أكد سفير مصر لدى باريس ومندوبها الدائم باليونسكو السفير إيهاب بدوي أن الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي ستركز على مجموعة من الأهداف أهمها سلم وأمن قارة أفريقيا واقتصاديات دولها، وتعزير الأليات الإقليمية لإدارة النزاعات والوقاية منها، وإصلاح مجلس السلم والأمن الأفريقي وزيادة شفافية المؤسسات، مذكرا، في الوقت ذاته، بالدور الذي اضطلعت به القاهرة لدعم حركات التحرر بالقارة في ستينيات و سبعينيات القرن الماضي. وقال السفير إيهاب بدوي، في حوار مع مجلة "جون أفريك" الأسبوعية الصادرة في باريس، إن التحرك المصري سيعطي الأولوية بشكل عام للسياسية الوقائية ودعم الوساطة في النزاعات التي تشهدها القارة .. بينما على المستوى الاقتصادي، ستدعم مصر التقدم المحرز بشأن منطقة التجارة الحرة لتحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدان الأفريقية عبر حزمة من التدابير بينها تعزيز التجارة البينية، تطوير البنية التحتية، مواءمة الأنظمة الزراعية والسمكية في أفريقيا وتحسين الأمن الغذائي وفق لأجندة 2063. وعما إذا كانت مصر ستطالب بدور أكبر للاتحاد الأفريقي في الملف الليبي، رأى السفير إيهاب بدوي أن الأزمة الليبية من المؤكد أنها واحدة من أكثر الأزمات تهديدا للاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى دعم مصر للمسار السياسي في ليبيا واعتزامها مواصلة الجهود لتسوية الأزمة مع كافة الشركاء بما في ذلك الاتحاد الأفريقي، وإلى تبنيها نهجا يطالب بتمكين الليبيين من حل مشكلاتهم بأنفسهم. وذكَر السفير إيهاب بدوي، في حواره مع المجلة، بمقولة المؤرخ اليوناني، "هيرودوت"، بأن "مصر هبة النيل"، مشددا على اعتماد مصر على نهر النيل الذي يربطها بأفريقيا، وعلى كونها أفريقية إلا أن لديها أيضا مكونا متوسطيا وعربيا وإسلاميا وقبطيا. وأكد اعتزاز مصر باستضافة بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم خلال العام الجاري وهو ما يعكس تمسكها بالقارة الأفريقية، داعيا كل "الأصدقاء الأفارقة" لزيارة مصر لمشاهدة البطولة. وحول زيارة الرئيس الفرنسي الفرنسي ايمانويل ماكرون الأخيرة لمصر، قال السفير إيهاب بدوي إنها سمحت بتوطيد الشراكة الاستراتيجية بين مصر وفرنسا على نحو يخدم مصالح البلدين، فضلا عن تأكيد رؤيتهما المشتركة إزاء مكافحة الإرهاب والملف الليبي وعملية السلام في فلسطين والأزمتين اليمنية والسورية. وأضاف أن الزيارة هدفت أيضا إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين، إذ أن الشركات الفرنسية العاملة في مصر توفر نحو 40 ألف وظيفة مباشرة و350 ألف أخرى غير مباشرة، مبرزا تنوع وتعدد الالتزام الاقتصادي لفرنسا في مصر مقارنة بقوى أخرى تستثمر أيضا في مصر وأيضا التعاون من أجل أن تعمل الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب وفق لنموذج المدرسة الوطنية للإدارة بفرنسا. وعلى جانب أخر، اعتبر بدوي أن فرنسا على دراية كاملة بالأوضاع في المنطقة ولها رؤيتها الخاصة و هوما تجلى في الخطاب الشهير لوزير الخارجية الفرنسي الأسبق دومينيك دو فيلبان أمام الأممالمتحدة في عام 2003 حول موقف فرنسا من غزو العراق. وعن إمكانية إسهام فرنسا في مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، وصف السفير إيهاب بدوي العاصمة الإدارية بأنها رمز قوي لقدرة المصريين على تجاوز الصدمات الشديدة بعد سنوات صعبة للغاية أعقبت ما يسمى بالربيع العربي، مشيرا إلى الجهود الجارية على قدم وساق لتشييد 13 مدينة جديدة تلبي احتياجات الشعب المصري في السكن، باعتباره حق من حقوق الإنسان التي تشمل أيضا الحق في الغذاء و العمل. وتابع أن الرئيس عبد الفتاح السيسي اتخذ إجراءات شجاعة للنهوض بالاقتصاد القومي لا سيما تقليص الدعم للوقود وإعادة توجيهه للطبقات الأكثر احتياجا، منوها كذلك إلى مشروع تشييد أكبر متحف للآثار في العالم وهو المتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه في 2020. وفيما يتعلق بالعام الثقافي المصري الفرنسي 2019، لفت بدوي إلى أن المصريين لم ينسوا إسهام فرنسا في تمكينهم من التعرف على حضارتهم وتراثهم و الى ان معرض "توت عنخ أمون" (كنوز الفرعون) المقرر افتتاحه بباريس في 23 مارس المقبل يعد من أبرز فعاليات العام الثقافي المشترك، مذكرا بأن معرض "توت عنخ أمون وزمنه"، الذي أقيم بمتحف "بيتي باليه" (القصر الصغير) في العاصمة الفرنسية عام 1967 لا يزال متصدرا الأرقام القياسية من حيث عدد الزائرين. وقد أبرزت أسبوعية "جون افريك"، السيرة الذاتية للسفير إيهاب بدوي لا سيما تخرجه من جامعة ماريلاند بالولايات المتحدةالأمريكية و توليه ملف العلاقات الأفريقية والفرنكوفونية بالسفارة المصرية بباريس خلال مسيرته الدبلوماسية وكذلك شغله منصب المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية خلال الفترة 2013-2014، كما عمل مديرا لمركز القاهرة الإقليمي للتدريب على تسوية النزاعات وحفظ السلام بأفريقيا.