مؤسس المخابرات القطرية: تركيا عملت على مخطط السعودية منذ فترة طويلة مدير مركز الدراسات الاستراتيجية: قطر أكبر مركز للتجسس فى المنطقة كشفت قضية مقتل الصحفى جمال خاشقجى جريمة كبرى للنظام التركى، وبحسب المعلومات التى كشفتها مصادر ل«الصباح» فإن تركيا زرعت أجهزة تجسس داخل السفارة السعودية، وهو ما كشفته التسريبات الإعلامية التى بثتها وسائل إعلام تركية وقطرية منذ اليوم الأول لقضية الصحفى السعودى جمال خاشقجى. وحسب ما أكدته مصادر مطلعة على مسار التحقيقات فى قضية خاشقجى، أن السعودية لديها أدلة على تورط أجهزة أردوغان فى عمليات التجسس على البعثات الدبلوماسية فى تركيا، وأنها لن تستخدم تلك الأوراق فى الوقت الراهن، كما أن بعض السفارات والقنصليات شرعت فى مراجعة الأبنية الخاصة بها، وأن بعض الدول الأخرى تجهز فرق التفتيش للذهاب إلى القنصليات دون إثارة القضية فى وسائل الإعلام، خاصة التأكد من وضع أجهزة تجسس يصعب معه إثبات الجهة التى تقف وراء ذلك، وأن الفترة المقبلة ستشهد أكبر عملية تحرى واستجوابات للعمال فى السفارات والبعثات فى تركيا. المعلومات التى حصلنا عليها أكدها روبرت باير، العميل السابق فى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والذى أفاد بأن القول بأن التسجيلات تمت عن طريق الساعة الآبل ما هى إلا محاولة للتغطية على الطريقة الحقيقة التى حصلت تركيا من خلالها على المعلومات عن القضية. المعلومات ذاتها قالتها صحيفة «حريات التركية» وأكدت أن المخابرات التركية تتجسس منذ سنة ونصف على القنصلية السعودية وعلى سفارات دول أخرى ولديها أجهزة تصوير وتنصت داخل السفارات والقنصليات ولذلك استطاعت كشف تعذيب خاشقجى ثم قتله ثم تقطيع أوصاله وفيديو التنصت أرسلت تركيا نسخة منه إلى واشنطن واحتفظت بنسخة لها.
أكبر مركز تجسس من ناحيته قال السفير رخا أحمد حسن: إن جميع البعثات الموجودة على أرض أى دولة يتم مراقبتها ومتابعتها بكل الوسائل، وكل ما يوجد داخل السفارات عبارة عن أجهزة لمعرفة ما يتم. وأضاف أن الوضع فى تركيا قد يكون مختلفًا نسبيًا، نظرًا لكونها أحد أهم مراكز التجسس فى العالم، خاصة أنها تجمع كبير للقنصليات التى تكون أكبر عرضة لعمليات التجسس والمراقبة بشكل أكبر من غيرها، خاصة فى ظل ما يحدث فى المنطقة والأحداث فى سوريا والعراق وغيرها من الدول. وتابع أن إبلاغ الموظفين المحليين بالإنصراف مبكرًا أعطى إشارة أجهزة الاستخبارات التركية بأن شىء ما غريب قد يحدث، وأن هناك أجهزة حديثة تستطيع التقاط أصوات أى شىء يحدث داخل القنصلية عن بعد نصف كيلو أو كيلو وهى كلها أجهزة يمكن استخدامها. وأكد أن الأدلة التى حصلت عليها تركيا بأى وسيلة لن تعترف أو تقول إنها هى التى حصلت عليها، وأنها قد تكون أطلعت الجانب الأمريكى عليها الذى طلب عدم حسم الملف فى الوقت الراهن، وأن ذلك الأمر ظهر جليًا فى خطاب أردوغان الذى طرح أسئلة أكثر من الإجابات. وأكد أن هناك بعثات تفتيش تخرج من الدول لمراجعة قنصلياتها وتفتيشها وبحث كل الأجهزة داخل القنصليات والسفارات للتأكد من وضع أجهزة تنصت وتغيير الشفرات حتى تضمن مستوى ما للبعثات، إلا أن الأقمار الصناعية والشبكات الأرضية يمكن استخدامها فى تلك الأغراض فى الوقت الراهن، وأن الدبلوماسيين يتم تدريبهم على مثل هذه الأمور حتى يحتاط جيدًا ويكون على علم بأنه يخضع للمراقبة بكل الوسائل وأنه يجب أن يتخذ احتياطاته. واستطرد أن مسألة مقاضاة تركيا بتهم التجسس على السفارة السعودية إذا وجدت أجهزة تصنت غير ممكن، خاصة أنه من الصعب إثبات من وضع تلك الأجهزة ولا يمكن مقاضاة تركيا إلا أنها قد تحدث ضجة إعلامية بهذا الشأن.
إثبات تورط تركيا من ناحيته قال اللواء علاء عز الدين رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة سابقًا: إن الحصول على معلومات عن الأصدقاء والأعداء أمر متعارف عليه بالنسبة للدول، إلا أن المعلومات تجمع بشكل غير رسمى، وأنه فى حال وجود أجهزة تجسس داخل السفارة السعودية لا يمكن معرفة من وضعها ما إن كانت تركيا أو إسرائيل أو الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأن توجيه اتهام إلى النظام التركى بالتجسس أو غيره لا يتم إلا من خلال اعترافات جاسوس على سبيل المثال بأنه من وضع تلك الأجهزة، أو من خلال قول النظام إنه من حصل على تلك التسجيلات إلا أن هذا الأمر غير وارد على الإطلاق.
مخطط تركيا ضد السعودية فى ذات الإطار كشف اللواء محمود منصور مؤسس المخابرات القطرية، أن عمليات التجسس فى تركيا تتم عن طريق أجهزة حديثة جدًا، وأن هناك علاقة أكيدة بين التسريبات التى تحدثت عنها وسائل الإعلام التركية والقطرية وما أرادت أجهزة الاستخبارات التركية ترويجه. وأضاف فى تصريحات خاصة أن ما قامت به تركيا تجاه السعودية يؤكد أن إسطنبول تتعامل مع السعودية على أنها مستهدفة من قبل الحكومة التركية لا صديقة، وهو ما يؤكد أن ما تم كان عن تربص وتنفيذ مخطط موضوع منذ فترة طويلة. وتابع: «وإذا ما عدنا إلى الأحداث الأخيرة سنجد أنها مؤامرة دبرت بمعرفة أجهزة مخابرات فرضت إرادتها على المنطقة العربية طوال الثلاثة عقود الماضية، وكانت تبغى السيطرة على مقدرات العالم العربى باعتباره هدفًا ضعيفًا، وفى سبيل ذلك استخدمت الأجهزة الاستخباراتية كل الوسائل التى اعتقدت أنها تستطيع من خلالها إسقاط دول عربية عددية بشكل متتالى، إلا أن الصدمة التى شكلتها مصر للمخططات المخابراتية التى تمثلت فى الولاياتالمتحدةالأمريكية وأغلب دول الغرب وقفت المخطط بشكل مفاجئ. وأضاف أن وقف المخطط فى مصر جعل أجهزة المخابرات تتجه نحو السعودية، وأن تركيا لديها مخطط منذ فترة كبيرة تتجسس وتدير المكائد للمملكة العربية السعودية منذ فترة وأن هذا الاستغلال كان واضحًا فى تصريحات الرئيس التركى. وأكد أن التسريبات التى خرجت من تركيا عن مقتل خاشقجى لم تكن كاملة، وأن ما حصلت عليه وسائل الإعلام من أصوات وتسجيلات للعملية، كان جزءًا من الحقيقة خاصة أن الأجهزة الاستخباراتية التركية لن تفرج عن كل ما لديها بشأن العملية، وإنما أخرجت ما يشير إلى تورط المملكة فى العملية، دون أن تفرج عن كل ما لديها حتى لا تصبح مدانة بشكل صريح.