الثورة فى أجندتهم وجماعتهم فهذا شأنهم حتى فى التعهدات التى لم يصدقوا فيها مع الجماعة الوطنية، والذى قطعه الدكتور مرسى على نفسه يؤكد أنهم لا يلتزمون بشىء، حتى شباب الثورة لم يعطوهم أى مناصب على الرغم من أنهم الثوار الحقيقيون. * لماذا لم تدعم التحالف بين التيار الشعبى بزعامة صباحى وحزب الدستور الذى يتزعمه الدكتور البرادعى الذى هاجمته فى السابق وصفق لك الإخوان وقتها فى مجلس الشعب؟ أنا لم أقل إنه عميل لأمريكا، فهو رجل له مواقفه السياسية التى قد نختلف ونتفق معها، ومشكلتى بدأت معه عندما التقى فى بيته سفراء دول الاتحاد الأوروبى قبيل الثورة، وتحدث عن الشأن المصرى ثم دعمه لمنظمات حقوق الإنسان، والمعهد الجمهورى الأمريكى، ومؤسسة فريدم هاوس، وهذه المنظمات هى أيقونة الثورة، وهذه التصريحات هى التى شجعت عملاء الأمريكان فانتقدته، لكنى لم أتهمه بالعمالة لأنه رجل له مواقفه التى يحترمها الجميع. الكثيرون تحدثوا عن أنه كانت هناك محاولات من المشير والمجلس الذى أطاح به الرئيس مرسى للانقلاب على الشرعية وكنت واحدا ممن دعموا ذلك مع أبوحامد وعكاشة فى يوم 24 أغسطس؟ للأسف تم الزج باسمى فى هذا الأمر، ولم أجلس مع الأسماء المذكورة ولم أكن من الداعمين، وأعلنت ذلك فى بيان، والمجلس العسكرى بأى حال لم ولن ينوى القيام لأنهم رفضوا وقت أن كان الجيش تحت قبضتهم، بل على العكس فلقد علمت أن رئاسة الجمهورية طلبت التحريات من الأجهزة الأمنية على الأسماء سابقة الذكر، وقدمت التحريات للنيابة العامة يوم 23 أغسطس للقبض علينا مساء، ورفضت النيابة العامة لعدم وجود أدلة، والمؤسف أيضا أنى علمت من مصادر أمنية أن أحد مستشارى الرئيس هو من كان يتولى ذلك، بقصد إصدار قرار بالقبض علينا ليلة 24 أغسطس. * لماذا أنت متهم دائما بتغيير مواقفك بين الحين والآخر، وهو ما ظهر جليا فى علاقتك بجمال مبارك ومطالبتك أيضا للثوار بترك الميدان بعد خطاب مبارك العاطفى، وحضورك لقاء عمر سليمان للتفاوض على رحيل مبارك وصولا لهجومك على الإخوان بهذه الشراسة؟ أنا النائب الوحيد الذى تم تقسيم دائرته وإسقاطه عنوة بعد فوزى على سيد مشعل، وفى الثورة قدت الثورة منذ يوم 25 وحتى 27 يناير، ويوم 28 دخلت قصر العينى إثر جلطة منعتنى من المشاركة، وعن طلبى للثوار ترك الميدان فكان هذا للمناشدات التى كانت فى أحد البرامج لى بعد خطاب مبارك بأن كفوا عن الرجل، وبخصوص لقاء سليمان فقد كان يحضره الدكتور مرسى والكتاتنى فى غرفة مجاورة لكل القوى السياسية، وإذا بهما يدخلان مع عمر سليمان، وهما على اتفاق مسبق بإلغاء قانون الطوارئ والإفراج عن كل المعتقلين السياسيين، وتناسيا تماما وعن عمد مطالب الثوار برحيل مبارك، وبعد الثورة وتحديدا يوم 27 فبراير قدمت ملفات تتعلق بفساد داخل مكتبة الإسكندرية متورط فيه مبارك نفسه، وفوجئت بالنائب العام يستدعينى فى مكتبه يوم 29، وطلب منى تقديم بلاغ فى حضور المستشار عاشور فرج والمستشار عادل السعيد والمستشار عدنان فرجانى، النائب العام المساعد، فى تحقيق استمر ربع ساعة، وبعدها صدر قرار بعدم السماح لمبارك بالسفر. * فى عام 2005 وقف نواب الإخوان يصرخون من الاقتراض الذى من وجهة نظرهم سيحمل الأجيال القادمة مشقة الفوائد، وكنت معهم فى هذا، فما الذى حدث وتغير بعد الثورة وتحديدا فى وقت هم على رأس السلطة فيه؟ هذه هى الازدواجية فى التعامل، الإخوان المسلمون فى السابق رفضوا وبذلت محاولات مع بعضهم، وكنت وسيطا بين الدكتور الجنزورى وبينهم بتكليف منه، وذهبت للمرشد فى حضور الدكتور الكتاتنى وطلبت منهم الحل فى حالة الرفض فى ظل عدم وجود احتياطى نقدى خاصة أننا دفعنا دفعا إلى هذا، ومع الأسف فإن الفرصه ضاعت بحجة أن الحكومة ستدرس الأمر، وكان ظنهم أن حكومتهم عندما تأتى ستستفيد من ذلك وهى النظرية الذاتية الضيقة على حد تعبيره. * لماذا تجاهل المجلس العسكرى القوى الثورية الأخرى وجعلنا أمام خيارين، النظام القديم المتمثل فى شفيق والجماعة المتمثلة فى الدكتور مرسى؟ لأنه ببساطة كان الآخرون غائبين ومشغولين بصراعاتهم الداخلية، وإذا كانوا يتحدثون عن أنهم لن يتركوا السلطة بسهولة، فأنا سأستعين فى ذلك بقول الدكتور غنيم «انسوا أن يكون هناك تداول سلمى للسلطة مع الإخوان المسلمين» فلقد قفزوا على السلطة وسيكيفون القوانين لصالحهم، ولن نستطيع التراجع والوقوف أمامهم، أما الفريق شفيق فقد كان على مدار السنوات الأخيرة من حكم مبارك منتظما فى الاتصال بى قرابة ال 3 ساعات ليحاكينى عن الفساد فى نظام مبارك، وقد كان فى بعض الأحيان يمدنى ببعض المستندات التى كنت أقوم بنشرها قبل الثورة، أما والآن والكلام على أنه متهم فهذا أمام القضاء. * دائما ما تصف العسكر بأنهم هم من حموا ثورة الشعب فكيف لنا أن نصدق وهم أنفسهم من قتلوا المتظاهرين فى ماسبيرو ومحمد محمود وأحداث مجلس الوزراء، ناهيك عن تسترهم عن الجناة فى مذبحة بورسعيد؟ هذه الأحداث وغيرها هى مدانة بالطبع ويحاسب عليها من كانوا على رأس الدولة، لكن الشيلة كانت ثقيلة وهم لم يمارسوا السياسة من قبل، وعندما كنت أطالب بالتوقف عن مهاجمة المجلس العسكرى، فلأن العسكر ليسوا أعداء، وتعالوا نساندهم فترة وهم سيتركون السلطة لأنهم كانوا دائما يؤكدون ذلك. * وزير الإعلام الحالى أكد أنه سيمنع أى ثرثرة إعلامية من بعض الشخصيات الذين يتخذون من الفضائيات مكلمة للشو الإعلامى وهو ما يضر بمصلحة البلد؟ هو قال لن أسمح بمهاجمة الرئيس ومهاجمة أى حزب سياسى، وهو يقصد بذلك الحرية والعدالة، بمعنى أنه ممنوع على الجميع حتى مجرد الانتقاد. * فيما يتعلق بالتمويل والاستقواء بالآخرين، أنت كنت محسوبا على نظام القذافى ومن قبله صدام حسين ومن ثم فثروتك عليها علامات استفهام كثيرة؟ من يرددون ذلك هم أنفسهم من تلتصق بهم تهمة التمويل، أما نحن فالجميع يعرف أننا بعيدون كل البعد عن هذه التهم، ومن لديه أى مستندات فليتقدم بها ويعرضها على الرأى العام، والكلمة النهائية للقضاء. * ما هى مخاوفك فى الفترة المقبلة؟ أخشى من تزوير الانتخابات خاصه أن هناك تيارا كبيرا داخل جماعة الإخوان يطالب بإلغاء الإشراف القضائى على الانتخابات والاكتفاء بالمحليات فى ظل سيطرة الإخوان على الجهاز الإدارى للدولة، بعد تولى الرئيس مرسى فى ظل حكومة مكتب الإرشاد، بالإضافة للخطوات التى يحاولون إيجادها ظنا منهم أنها خروج من الأزمة والمتمثلة فى السعى لمزيد من الضرائب وإلغاء الدعم، وهو ما سيجعلنا أمام ثورة جياع لن تبقى ولن تذر، كما أن انشغال الرئيس بتصفية حسابات الجماعة على حساب الجماعة الوطنية سيعصف بالجميع. * وهل تعتقد أن الأيام المقبلة ستشهد مثول متهمين جدد فى قضايا كسب غير مشروع؟ قضايا الكسب غير المشروع ما هى إلا حروب ثأرية ضد كل من يعارض جماعة الإخوان، وإلا فلماذا لم يقدم عاصم الجوهرى وهو رئيس الكسب غير المشروع السابق الملفات المتعلقة بهذه الأسماء، وطالب الجهات المختصة بمحاسبتها.