قال مُهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، رئيس الهيئة العامة الاقتصادية لمنطقة القناة، إن القناة حققت أعلى عائد سنوي في تاريخها عام 2018، مسجلة 5.7 مليار دولار بزيادة 450 مليون دولار بنسبة 8.5% عن عام 2017، مشيرًا إلى المكانة الرائدة للقناة في سوق النقل البحري الدولي، باستيعابها 100% من تجارة الحاويات البحرية ما بين آسيا وأوروبا. جاء ذلك خلال لقائه اليوم الخميس، وفدًا دبلوماسيًا يضم سفراء عدد من الدول الأعضاء في المنظمة البحرية الدولية "IMO"، وهي الصين، فيتنام، كوريا الجنوبية، وتايلاند، في مقر مركز المحاكاة والتدريب البحري التابع للهيئة في الإسماعيلية؛ لبحث تعزيز سبل التعاون المشترك والاطلاع على مستجدات مشروع قناة السويس الجديدة والفرص الاستثمارية الواعدة في المنطقة الاقتصادية للقناة. وأضاف "مميش" أن معدلات التجارة العابرة للقناة خلال آخر 8 سنوات، حققت متوسط نمو سنوي بلغ 5.4%، وهي نسبة تفوق معدل نمو التجارة العالمية الذي سجل 3.4%، وهو ما يعنى زيادة أعداد وحمولات السفن العابرة وإيرادات القناة بما ينعكس على تحسن الاقتصاد القومي. وأكد أن مصر تبنت استراتيجية عمل لتعظيم الاستفادة من الموقع الجغرافي الفريد لقناة السويس، وذلك من خلال حفر قناة جديدة موازية للقناة الأصلية لزيادة مناطق الإزدواج بالقناة ورفع كفاءتها في التعامل مع حالات الطوارئ وزيادة قدرتها على استقبال السفن العملاقة ذات الغواطس الكبيرة والتي تتجه أنظار ترسانات السفن العالمية نحو صناعتها للاستفادة من اقتصاديات الحجم. وأوضح "مميش" أن الهيئة تتعامل باحترافية مع تحديات سوق المنافسة والطرق البديلة، من خلال مشروعات التطوير المستمرة في المجرى الملاحي، وبفضل السياسات التسويقية المرنة التي تنتهجها الهيئة لجذب خطوط ملاحية جديدة لم تكن تعبر القناة من قبل، وهو ما يضمن للقناة أن تبقى على الدوام الطريق الأسرع والأكثر أمانًا والأوفر اقتصاديًا. وشدد على أن قناة السويس الجديدة لم تكتسب أهميتها من الجدوى الفنية والاقتصادية فقط، بل من كونها باكورة المشروعات التنموية العملاقة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي تخطو بمصر نحو العودة للريادة السياسة والاقتصادية بالمنطقة، مشيرًا إلى أن القيمة المضافة التي أضافتها القناة الجديدة وضعت مصر على خريطة طريق الحرير ضمن مبادرة "الحزام والطريق"، وجعلت منها بحق "هدية مصر للعالم". وتابع أن القناة الجديدة نجحت في خلق حياة جديدة في المنطقة من خلال إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة، مثل مدينة الإسماعيلية الجديدة، تدشين مشروع التنمية والممتد من بورسعيد شمالًا والعريش شرقًا حتى السويس جنوبًا، ويتضمن العديد من المناطق الصناعية واللوجستية التي تدعم 6 موانئ واعدة، لتقديم خدمات تعتمد على مفهوم القيمة المضافة والتوزيع اللوجستي على البضائع المنقولة عبر قناة السويس والتي تتجاوز المليار طن بضائع سنويًا، ما يجعل المشروع محط أنظار مستثمري العالم، لا سيما في ظل حزمة الحوافز الاستثمارية والتسهيلات التي تقدمها المنطقة لكل المستثمرين. وأعرب "مميش"- خلال اللقاء- عن تقديره لعلاقات الشراكة والتعاون مع الدول الصديقة التي تلعب دورًا رئيسيًا في مجتمع الملاحة العالمي، حيث تجمعهما مصالح مشتركة لخدمة حركة التجارة العالمية تدعمها قناة السويس باعتبارها المرفق الملاحي الأهم في نقل حركة التجارة من الشرق إلى الغرب. واستمع الوفد، إلى عرض تقديمي عن مشروع قناة السويس الجديدة ومشروع التنمية بمنطقة القناة تخلله مشاهدة مجموعة من الأفلام التسجيلية التي تروي تاريخ القناة وتوضح مكانتها الرائدة في خدمة حركة التجارة العالمية، كما قام بجولة ميدانية للتعرف على حجم الإنجاز على أرض الواقع، شملت قناة السويس الجديدة وموقع الانفاق أسفل القناة.
