كشفت الاستخبارات التركية، فى تسجيل مسرب سلمته للاستخبارات الأمريكية، تفاصيل 22 دقيقة للحظات مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول. وأطلعت الاستخبارات التركية جينا هاسبل، مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، على فيديوهات وتسجيلات صوتية، خلال زيارتها لتركيا. وتضمنت التسجيلات، التي كشف موقع "عربي بوست" فحواها، وفقًا لأحد المصادر المسؤولة عن ملف "مقتل خاشقجي"، 22 دقيقة تم تسجيلها داخل القنصلية السعودية في إسطنبول. وتصف التسجيلات، التي وُزع فحواها على كل الأجهزة الأمنية الرئيسية في أوروبا وأمريكا، ما حدث مع جمال خاشقجي منذ استقباله بمكتب القنصل حتى تقطيع جثته. وبحسب "عربي بوست" يظهر من التسجيلات استقبال القنصل العام لخاشقجي ثم الترحيب به. وبعد أقل من دقيقتين، دخل شخصان قالا لخاشقجي: "أنت مطلوب، ونريدك"، ثم طلبا منه أن يكتب رسالة لأهله أو ابنه، يبلغهم فيها رغبته في العودة إلى السعودية بمحض إرادته، إلا أن خاشقجي رفض أن يكتب تلك الرسالة، وصرخ فيهم. حينها، لاحظ أنهما يحملان إبرة، فأبلغهما أن معه شخصاً يقف على باب القنصلية وإذا تأخر ساعة فسيجري هذ الشخص عدة اتصالات، ثم نبَّههما إلى أنهما على أرض أجنبية ولا يمكنهما أن يتعرضا له، فاقتربا منه وحقناه بالإبرة، فحاول المقاومة، وقال لهما: أبعدوا الإبرة عني، لن أسمح لكم… لكن تمكنوا منه. وقال الموقع إنه يبدو من التسجيلات أن الإبرة لم تقتله، وأنه قد تم تخديره، ثم وضعوا -على الأرجح- كيسًا من البلاستيك على رأسه، وتم خنقه، بدأوا بعدها في عملية تقطيع الجسد ووضع الأجزاء في أكياس بلاستيكية. ثم قامت المجموعة التي حضرت خصيصاً إلى إسطنبول، بوضع أكياس البلاستيك في حقائب وغادروا مقر القنصلية. وأثارت التسريبات التي وصلت إلى وسائل الإعلام تساؤلاً عن الطريقة التي حصل بها الأتراك على تلك المعلومات، وتباينت التحليلات بين تجسس الأجهزة الأمنية التركية على القنصلية السعودية، أو انتقال تلك التسجيلات عبر ساعة آبل التي كان يرتديها خاشقجي عند دخوله القنصلية.