مستشفيات الفيوموالإسكندريةوالقليوبية.. إهمال وغياب رقابة والمرضى «فئران تجارب» الوحدات الصحية بالمنوفيةوالشرقيةوالإسماعيلية.. غياب أطباء ونقص أدوية مُسن لم يحالفه الحظ فى الذهاب مبكرًا حتى يلحق بمقعد بعد أن داهمه مرض السكرى، فى هذا الممر الطويل الذى أمتلئ بالمرضى منذ الصباح الباكر، ليفترش الأرض انتظارًا لدوره فى الكشف، أطباء يجلسون على كراسيهم ليتناولون وجبة الأفطار. هذا المشهد هو السائد فى معظم المستشفيات الحكومية والوحدات الصحية فى العديد من المحافظات، التى رصدنا عددًا منها. لم تكن حالة هذا المسن هى الأولى، بل هناك عشرات الحالات التى تعيش نفس المعاناة داخل مستشفى التأمين الصحى بمحافظة الفيوم. قال عباس محمود، أحد المرضى: نعانى من قوائم الانتظار داخل المستشفى أشد المعاناة، فبعضنا يعانى من أمراض مزمنة كالضغط والسكر، والانتظار يؤلمنا أكثر. وأوضح فؤاد سليم، الذى يعانى من مرض القلب، أن الأطباء يعاملون المرضى كونهم مواطنين درجة تانية. من الفيوم للمنوفية والتى لم يختلف حال المستشفيات والوحدات الصحية بها كثيرًا لكن ربما أكثر سوءًا، حيث تواجه الوحدات الصحية وبعض المستشفيات بقرى محافظة المنوفية العديد من المشاكل، فهناك نقص فى الإمكانات الطبية حتى لعمل الإسعافات الأولية، ولا يوجد أطباء بها، ويقتصر دورها على التطعيمات ومتابعة السيدات الحوامل فقط، وتعانى أهالى هذه القرى من مشقة الذهاب لمسافات طويلة قد تصل لعشرات الكيلومترات بحثًا عن المستشفيات المركزية للحصول على الخدمة وإسعافهم. قالت سماح سالم، أحد أهالى قرية شنوان إنه رغم كبر مساحة المستشفى إلا أنه لا يتوافر بها الأطباء دائمًا، مضيفة أنه قديمًا كانت بها كل التخصصات، لكن تقتصر الآن على قسمى الباطنى وخلع الأسنان. وصرخت أسماء أحمد، قائلة كان لدينا مستشفى كبيرة فى قريتنا بوهة شطانوف بمركز أشمون وبها أطباء لكن تم إزالتها، وتم بناء مبنى جديد يفتقر إلى الإمكانيات، لافتة إلى أن أهالى القرية يعانون لعدم وجود خدمة صحية بالقرية. القليوبية أيضًا إحدى المحافظات التى تعانى سوء الخدمات الطبية، فمنذ دخولك مستشفى بنها الجامعى الكائنة بمدينة بنها بمحافظة القليوبية، تصدمك وجوه المرضى التى تعانى من الإهمال الطبى. قال إيهاب أحمد: إن الأطباء بالمستشفيات الحكومية يتعاملون مع المرضى وكأنهم «فئران تجارب»، مضيفًا: ابنى دخل المستشفى لإجراء عملية الزائدة، فوجئنا بتعبه بشكل كبير وأتضح أن الدكتور ترك فوطة من العملية داخل جسم الولد وقام بالخياطة عليها. واستغاث مصطفى محمد، الرجل المُسن الذى دخل المستشفى لإجراء عملية جراحية له، وبعد تجهيزه واستعداده وانتظار ما يقرب من 5 ساعات متواصلة فى غرفة العمليات، جاء أحد الممرضين ليخبره بعدم إجراء العملية، لأن الطبيب غير موجود اليوم. جدير بالذكر أن مستشفى بنها الجامعى تعانى من إهمال طبى من طاقم الأطباء الذين لم يحضروا للنبطشيات الليلية، وأيضًا من سوء معاملة طاقم التمريض، وشراء المريض للأدوية من الخارج وتركه بلا رعاية، الأمر الذى يستوجب رقابة من قبل وزارة الصحة. أما عروس البحر الأبيض، الإسكندرية فأزمات قطاع الصحة بها لا تنتهى. قال أحمد فكر، أحد قاطنى منطقة الكينج مريوط، إن هناك أزمات تواجهنا كمواطنين فى الوحدة الصحية، فلا يوجد بها إلا طبيب واحد ولا يلتزم بمواعيد العمال الرسمية، ولا يوجد طبيب استشارى بالوحدة. وشكى غريب الشيخ، الذى يقطن بالدخيلة من نقص الأدوية وقلة الأطباء وعدم وجود طبيب أخصائى أو استشارى بشكل دائم داخل الوحدة الصحية. وأوضحت محسنة غانم، إحدى الممرضات بمستشفى الميرى الجامعى معاناة المستشفى من نقص الأدوية باستمرار، حيث وقعت أكثر من حالة وفاة لأشخاص أصيبوا بجلطات لعدم وجود أدوية كافية فى العناية المركزة. وقالت إيناس جمال لقد رافقت أحد أقاربى بمستشفى القبارى، وصدمنا بالخدمة الصحية السيئة من قبل طاقم التمريض والأطباء. وأفاد أحمد بدار، بأن مستشفى برج العرب الجديدة، بها إهمال كبير فدورات المياه متسخة والصرف الصحى منتشر أمام المستشفى، ما يصدر عنه روائح كريهة، كما أن القطط تسكن العنابر والقمامة ملقاة على الأرض. وفى مستشفى الملكة نازلى يعانى المرضى من عدم النظام وتأخير الكشف وصرف الدواء، إضافة للمعاملة السيئة وتوبيخ الأطباء لهم. تعانى محافظتى الإسماعيليةوالشرقية أيضًا من الإهمال الشديد فى القطاع الصحى بالمستشفيات العامة والوحدات الصحية، فمثلًا مستشفى القصاصين العام بالإسماعيلية بلا خدمات، وقالت منى عبدالستار، إحدى سكان مدينة القصاصين، إن مستشفى القصاصين العام بلا خدمات حيث يفتقر لأهم التخصصات، كالقلب والجراحة والجلدية، وتفتقر المدينة لأبسط حقوقنا وهى خدمة التأمين الصحى. ويضيف محمود سامى، أحد السكان أن طوارئ المستشفى لا تسعف أحدًا وأقصى ما يفعلونه مع الحالات الطارئة هى إعطاؤهم حقن مسكنة فقط. وتأتى الوحدة الصحية بالكوع التابعة للإسماعيلية هى الأخرى فى صف الإهمال الطبى، حيث أوضح طلبة عبدالسلام، أن الوحدة الصحية الخاصة تفتقر لوجود الأطباء وتقديم الخدمة الطبية بشكل جيد. وفى ذات السياق تأتى الشرقية ضمن المحافظات التى تعانى سوء الخدمات الصحية. يأتى مستشفى القرين المركزى ضمن المستشفيات المتهالكة والتى تفتقر تمامًا إلى تقديم الخدمات الطبية، يحكى والد أحد الأطفال المرضى، معاناته داخل مستشفى القرين، قائلًا ذهبت بابنتى إلى المستشفى، وحينما سألنى الدكتور عن سبب مرضها قلت له لا أعلم، فنهرنى بشدة، ولم يهتم بعلاجها فتوفت ابنتى فى اليوم التالى نتيجة الإهمال. الوحدة الصحية بقرية الهيصمية التابعة لمدينة لفاقوس يقول الأهالى إنها أشبه بال «الخرابة»، وأشار السيد عريف، أحد سكان الهيصمية، إلى أن الوحدة الصحية لا تقدم أى خدمة طبية سوى التطعيمات وعيادة الأسنان وبها قلة فى عدد الأطباء، مؤكدًا أن مبناها آيل للسقوط، ويحتاج إلى ترميم.