أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الاثنين أن رسالة الإسلام التي تلقاها سيد الخلق وأشرفهم، حرصت كل الحرص علي إرساء مباديء وقواعد التعايش السلمي بين البشر وحق الناس جميعا في الحياة الكريمة دون النظر إلي الدين أو اللون أو الجنس. وأضاف السيسي - في كلمته خلال الاحتفال بذكري المولد النبوي الشريف - 'لقد خلقنا المولي شعوبا وقبائل، متنوعين ثقافيا ودينيا وعرقيا لكي نتعارف، فما أحوجنا اليوم إلي ترجمة معاني تلك الرسالة السامية إلي سلوك عملي وواقع ملموس في حياتنا ودنيانا'. وفيما يلي نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف: 'بسم الله الرحمن الرحيم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف السادة العلماء والأئمة الإجلاء، السيدات والسادة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، 'إننا وإذ نحتفي بذكري مولد نبي الرحمة والإنسانية، نسأل الله العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة الكريمة علي الشعب المصري والأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع بالخير واليمن والبركات. الأخوة والأخوات، إن رسالة الإسلام التي تلقاها، سيد الخلق وأشرفهم صلي الله عليه وسلم، صاحب هذه الذكري العطرة، والذي بعثه الله تعالي رحمة للعالمين، حرصت كل الحرص علي إرساء مبادئ وقواعد التعايش السلمي بين البشر وحق الناس جميعاً في الحياة الكريمة، دون النظر إلي الدين أو اللون أو الجنس، فقد خلقنا المولي شعوباً وقبائل، متنوعين ثقافياً ودينياً وعرقياً، لكي نتعارف. فما أحوجنا اليوم إلي ترجمة معاني تلك الرسالة السامية إلي سلوك عملي وواقع ملموس في حياتنا ودنيانا. الحضور الكريم، لقد علمنا ديننا الحنيف أنه لا إكراه في الدين، ليرسخ بذلك قيم التسامح وقبول الآخر، إلا أنه من دواعي الأسف أن يكون من بيننا من لم يستوعب صحيح الدين وتعاليم نبينا الكريم صلي الله عليه وسلم، فأخطأ الفهم وأساء التفسير، وهجر الوسطية والاعتدال، منحرفاً عن تعاليم الشريعة السمحة ليتبع آراء جامحة ورؤي متطرفة، متجاوزاً بذلك ما جاء في القرآن الكريم وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم من حرمة النفس، وقدسية حمايتها وصونها من الأذي والاعتداء. ولمواجهة تلك الظاهرة، فعلي كل فرد منا أن يقف بكل صدق أمام مسئولياته، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، وتأتي في مقدمة تلك المسئوليات أمانة الكلمة، وواجب تصحيح المفاهيم الخاطئة، وبيان حقيقة ديننا السمح، وتفنيد مزاعم من يريدون استغلاله بالباطل، بالحجة والبرهان. السيدات والسادة، لا شك أن بناء الإنسان وتنوير العقول وتكوين الشخصية علي أسس سليمة، يعد المحور الأساسي في أي جهود للتقدم وتنمية المجتمعات، وهو ما وضعته الدولة هدفاً استراتيجياً لها خلال الفترة الحالية، لذا فإنني أدعو علماءنا وأئمتنا ومثقفينا إلي بذل المزيد من الجهد في دورهم التنويري، دعونا نستدعي القيم الفاضلة التي حث عليها الإسلام ورسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم والتي تنادي بالعمل والبناء والإتقان، لنواجه بها أولئك الذين يدعون إلي التطرف والإرهاب. ورغم جهود هؤلاء العلماء والأئمة والمثقفين، ودورهم المحوري في هذه المعركة الفكرية والحضارية، إلا أننا نتطلع إلي المزيد من تلك الجهود لإعادة قراءة تراثنا الفكري، قراءة واقعية مستنيرة، نقتبس من ذلك التراث الثري ما ينفعنا في زماننا ويتلاءم مع متطلبات عصرنا وطبيعة مستجداته، ويسهم في إنارة الطريق لمستقبل مشرق بإذن الله تعالي لوطننا وأمتنا والأجيال القادمة من أبنائنا. دعونا ننقذ العقول من حيرتها، وننبه النفوس عن غفلتها، وننشر المفاهيم الحقيقة السمحة للإسلام، احرصوا علي غرس القيم الإنسانية السامية في القلوب والأذهان، لننبذ العنف والكراهية والبغضاء. أبناء الشعب المصري العظيم، لقد كان رسولنا الحبيب صلي الله عليه وسلم وما يزال قدوة للناس جميعاً، فلقد كان علي خلق عظيم، فدعونا نقتدي بنبي الرحمة الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق، لنجعل من وطننا الحبيب مصر منارة للسلام والرقي، ولتستعيد مكانتها الطبيعية كمركز للحضارة والعلم والثقافة للإنسانية جمعاء. كل عام وحضراتكم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته'.