كشف الصحفي البريطاني “جون آر برادلي” الأسباب الحقيقية وراء اغتيال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للكاتب الصحفي جمال خاشقجي يوم الثلاثاء 02 أكتوبر الماضي داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية. مؤكدا أن خاشقجي كان يملك معلومات حساسة وشديدة السرية عن العلاقة بين النظام السعودي بتنظيم القاعدة قبل هجمات 11 سبتمبر 2001 م على الولاياتالمتحدةالأمريكية. هذه الأسباب الصادمة جاءت في تقرير نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية بعنوان “لماذا أرادت السعودية قتل خاشقجي؟” وفي عنوان فرعي كتبت” الصحفي يعرف علاقات المملكة بالقاعدة قبل هجمات 11 سبتمبر وأهان ولي العهد وخرج من دائرة داخلية لا ينبغي لأحد أن يغادرها”. وتنقل “ديلي ميل” عن “جون آر برادلي” الذي كان زميلا سابقا لخاشقجي في صحيفة “العرب نيوز”، تحليله بعنوان « لماذا تريده المملكة ميتا». لأنه كان على دراية بعلاقات المملكة مع القاعدة قبل هجماعت 2001م. ويوضح برادلي أن خاشقجي كان صديقا لأسامة بن لادن زعيم القاعدة في الثمانينيات والتسعينيات في أفغانستان والسودان، وفي ذات الوقت، تم تكليفه من أجهزة الاستخبارات السعودية لإقناع بن لادن بالسلام مع العائلة المالكة السعودية. وفي نهاية المطاف، كان خاشقجي الشخص الوحيد خارج العائلة المالكة الذي يعرف تفاصيل دقيقة عن صلات العائلة ببن لادن والتي يقول برادلي إنها كانت خطيرة في حال صعد خاشقجي من محاولته لتقويض حكم ولي العهد. ويعتقد برادلي أن السعوديين كانوا قلقين من كونه أصبح “رصيدا” أمريكيا، وأنه كان بمثابة أكبر تهديد لرؤية ولي العهد محمد بن سلمان في الحكم. وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، الأحد الماضي، أحد الأسباب الحقيقية وراء الانتقام الوحشي من خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول. وقالت الصحيفة الأمريكية: إن “(خاشقجي) قُتل لأنه كان يعتبر خطرًا بشكلٍ خاصّ من قِبَل القيادة السعودية؛ حيث أنه كان قريبًا من دوائرها الحاكمة لعقود من الزمان”. وأشارت في هذا الإطار إلى أن الرجل كان المستشار الإعلامي لرئيس الاستخبارات السعودية السابق، تركي الفيصل، عندما كان الأخير سفيرًا لبلاده في لندنوواشنطن. خاشقجي .. إخواني الهوى! ويرى “برادلي” أن خاشقجي انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين في السبعينيات، والتي تهدف لتحرير العالم الإسلامي من النفوذ الغربي، بحسب برادلي الذي قال إن : خاشقجي حث ولي العهد على أن يدعم صعود الإسلام السياسي بدلا من الديمقراطية الغربية، في حين أن ولي العهد يرى أن جماعة الإخوان هي التهديد الرئيس لرؤيته في المملكة. ويشير التقرير إلى أن معظم الدعاة الذين تم حبسهم في المملكة خلال العامين الماضيين على علاقة بجماعة الإخوان. بحسب برادلي فإن خاشقجي أسس حزبا سياسيا في الولاياتالمتحدة لدعم مكاسب الإسلاميين في الانتخابات الديمقراطية في جميع أنحاء المنطقة. مضيفا أن دعوات خاشقجي المتصاعدة للإصلاح الديمقراطي خلال السنوات الماضية وضعته في خلاف مع ولي العهد الشخصية الأكثر قوة في المملكة. ويشار إلى أن جون آر برادلي: مراسل صحفي بريطاني وُلد عام 1970م. أقام في منطقة الشرق الأوسط في الفترة ما بين عامي 1998م و2010م. يتحدث برادلي العربية بطلاقة، وألف أربعة كتب تتناول الوضع في المنطقة وتستند إلى حد كبير على خبراته الشخصية فيها. من بين هذه الكتب «في قلب مصر: أرض الفراعنة على شفا الثورة» الذي نشر للمرة الأولى عام 2008م، ولاقى إشادة كبيرة من النقاد. في هذا الكتاب نجح برادلي في رسم سيناريو بالغ الدقة لثورة الخامس والعشرين من يناير 2011م. الأدلة تتوالي وفي السياق، تتوالى نشر وسائل إعلام أميركية وتركية أنباء تتحدث عن أدلة بالصوت والصورة، تظهر أن الصحفي السعودي جمال خاشقجي تعرض للتعذيب وقتل داخل القنصلية السعودية في إسطنبول يوم الثاني من أكتوبر الجاري. فقد أعلنت شبكة سي إن إن الأميركية أن لدى السلطات التركية أدلة بالصوت والصورة تُظهر أن خاشقجي قُتل داخل القنصلية السعودية في إسطنبول. ونقلت الشبكة عن مصدر مطّلع على التحقيقات الجارية أن الأدلة -كما وصفها للمصدر جهاز استخبارات غربي- تظهر وقوع اعتداء وعراك داخل القنصلية. كما ذكرت الشبكة نقلا عن المصدر أيضا أن هناك دليلا على لحظة مقتل خاشقجي، وأن جهاز الاستخبارات الأجنبي وجد أن طبيعة الأدلة التي كشف عنها مسئولون أتراك، صادمة ومقززة. ووفقا لما نقلته واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين وأتراك، فإن التسجيلات تدل على احتجاز فريق أمني سعودي لخاشقجي ثم قتله وتقطيع جثته. وفي السياق نفسه، قالت صحيفة يني شفق التركية إن خاشقجي دخل غرفة القنصل السعودي ثم دخل اثنان من أفراد الفريق الأمني السعودي، واقتاداه بالقوة بعد ضربه إلى غرفة مجاورة لغرفة القنصل. وأضافت الصحيفة التركية أن خاشقجي حاول المقاومة، إلا أن محاولته باءت بالفشل بعد حقنه بمادة في جسده، وسُحِب إلى غرفة ثالثة، مشيرة إلى أن خاشقجي قتل وقُطع جسده إلى أجزاء على يد الحرس الشخصي لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. كما أوضحت الصحيفة أن جسد خاشقجي المقطع نُقل إلى منزل القنصل في حقائب كبيرة، وأفادت بأن الفريق الأمني السعودي قُسّم إلى فريقين، مهمة الأول القتل، والثاني مهمته مسح الأدلة من مسرح الجريمة. وأكدت الصحيفة أن عمليات مسح الأدلة سُجلت وحصلت عليها الاستخبارات التركية، وأشارت إلى أن القنصل السعودي يعيش حالة من الفزع، وقد مكث في منزله منذ أيام، مؤكدة إلغاءه كافة مواعيده.