على أبواب محاكم الأسرة فى مصر كثير من الطوابير المليئة بالزوجات رافعة شعار «أبغض الحياة الزوجية وأريد الخلع»، لذا يقدم محمد كريم أبو اليزيد، المستشار القانونى بقضايا الأسرة العديد من التفاصيل التى تحتاج معرفتها كل امرأة. فى البداية يقول أبواليزيد: يُعرف الخلع بأنه طلب الزوجة تطليق نفسها طلقة أولى بائنة من رجل لم تستطع العيش معه، فتخلعه من حياتها كما يخلع الإنسان الثوب عن جسده، حيث قال الله تعالى: «فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ»، والمقصود هنا أن تفتدى نفسها بمهرها طلبًا للخلع فترد الزوجة قيمة مقدم الصداق «المهر» وتتنازل عن كل حقوقها الشرعية والقانونية، وتقر بهذا أمام القاضى المختص بقول بغض الحياة الزوجية وتطلب إيقاف العلاقة الزوجية والأسرية عند هذا الحد، وأنها تخاف ألا تقيم حدود الله. ويوضح المزيد فى الحوار التالى: * متى يحق للمرأة الخلع فى القانون المصرى؟ - عندما ترى من الزوج ما يضرها فى دينها أو نفسها أو أخلاقها، ويكون الضرر معلومًا بالضرورة، وليس مجرد مشكلة خالية من ضرب أو إهانة، وحتى لو وجد الضرب أو الإهانة فلابد أن تكون مستمرة، وعادة يفعلها الزوج ظلمًا وعدوانًا. * من واقع خبرتك ما هى الأسباب التى يعتد بها القاضى للخلع؟ - أولًا أن تكره الزوجة زوجها، ويكون ذلك حتى لو كان من دون سوء خلق منه، وكره الزوج لزوجته بسبب ناتج عنه، ويرفض طلاقها فيتركها معلقة، فهنا الزوجة تفتدى نفسها برد المقدم والتنازل عن كل حقوقها، وسوء معاشرة وخلق الزوج فتضطر لإقامة دعوى الخلع، وإذا خافت الزوجة من ذنب عدم إعطاء الزوج حقه الشرعى، وإذا وقع على الزوجة ضرر سواء نفسى أو معنوى أو جسدى ولم تفلح حلول ومحاولات الصلح. * هل للمختلعة عدة؟ - نعم، فعدة الخلع مثل أى عدة فتحتسب طلقة أولى، وتحتسب عدتها من تاريخ الحكم إذا نُطق به أمام الزوج أو وكيله، وتعتبر من ثانى يوم للحكم إذا لم يحضر الزوج أو وكيله جلسة النطق بالحكم. * ولو المختلعة ندمت هل يجوز الرجوع لزوجها؟ - يحق لهما العودة فى حالة إذا لم يتم الطلاق للمرة الثالثة ولكن بعقد ومهر جديد. * ما هى المشكلات التى تواجهها المرأة عند رفع دعوى الخلع ؟ - المشكلة الأولى: المبالغة من جانب الزوج فى قيمة المهر المقدم منه فى إرجاع المستحقات الشخصية كالشبكة والهدايا، وللأسف هناك بعض القضاة يجبرون المرأة على ذلك، والمشكلة الثانية والأهم أن يتعمد كثير من الأزواج الانتصار لكرامتهم المهدرة فى المحكمة من خلال الضغط على المختلعة بعد صدور الحكم بأخذ أبنائها وحرمانها منهم أو تشوية سمعتها أو إيذائها جسديًا كما نسمع من ضرب أو تهديد بالسلاح. * ما رأيك فى قانون الخلع؟ - الخلع حل إلهى ربانى وقد قال تعالى «فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان». وليس فيه فضل ولا منة من أحد، فلا يجعل الرجل نفسه دنيئًا أمام رغبة امرأة لا تريده، فتسحبه للمحاكم، ثم يزيد ظلمًا وجورًا عليها فى حرمانها من حقوقها أو سلبها مستحقاتها لكى يثأر لنفسه، ناهيك عما تفضى إليه المشاكل من ذلك سواء على نطاق الأسرة من قطيعة لصلة الرحم، أو ما تؤدى إليه من ألم نفسى لدى الأبناء فى حاضرهم ومستقبلهم، فالرجولة تكون فى إعطاء الحق لأصحابه قبل المطالبة به.