أكد سفير مصر بباريس ومندوبها الدائم باليونسكو السفير إيهاب بدوي أن الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للقاهرة تأتي امتداداً لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لباريس في أكتوبر 2017 وتعكس قوة الشراكة الاستراتيجية بين مصر وفرنسا والتحالف بينهما الضارب بجذوره في التاريخ بروابط تاريخية راسخة ومتجددة. قال السفير إيهاب بدوي. في مقالة نشرتها صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أمس "إن القاهرةوباريس تتعاونان علي نحو وثيق وتواجهان اليوم أكثر من أمس التحديات ذاتها وتتصدران الصفوف الأمامية في مكافحة آفة الإرهاب". وتساءل "هل هناك حاجة للتذكير بأن الجماعات الإرهابية المنتمية لداعش قبل أن تضرب فرنسا بقسوة بالغة في 2015 شنت هجمات دامية في مصر؟". مضيفاً "نحن عازمون علي محاربة هذه التنظيمات سوياً وبلا هوادة". وشدد السفير إيهاب بدوي علي أن مصر تمثل حائط صد ضد التطرف الديني وتنخرط بشكل نشط في البحث عن حل للأزمة الليبية التي تمثل تهديداً لأمن العديد من دول المنطقة. كاشفاً أن السلام والأمن في القارة الأفريقية سيكونان علي رأس أولويات مصر كرئيس للاتحاد الأفريقي اعتباراً من 10 فبراير المقبل. ومؤكداً علي التطابق التام في وجهات النظر والمصالح بين مصر وفرنسا في هذا الأمر مثلما هو الحال بالنسبة للكثير من المسائل. أضاف أن الدفاع بإصرار عن التعددية الدينية. كنتيجة طبيعية لمكافحة الظلامية. يمثل محوراً آخر للتقارب بين القاهرةوباريس. مبرزاً الدور الذي تضطلع به مؤسسة الأزهر. كمنارة للإسلام. في تدريب الأئمة وتجديد الخطاب الديني وكذلك حرص الدولة المصرية علي أن يكون مسجد "الفتاح العليم" وكاتدرائية "ميلاد المسيح" التي تعد الأكبر في الشرق الأوسط وتتسع ل 8 آلاف مصل هما أول صروح يجري افتتاحها في العاصمة الإدارية الجديدة في 6 يناير الجاري. أشار إلي أن الرئيس السيسي حين وصل إلي سدة الحكم في يونيو 2014. كانت البلاد في وضع مثير للقلق الشديد ولذا كان هدفه الأول الحفاظ علي أمن وسلامة مصر في الوقت الذي كان استقرار الشرق الأوسط وكذلك أوروبا علي المحك. أوضح السفير إيهاب أن الدولة المصرية بذلت جهداً هائلاً للنهوض بالاقتصاد وتبنت إصلاحات شجاعة. وقامت بمراجعة شاملة لمنظومة الدعم للسلع الأساسية والطاقة التي لم تتعرض للمساس علي مدار الستين عاماً الماضية. وكانت مصدراً لإهدار الموارد وعدم المساواة بين فئات المجتمع. مذكراً بأن عملية الانتقال الاقتصادي الجريئة التي نفذتها الحكومة المصرية كانت موضع إشادة من جانب المؤسسات المالية الدولية وبأن حجم أرصدة الاحتياطي من النقد الأجنبي لمصر قد قفز من 15 مليار دولار في 2013 إلي 45 مليار دولار. وتابع سفير مصر بفرنسا قائلاً إن مصر عادت منذ 2016 لتكون الوجهة الأولي للاستثمارات الأجنبية في أفريقيا وحازت علي 40% من التدفقات القارية. فضلاً عن انتعاش حركة السياحة الوافدة إلي مصر لاسيما من فرنسا. أكد أن مصر قد وضعت علي رأس أولوياتها إنشاء نظام صحي مستدام. وإصلاح منظومة التعليم والتوسع في المشروعات السكنية للفئات الأكثر احتياجاً. كما حققت انجازات كبيرة. بالرغم من التحديات الأمنية. مثل حفر قناة السويس الجديدة وبناء العاصمة الإدارية و14 مدينة جديدة واستزراع 1.5 مليون فدان. مشيراً إلي توقعات جامعة "هارفارد" والمصرف البريطاني "ستاندرد تشارترد" بأن تتجاوز معدلات النمو هذا العام 5% وبأن تواصل مسارها التصاعدي خلال العقد المقبل. .. ورئيسة مجموعة الصداقة المصرية - الفرنسية: الزيارة.. دفعة جديدة للعلاقات الثنائية ليبيا وسوريا ومكافحة الإرهاب.. والسلام أهم القضايا أكدت كاترين موران - ديسايي رئيسة مجموعة الصداقة الفرنسية - المصرية بمجلس الشيوخ الفرنسي. أهمية زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلي مصر من أجل إعطاء دفعة جديدة للعلاقات الثنائية والتأكيد علي الرغبة المشتركة في العمل سويا حول العديد من القضايا الملحة. جاء ذلك في تصريحات أمس من داخل مبني مجلس الشيوخ الفرنسي بالعاصمة باريس قبيل مغادرتها ضمن الوفد الفرنسي الكبير الذي يرافق الرئيس إيمانويل ماكرون في زيارته الأولي لمصر منذ توليه مهام منصبه عام 2017. وحول أبرز القضايا التي يحملها الرئيس ماكرون للتباحث فيها مع القيادة السياسية المصرية. قالت موران - ديسايي أن هناك قضايا هامة بعينها يتم التباحث فيها مع كل زيارة بين البلدين مثل الأزمة في ليبيا وسوريا. عملية السلام في الشرق الأوسط. التنمية الاقتصادية ومكافحة الإرهاب. مؤكدة أن محاربة الإرهاب هو أمر أساسي لتحقيق الاستقرار في دولة تريد فرنسا أن تتعاون معها في مجال التنمية الاقتصادية. أضافت: في الوقت ذاته. عندما يكون لفرنسا علاقات خاصة مع دولة مثل مصر فإنها لا تركز علي ملف علي حساب الآخر بل تتعاون في كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك. وعما يعكسه تعدد الزيارات الرئاسية بين البلدين خلال السنوات الأربع الأخيرة. قالت ديسايي إن هذا الأمر يدل علي العلاقات الثرية والناضجة والروابط الوثيقة. مذكرة في هذا الصدد بتاريخ البلدين المشترك الكبير منذ الحملة الفرنسية. واصفة العلاقات المصرية - الفرنسية بالتاريخية والعميقة. وعن التقارب الكبير بين البلدين في السنوات الماضية. أكدت كاترين موران - ديسايي إن علاقات فرنسا مع مصر أصبحت استراتيجية. مذكرة بأنها قد توترت مع وصول فريق آخر للحكم في مصر في أعقاب "الربيع العربي" إلا أنها عادت اليوم أفضل مما كانت في ظل وجود رغبة مشتركة في الارتقاء بها ودفعها قدما. أضافت أن مصر وفرنسا في حالة حوار دائم ومستمر. لافتة إلي الزيارة الأخيرة لباريس التي قام بها الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب علي رأس وفد برلماني في أكتوبر الماضي ولقائه بجيرارد لارشيه رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي. أكدت ضرورة العمل مع مصر كونها دولة مستقرة في منطقة مضطربة. مشيرة إلي الإصلاحات الاقتصادية الكبيرة التي قامت بها الدولة المصرية وإلي الجهود المبذولة لتنشيط الحركة السياحية التي تأثرت بفعل الإرهاب وما يطلق عليه "الربيع العربي". وعن تطلع مصر لعودة السياحة الفرنسية لسابق عهدها. أشارت ديسايي إلي أن حركة السياحة الفرنسية الوافدة إلي مصر قد تحسنت. لافتة إلي أن مصر مرت بثورة أعقبها تراجع في حركة السياحة وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية. أكدت أن البلدين بينهما علاقات ثقة وحوار صريح. وقالت: إن رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه عندما التقي بالرئيس عبدالفتاح السيسي دار بينهما حوار عميق ومباشر وأضافت أن مجموعة الصداقة الفرنسية المصرية بمجلس الشيوخ الفرنسي التي تترأسها قد التقت عام 2017 بالقاهرة بالرئيس السيسي وتحدثت معه بحرية في عدد من الموضوعات. معتبرة أن الحوار والروابط والزيارات الدائمة المتبادلة هي التي تغذي العلاقات الثنائية. وردا علي سؤال حول ما تنتظره فرنسا من رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي. أكدت موران - ديسايي علي دور القاهرة المحوري في القارة الأفريقية في الوقت الذي تمثل فيه أفريقيا أهمية قصوي لفرنسا التي تري أن مستقبل أوروبا يمر عبر هذه المنطقة وتولي اهتماما بالغا لعلاقتها مع القارة الأفريقية ولاسيما دول المغرب العربي وحريصة كذلك علي تطوير العلاقات في منطقة البحر المتوسط. شددت علي الحاجة الملحة لكل من فرنسا ودول أفريقيا للعمل معا في مجال الاقتصاد لاسيما أن الشركات الفرنسية تفتح لهم الأسواق الخارجية. مضيفة أن مصر التي تشهد حاليا إصلاحا وتنمية اقتصادية قد دعت الشركات الفرنسية للمشاركة في مسيرة البناء والتنمية. تظاهرة ثقافية وفكرية.. تواكب الزيارة "2019" فرصة للاحتكاك الحضاري في الموسيقي والأدب والاستعراض استقبال ملكي ل "توت".. بقاعة "هال دولا فيليت" مارس القادم تعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي تبدأ اليوم للقاهرة والتي تعد الأولي له منذ توليه منصب الرئاسة في عام 2017. تتويجا للعلاقات المصرية - الفرنسية التاريخية والاستراتيجية المشتركة بين البلدين. حيث تحمل العلاقات المصرية - الفرنسية طابعا خاصا يتميز بالمشروعات والاتفاقيات المشتركة وبالحضور الفرنسي علي أرض مصر التي تستضيف أكثر من 40 بعثة أثرية إلي جانب معهد دائم للآثار في القاهرة ومركز للدراسات الأثرية في الكرنك بالأقصر. كما تأتي علي وقع تخصيص عام 2019 "عاما للثقافة المصرية - الفرنسية" الذي أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسي وماكرون خلال القمة الثنائية التي جمعت بينهما في قصر الإليزيه في أكتوبر 2017. حيث قررت مصر وفرنسا اختيار هذا العام لتزامنه مع مرور 150 عاما علي افتتاح قناة السويس أحد الإنجازات الضخمة في مسار العلاقات الثنائية. وليكون هذا العام مناسبة للاحتفاء بالروابط التاريخية والثقافية التي تجمع بين البلدين.. ومن خلال العام الثقافي يتم التركيز علي إبراز الجوانب المتعددة للتراث المصري الفرنسي وتعزيز الحوار الثقافي وتدعيم المبادلات بين الساحتين الفنيتين الفرنسية والمصرية وإلقاء الضوء علي الإبداعات الشابة بهما. يجعله عاما متميزا في العلاقات بين البلدين ويعكس إيمان مصر بأهمية الثقافة والإبداع واعتبارهما رافدين مهمين من روافد الدبلوماسية الناعمة لدورهما في مد جسور التواصل بين الشعوب بشكل عام وتوطيد أواصر المحبة والصداقة بين مصر وفرنسا بشكل خاص. وسيتم بوجه خاص خلال العام الثقافي الذي يقام تحت رعاية الرئيس السيسي. الاحتفاء بمشروعات ثقافية فرنسية ومصرية مشتركة. ويشارك العديد من الشركاء في القطاعين العام والخاص في مصر وفرنسا في هذه التظاهرة الثقافية التي تم الإعداد لها بالتنسيق والتعاون بين المعهد الفرنسي بمصر والمركز الثقافي المصري بباريس. ومن المقرر أن يحفل العام علي مدي شهوره بفاعليات ثقافية وفكرية وفنية ثنائية متبادلة. وذلك ضمن مسارات تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين مما سيسهم في إحداث نوع من الثراء الثقافي يتيح الفرصة للاحتكاك بين الثقافتين الفرنسية والمصرية في مجالات عديدة في الموسيقي والأدب والرقص والاستعراضات ويصقل الملامح الثقافية ويعمق آثارها بين الجانبين. وقد تم إعداد برنامج مكثف ومتنوع يستمر طوال عام 2019. ويبرز ملامح من الحضارة الفكرية في المجتمعين المصري والفرنسي مستهدفا تيسير الاطلاع علي الفنون إلي جانب احترام الآخرين والانفتاح علي ثقافاتهم من خلال مشاركة مبدعين في مختلف المجالات. وقد دشنت عروض "بحيرة البجع. وكرنفال في فينيسيا. ودون كيشوت. واستعراض من تصميم جريجوري جييار. وريموندا. وديان وأكتيون. وسبارتاكوس" علي المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية فعاليات عام الثقافة المصرية - الفرنسية بالإضافة إلي أربع حفلات قدمتها فرقة باليه أوبرا القاهرة بمشاركة سوليستات فرقة أوبرا باريس. وسوف يتم تقديم عرض فني كبير في باريس علي هامش افتتاح رئيس الدولة الفرنسية لمعرض توت عنخ أمون المقرر له خلال الفترة من 23 مارس وحتي 15 سبتمبر القادمين والذي ستتم إقامته بالتعاون بين وزارة الثقافة المصرية والمعهد الفرنسي في مصر في قاعة "جرون هال دو لافيليت" بفرنسا وسيضم حوالي 155 قطعة أثرية من كنوز مقبرة الفرعون الذهبي.