قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن رسالة الإسلام التي تلقاها سيد الخلق وأشرفهم صاحب الذكرى العطرة محمد "رسول الله" حرصت كل الحرص على إرساء مبادئ وقواعد التعايش السلمي بين البشر وحق الناس في الحياة الكريمة دون النظر إلى الدين أو اللون أو الجنس، وأن الله خلقنا شعوب وقبائل متنوعين ثقافيا ودينيا وعرقيا لكي نتعارف وما أحوجنا اليوم إلى ترجمة معاني تلك الرسالة السامية إلى السلوك العملي وواقع ملموس في حيتنا ودنيانا. رسائل السيسى للعلماء في معركة التطرف الفكري وأكد الرئيس السيسى خلال كلمته في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، أن الدين الإسلامي علمنا أنه لا إكراه في الدين ليرسخ قيم التسامح وقبول الآخر، إلا أنه من دواعي الأسف أن يكون من بيننا من لم يستوعب صحيح الدين وتعاليم نبينا فأخطأ الفهم وأساء التفسير وهجر الوسيطة والاعتدال وانحرف عن تعاليم الشريعة السمحة ليتبع أراء جامحة ورؤى متطرفة متجاوزًا ما جاء في القرآن والسنة من حرمة النفس وقدسية حمايتها وصونها من الأذى والاعتداء. وأوضح الرئيس السيسى، أنه لمواجهة هذه الظاهرة فعلى كل فرد منا أن يقف بكل صدق أمام مسئولياته، قائلا "كلكم راعي وكلكم مسئول عن رعيته"، مؤكدا أن أمانة الكلمة وواجب تصحيح المفاهيم الخاطئة وبيان حقيقة ديننا السمح وتفنيد مزاعم من يريدون استغلاله بالباطل بالحج والبرهان تأتى فى مقدمة تلك المسئوليات. اقرأ أيضاً: في ذكرى احتفالات المولد النبوي.. السيسي: كلكم راعي وكلكم مسؤول عن رعيته وأشار الرئيس السيسى، إلى أنه مما لا شك فيه أن بناء الإنسان وتنوير العقول وتكوين الشخصية على أسس سليمة يعد المحور الأساسي في أي جهود للتقدم وتنمية المجتمعات وهو ما وضعته الدولة هدف استراتيجي لها خلال الفترة الحالية، داعيا العلماء والأئمة والمثقفين إلى بذل المزيد من الجهد في دورهم التنويري لاستعادة القيم الفاضلة التي حث عليها الإسلام والرسول وتنادي بالعمل والبناء والإتقان لمواجهة الذين يدعون إلى التطرف والإرهاب. وتابع: "رغم جهود هؤلاء العلماء والأئمة ودورهم المحوري في المعركة الفكرية إلا أننا نتطلع إلى المزيد من الجهود لإعادة قراءة تراثنا الفكري قراءة واقعة مستنيرة نقتبس منها التراث الثري الذي ينفعنا في بناء زمننا ويتلاءم مع طبيعة عصرنا ومستجداته ويسهم في إنارة الطريق لمستقبل مشرق لوطننا وامتنا من الأجيال القادمة". اقرأ أيضاً: في ذكرى احتفالات المولد النبوي.. السيسي: دعونا نوقظ العقول من غفلتها وطالب الرئيس السيسى العلماء بالعمل على إنقاذ العقول من حيرتها وتنبيه النفوس من غفلتها ونشر المفاهيم الحقيقية السمحة للإسلام والحرص على غرس القيم الإنسانية السامية في القلوب والأذهان لنبذ العنف والكراهية والبغضاء، قائلا "لقد كان رسولنا ولا يزال قدوة للناس جميعا ولقد كان على خلق عظيم فدعونا نقتدي به، الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق لنجعل من مصر منارة للسلام والرقي ولتستعيد مكانتها الطبيعية كمركز للحضارة والثقافة للإنسانية جمعاء". يذكر أن احتفال مصر السنوي بالمولد النبوي، والذي تقيمه وزارة الأوقاف، يحضره العديد من قيادات الدولة ووفود بارزة من دول العالم، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور شوقي علام مفتى الجمهورية، وقيادات الدولة والوزراء ورئيس وأعضاء البرلمان، ورؤساء الأحزاب، والعلماء وأئمة الأوقاف والمكرمين من قبل الرئيس بترشيح من الأوقاف. واستعرض الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف جهد الوزارة وخطتها المستقبلية، ضمن خطة عمل الحكومة، لنشر وتعزيز الوسطية، ودعم القيم الروحية والأخلاق والتعايش في الداخل والخارج، من حيث القوافل الدعوية وعمل الواعظات والراهبات، وحملات رسول الإنسانية، وإيفاد الدعاة، ونشر المطبوعات الوسطية باللغات. اقرأ أيضاً: في ذكرى احتفالات المولد النبوي.. السيسي:معرفة الإنسان تؤثر على فكره كما يستعرض الوزير خطة تدريب الدعاة والواعظات المصريين والأجانب باللغات وافتتاح الأكاديمية الدولية لتدريب الدعاة والأجانب والواعظات، وبرنامج عمل الواعظات والراهبات وحملات دعم القيم ونشر الوسطية في العالم وتبادل المطبوعات.
