تقارير سرية تكشف امتلاك أردوغان لمصنع مدرعات « بى إم سى» ما زالت تركيا تحاول العبث بأمن المنطقة العربية، لاسيما فى ليبيا مستغلة الأحداث والاشتباكات الدائرة هناك، خاصة بعد إعلان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أبريل الماضى، أنه سيسخر كل إمكانيات بلاده من أجل الدفاع عن الميليشيات فى العاصمة الليبية طرابلس. الوعد التركى لم يتأخر كثيرًا حيث وصلت أولى الشحنات المعلنة يوم 18 مايو 2019، إلى ميناء طرابلس البحرى. المعلومات التى حصلت عليها «الصباح» لا تقتصر على وصول 40مدرعة تركية خرجت من ميناء سامسون التركى، عبر سفينة محملة بأسلحة وذخائر متنوعة إلى جانب المدرعات يوم 21 أبريل الماضى، لكن المصادر الليبية كشفت عن وصول أكثر من 300 عنصر من داعش داخل المدرعات التى وصلت إلى ليبيا. وكشفت المصادر عن أن العناصر الإرهابية من تنظيم داعش كانوا على متن السفينة وقبل تفريغ شحنة المدرعات اختفوا داخلها، حيث تم نقلها إلى أحد المعسكرات التابعة للقوات العسكرية فى طرابلس، وتم إنزالهم ونقل جزء منهم إلى الجنوب الليبى. من ناحيته قال فتحى المجبرى عضو المجلس الرئاسى بحكومة الوفاق التى يرأسها فائز السراج، فى تصريحات خاصة ل«الصباح»، إن هناك بعض الاحتمالات، بشأن شحنة الأسلحة التركية (المدرعات) التى وصلت إلى ليبيا، وأن الاحتمال الأول هو وصول الشحنة مباشرة، إلى صلاح بادى وهو قيادى مطلوب دوليًا، فإن الأمر سيكون عبارة عن تدخل سافر من الجانب التركى. ولم يستبعد المجبرى نقل إرهابيين عبر المدرعات إلى الداخل الليبى، مؤكدًا أن تلك العمليات حدثت فى السابق، حيث نقل الإرهابيين من وإلى ليبيا فى 2013، وكان لتركيا الدور الأبرز فى تدريب العناصر ونقلها إلى سوريا والعراق على مدار السنوات الماضية بعد تدريبهم فى معسكرات بليبيا. فيما كشف رئيس لجنة الرقابة بالبرلمان زايد هدية أن حكومة الوفاق حولت ملايين الدولارات إلى تركيا فى وقت سابق، مقابل المدرعات والإرهابيين الذين وصلوا إلى ليبيا على مدار الفترة الماضية. وأكد أن أموالًا ضخمة يتم تحويلها من البنك المركزى فى طرابلس، إلى مصارف تركيا من خلال محافظ البنك المركزى، الذى يقضى معظم أوقاته فى تركيا، لجلب الأسلحة والذخائر والمعدات الحربية. وتابع هدية أن تركيا تعمل لحساب مشروعها الخاص بليبيا، وشدد هدية على ضرورة تحرك المجتمع الدولى لمحاسبة تركيا على خرق القوانين الدولية ونشر الإرهاب المنطقة والتسبب فى مقتل المدنيين وذبح الجنود على يد تلك العناصر. وأكدت مصادر عسكرية ليبية ل«الصباح»، أن عمليات البحث عن السفينة عبر تطبيق متابعة السفن تبين بأنها تحمل اسم أمازون، وقد أبحرت فى 21 أبريل الماضى من ميناء «سامسون التركى» شمال تركيا، وقد تطابق الاسم الظاهر عليها مع بياناتها عند الرسو قبالة ميناء طرابلس ونقطة إبحارها. وبمطابقة صور المدرعات تبين أنها من نوع «كيربى» تصنعها شركة «بى إم سى» أوتوموتيف التركية لإنتاج العربات المدرعة، ويملك صندوق الاستثمار القطرى 50فى المائة من أسهم هذه الشركة التركية التى يقع مقرها فى مدينة سامسون نفسها حيث ميناء الشحن، وقد نشرت هذه المعلومات ضمن تقارير عدة. وفى 2018 الماضى نشر مركز «نورديك مونيتور» : تقريرًا كشف فيه بالمستندات عن أن شركة «بى إم سى» التى ستدير مصنع دبابات تركى اشترته قطر، يديرها رجل الأعمال إيثام سانجاك، وهو عضو فى الهيئة التنفيذية لحزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا. وتشير معلومات فى دوائر صنع القرار داخل تركيا وفقًا لتقرير «نورديك مونيتور» إلى أن أردوغان هو المالك الحقيقى لشركة بى إم سى، وأن سانجاك مجرد قائم على رعاية المصالح التجارية للرئيس التركى.