تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال وزارة الأوقاف بمناسبة المولد النبوي الشريف، صباح اليوم الاثنين، عن الدين الإسلامي وأزمته، موجها العديد من الدعوات، ونرصدها في سياق التقرير التالي. هذه المشكلة الحقيقية للعالم الاسلامي كشف السيسي، عن مشكلة العالم الإسلامي، مؤكدا أنها ليست اتباع سنة الرسول أو عدم اتباعها، ولكن تكمن في القراءة الخاطئة للدين الإسلامي، متسائلا : "يا ترى سمعة المسلمين إيه في العالم؟"، مناشدًا الأزهر بضرورة التصدي للإساءة إلى الدين الإسلامي حول العالم. وأكد الرئيس السيسي، أنه نحتاج إلى مسار عملي حقيقي للإسلام السمح وممارسات حقيقية في سلوكيات المسلمين وليس نصوص دينية فقط، مضيفا أن المصادر الخاصة التي يستقي منها المرء معرفته تؤثر بشكل كبير على فكره، حيث أن العقلية الدينية تختلف عن العقلية السياسية والاقتصادية، وغيرها من العقليات.
هنتحاسب على كل كلمة وفعل وأضاف السيسي، أن رجل الدين الحقيقي الذي يجب أن يتصدى لقضايا العصر، يجب أن تكون عقليته جامعة لكافة العلوم، مشيرا إلى أن امتلاك كافة المعارف ليس بالأمر السهل، داعيا المعنيين بالأمر من الأزهر الشريف ، إرسال عدد من الشباب الدعاة للأكاديمية الوطنية لتأهيل القادة، لإدماجهم في باقي مناحي الحياة إلى جانب العلوم الدينية. وتابع الرئيس، : "كلنا في يوم من الأيام هنتقابل قدام ربنا يوم القيامة وهنتحاسب على كل كلمة وفعل خرج مننا"، مضيفا أنه سلوكيات الأفراد أصبحت بعيدة كل البعد عن صحيح الدين، سواء في الصدق أو الأمانة أو إتقان العمل، واحترام الآخرين والرحمة بالبشر. وأشار السيسي، إلى أن :"أنا بشوف العجب من الناس أثناء إدارة الدولة، وذلك في إشارة إلى بعض السلوكيات والأفكار المتطرفة، مطالبا المواطنين التصدي بجلاء لتلك السلوكيات.
يدعو للاقتداء بالرسول (ص) وقال السيسي، إنه رغم جهود العلماء والأئمة والمثقفين ودورهم المحوري في المعركة الفكرية والحضارية ضد الإرهاب، فإننا نتطلع إلى الكثير من الجهود لإعادة تراثنا الثقافي لينفعنا في زماننا ويتلاءم مع طبيعة مستجداته، ويسهم في بناء وطن مشرق.
وأضاف الرئيس السيسي، :"دعونا ننقذ العقول من حيرتها وننبه العقول من غفلتها، ونحرص على غرس القيم الإنسانية السامية في القلوب والأذهان لنبذ الكراهية والبغضاء"، مؤكدًا أن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام قدوة على خلق عظيم دعونا نقتدي به، فهو الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق، وذلك لكي نستطيع إعادة مكانة مصر الثقافية لتكون نهضة للإنسانية والثقافة. وأشار إلى أنه علينا استدعاء قيم ديننا السمحة لمواجهة الإرهاب والتطرف.
ما أحوجنا إلى ترجمة معانى رسالة الإسلام وأكد أن رسالة الإسلام التي تلقاها الرسول وهو نبي الرحمة صاحب هذه الذكرى حرصت كل الحرص على إرساء مبادئ وقواعد التعامل السلمى بين البشر دون النظر إلى اللون أو الدين أو الجنس. وقال الرئيس، إن :"ما أحوجنا إلى ترجمة معانى رسالة الإسلام السامية والتي تناشد الجميع بالتعارف والتسامح فيما بينهم دون النظر إلى دين أو عرق أو جنس".
يدعو العلماء بذل المزيد من الجهد في دورهم التنويري وأشار الرئيس، إلى إن ديننا الحنيف قد علمنا أنه لا إكراه فيه ليرسخ فينا قيم التسامح وقبول الآخر، مشيرًا إلى أنه من المؤسف أن يكون فيما بيننا من يسيء فهمه، ولم يستوعب صحيح الدين. وتابع السيسي، أن هناك من انحرف عن تعاليم الشريعة السمحة ليتبع آراء جامحة ورؤى متطرفة. وأشار "السيسي" إلى أنه لمواجه تلك الظاهرة علينا الوقوف بكل صدق أمام مسؤولياتنا، وفي مقدمتها أمانة الكلمة وواجب تصحيح المفاهيم الخاطئة، وتفنيد من يريدون استغلال الدين بالباطل بالحجة والبرهان. وأوضح الرئيس أن بناء الإنسان وتنوير العقول وتكوين الشخصية على أسس سليمة هو المحور الأساسي للتقدم وتنمية المجتمعات حيث إن الدولة وضعته هدف استراتيجي لها. ودعا الرئيس السيسي العلماء إلى بذل المزيد من الجهد في دورهم التنويري لاستعادة القيم الفاضلة التي حث عليها الدين.