أسباب متعدده جعلت من الشعب الجزائري قلقاً بعد إعلان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، خوضه لولاية خامسة للانتخابات الرئاسية، منها سنه الذي تجاوز ال 82 عام، فضلا عن تعرضه لعدد من الوعكات الصحية التي كادت أن تفقده حياته. "الاستقرار والقرارات السياسية الحكيمة" هي ما يطمح له الشعب الجزائري مما دفعهم للتظاهر رفضا لترشح "بوتفليقة" الذي شارك في حرب الاستقلال عن الجزائر في الفترة بين عامي 1954 - 1962، مرة أخرى مطالبينه بالتنحي عن منصبة وترك الحكم لمن يقدر عليه.
ثورة الشعب وظهور جديد لبوتفليقة: تدخل المظاهرات المنددة بترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للرئاسة أسبوعها الثالث إذ تشكل تحدياً للرئيس البالغ من العمر 82 عاماً، والذي يطمح في ولاية خامسة خلال الانتخابات المقررة في الثامن عشر من الشهر المقبل.
ورغم أن الرئيس الجزائري لم يتحدث في العلن منذ عام 2013 عندما أصيب بجلطة دماغية، خرج ليحذر الشعب من أن هذه التظاهرات قد تزعزع استقرار البلاد.
وزير الدفاع الجزائري يصفهم بالمتمردين: وصف نائب وزير الدفاع الجزائري، أحمد قايد صالح، المتظاهرين بأشخاص يريدون العودة بالبلاد إلى سنوات الألم والجمر، في إشارة إلى تمرد الإسلاميين في التسعينات حين قتل أكثر من مائتي ألف شخص في حرب أهلية.
لم يأبه المتظاهرين لحديث وزير الدفاع، واستأنف آلاف الجزائريين الاحتجاجات في العاصمة، مطالبين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالتنحي ورافضين عرضه بألا يقضي فترته الرئاسية كاملة بعد الانتخابات في أبريل، ورفع محتجون لافتات كُتب على إحداها "انتهت اللعبة"، بينما حمل أخرون عبارة "ارحل يا نظام".
مطالب المتظاهرين: معظم المحتجين لترشح "بوتفليقة" هم من فئة شباب الجامعات، ودعمهم محامون ثم صحافيون في القطاع العام، كما ظهر رئيس الوزراء السابق، ومنافس بوتفليقة الشرس، علي بن فليس، مع المحتجين في العاصمة، كما خرجت في المسيرات، المجاهدة الشهيرة، جميلة بوحيرد، تضامنا مع المحتجين.
عبر المتظاهرين عن غضبهم في قطاع واسع من استمرار بوتفليقة في الحكم وهو في حالة صحية حرجة لا يستطيع التحرك بسهولة ولا يتواصل مع الناس، ولا يؤدي مهام رئاسية في الداخل أو في الخارج.
متظاهرين لا ينتمون لاحزاب سياسية: قاد الشباب الاحتجاجات في العاصمة الجزائرية، أغلبهم لا ينتمون إلى أحزاب سياسية أو تنظيمات معروفة، واتسمت المظاهرات بالهدوء ولم تحدث مواجهات مع الشرطة أو أعمال عنف، باستثناء أطلاق أجهزة الأمن الغاز المسيل للدموع لمنع المحتجين من الوصول إلى مقر الرئاسة في حي المرادية وسط العاصمة.
واعترفت السلطات في أول رد فعل لها بقوة الاحتجاجات الشعبية الرافضة لترشح بوتفليقة، وإذ أقر رئيس الوزراء، أحمد أويحي، في خطاب له أمام البرلمان "بحق المحتجين في التظاهر والتعبير عن رأيهم"، ولكنه قال إن "الانتخابات هي الفيصل"، وهي إشارة إلى أن الانتخابات ماضية، وأن بوتفليقة مترشح فيها بدعم الحزبين الحاكمين، جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي، فضلا عن أحزاب أخرى أقل حجما.
بوتفليقة يتعرض لأزمة صحية: سافر بوتفليقة إلى مصحة بسويسرا عقب تعرضه لأزمة صحية مفاجأة، حيث كان يعاني من مشاكل في الأعصاب والتنفس، ما استلزم نقله لعناية طبية مكثفة بسبب المخاطر الصحية التي باتت تهدد حياته، واحيط بإجراءات أمنية مكثفة بعد نقله إلى المستشفى ، الذي أحكم الطوق على مداخله من قبل قوى الأمن والحماية الدبلوماسية، إذ لا يسمح بالاقتراب منه.
مدير حملة بوتفليقة يتحدث: كشف مدير حملة بوتفليقة، إن الرئيس المرشح لولاية خامسة لا يزال في جنيف "بصدد استكمال فحوصه الطبية"، مؤكدا أن وضعه الصحي "لا يدعو للقلق". وكان مدير حملة بوتفليقة هو من قدم ملف ترشيح بوتفليقة للانتخابات الرئاسية في 18 أبريل للمجلس الدستوري، لكن الرئيس تعهد تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة في حال فوزه وإجراء إصلاحات سياسية عميقة.
منافسي بوتفليقة: ينافس بوتفليقة في هذه الانتخابات مرشحون لا يتوقع أن يكونوا عثرة في طريقه إلى الفوز بالرئاسة، ولعل أقواهم اللواء المتقاعد، "علي غديري"، الذي قدم أوراقه للمجلس الدستوري، في انتطار الموافقة النهائية، ليكون المنافس الوحيد لبوتفليقة في هذه الانتخابات.
كما يترشح رجل الأعمال المثير للجدل "رشيد نكاز" للانتخابات الرئاسية، وقاد حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن شروط الرتشح لا تتوافر فيه لأن زوجته غير جزائرية، ولم يثبت إقامته في الجزائر 10 سنوات متتالية مثلما ينص عليه الدستور، الأمر الذي دفعه لتسجيل اسم ابن عمه في الترشح بدلا عنه .
بوتفليقة يعود إلى الجزائر: أعلنت رويترز أنه من المتوقع أن يعود الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة إلى البلاد اليوم الأحد، وكان تطبيقان لتتبع حركة الطائرات قد أظهرا أن الطائرة الحكومية الجزائرية التى نقلت بوتفليقة إلى جنيف الشهر الماضى للعلاج غادرت المجال الجوى الجزائرى فى وقت سابق اليوم الأحد واتجهت شمالا.
وفى السياق نفسه، هبطت طائرة حكومية جزائرية فى مطار كوينترين بجنيف اليوم الأحد حيث رأى شاهد من رويترز أن الطائرة (جلف ستريم) التى أقلت بوتفليقة إلى جنيف فى 24 فبراير هبطت فى المطار وسط وجود مكثف للشرطة. ولم تظهر بعد أى سيارة إسعاف أو موكب يقل الرئيس البالغ من العمر 82 عاما.
