قال وزير الري الدكتور محمد عبد العاطي إن أكثر من نصف سكان العالم يعانون من ندرة المياه، وأن 90% من الكوارث الطبيعية مرتبطة بالمياه، وحوالي ثلثي أنهار العالم العابرة للحدود ليس لديها إدارة تشاركية. جاء ذلك في كلمة الوزير، خلال فعاليات الجلسة الافتتاحية لأسبوع بيروت السابع للمياه، والذي يقام خلال الفترة من 8 إلى 10 أبريل الجاري، بعنوان (مساهمات البحر المتوسط في أجندة 2030 للتنمية المستدامة)، تحت رعاية الدكتورة ندى بستاني وزيرة المياه والطاقة اللبنانية، وبمشاركة الاتحاد الأوروبي، والمجلس العالمي للمياه، ومنظمة اليونسكو، والبنك الدولي، والعديد من المنظمات والمؤسسات الدولية ذات الاهتمام بالشأن المائي. وأكد الدكتور عبدالعاطي أهمية المياه العذبة لاستمرار الحياة، وضرورة العمل للحفاظ عليها من التلوث، والهدر، وأن الأهداف الإنمائية للقرن الحالي المتمثلة في توفير مياه الشرب الأمنة والنظيفة، وخدمات الصرف الصحي للجميع، وتحقيق الأمن الغذائي والطاقة للوصول للنمو الاقتصادي والاستقرار الإجتماعي المنشود لن تتحقق، ما لم ندير الموارد المتاحة بالشكل الصحيح. الا وأضاف : أنه في ظل التغيرات المناخية الحالية وارتفاع درجات الحرارة نتيجة انبعاثات الغازات الناتجة عن التدخلات البشرية، فمن المتوقع حدوث ارتفاع في درجات الحرارة بين 1,4 درجة و5,8 درجة مئوية، خلال المائة عام القادمة، ما لم يتم أخذ التدابير اللازمة لمجابهة ذلك.
وتابع عبدالعاطي : "مصر تعتمد بشكل شبه كلي على مياه النيل التي تنبع خارج حدودها، حيث نعاني من ندرة للموارد المائية، بالإضافة إلى انعدام الأمن المائي الناتج عن ارتفاع منسوب مياه البحر ، علاوة على استيرادنا إلى ما يقارب 34 مليار متر مكعب مياه افتراضية في شكل سلع ومنتجات زراعية وحيوانية، إلا أننا نرى تلك التحديات كفرص لابد من استغلالها لتحقيق التعاون والتكامل والتفاهم الإقليمي بين الدول لتحقيق المنافع المشتركة".
وأكد بذل كافة المجهودات لمواجهة تلك التحديات، من خلال تنفيذ برامج تحسين كفاءة مياه الري وآليات إعادة تدوير المياه، واتباع تقنيات حديثة في الري والزراعة؛ للعمل على تحقيق الأمن الغذائي المصري.
وأشار وزير الري إلى وضع الدولة المصرية لاستراتيجية وطنية لعام 2050 للموارد المائية على أربعة أعمدة رئيسية هي (تحسين نوعية المياه، وترشيد كفاءة استخدام المياه، وتنمية الموارد المائية، وتهيئة بيئة مواتية لتحقيق ذلك).
وترأس الدكتور محمد عبدالعاطي جلسه "المياه العابرة للحدود"، ووجه الدعوة لكافة الوزراء والسفراء والحضور؛ للمشاركة في أسبوع القاهرة الثاني للمياه، المزمع عقده خلال الفترة من 20 إلى 24 أكتوبر القادم؛ لإثراء المناقشات والمشاركة الفعالة بأفكارهم وتجاربهم في هذا الحدث المهم.