حسن سليمان: الإذاعة خالية من أى فكر سلفى متشدد لم يتم نقل أى مذيع من المحطة بشكل تعسفى.. ونتصدر قائمة الأكثر استماعآ إذاعة القرآن الكريم من القاهرة.. على مدار54 عامًا ظلت هذه الجملة تتردد فى كل مكان بمصر سواء فى المنازل والمحلات ووسائل المواصلات، حيث أصبحت إذاعة القرآن الكريم جزءًا لا يتجزأ من الروتين اليومى لكل المصريين، بل تخطت الحدود المصرية ليصبح مستمعوها فى مصر وخارجها بالملايين. وعلى مدار الأيام الماضية،تردد اسم إذاعة القرآن الكريم فى وسائل الإعلام ما بين مشاكل داخلية وأخطاء على الهواء، لذلك حاورت «الصباح » د.حسن سليمان، لنعرف منه حقيقة كل ما يدور على الساحة. • بداية.. هل تم فصل مذيعين بإذاعة القرآن الكريم أو نقلهم بشكل تعسفى؟ - لا لم يحدث هذا على الإطلاق، بل بدأت القصة حينما أراد عدد من الإذاعات الأخرى التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون تقديم عدد من البرامج الدينية بشكل احترافى، فأرادوا الاستعانة بعدد من مذيعى إذاعة القرآن الكريم، لما لهم من خبرة فى هذا المجال، وبالفعل تم إصدار قرار لنقلهم إلى تلك الإذاعات لتقديم برامج دينية على أثيرها، كما أنهم سيتولون تدريب عدد من المذيعين فى تلك الإذاعات لمواصلة المسيرة، وتقديم برامج دينية بشكل مهنى كالتى تقدم فى إذاعة القرآن الكريم، أما كون أن المذيعين الذين تم نقلهم إلى تلك الإذاعات قد تضايقوا بسبب ارتباطهم بإذاعة القرآن الكريم منذ بداية عملهم، لكنهم سرعان ما تكيفوا مع الوضع الجديد ولا يوجد أحد منهم غير راضٍ عما حدث. •ما تعليقك عما تردد حول معاملة موظفى الأوقاف للعاملين بالإذاعة بشكل سيئ أثناء البث الخارجى؟ - هذه كلها مجرد شائعات، فدائمًا ما يستقبلنا موظفو الأوقاف فى المساجد بالترحيب والمساعدة، وهناك تعاون مستمر بيننا وبينهم وخاصة أثناء البث، وإن كان قد حدث ما تقوله فهى تصرفت ناتجة عن خلافات بين موظف الأوقاف والمذيع، وغالبًا ما تكون خلافات شخصية أما الجو العام فالعلاقة قوية بين موظفى الإذاعة والأوقاف. • وماذا عما يثار حول محاولة التيار السلفى للسيطرة على الإذاعة؟ - هذا الكلام عار تمامًا من الصحة، فلا يوجد أى تيار دينى سواء سلفيًا أو إخوانيًا أو أى تيار آخر، فإذاعة القرآن الكريم تعتمد فى نهجها على ثلاث دعائم أساسية، هى الأزهر الشريف ودار الافتاء ووزارة الأوقاف، ولا تخرج عن هؤلاء فى محاولة منا لتقديم الإسلام الوسطى بعيدًا عن الخلافات التى تحدث على الساحة الإعلامية. • ما دور إذاعة القرآن الكريم فى تقديم الإسلام الوسطى؟ - دائما من نحاول فى إذاعة القرآن الكريم تقديم الإسلام بشكل وسطى دون الدخول فى تفاصيل ترهق المستمتع وتؤدى إلى زعزعة عقيدته، لذلك نحاول قدر الإمكان الابتعاد عن الخلافات وتقديم معلومة دينية تفيد المستمع. • هل تلعب الإذاعة دورًا فيما يسمى تجديد الخطاب الدينى؟ - نحاول باستمرار تجديد البرامج التى تقدم حتى تكون مواكبة للعصر، وكذلك نعمل على تجديد الخطاب الدينى لتوعية الشباب وغرس القيم النبيلة وقيم الإسلام الوسطى المتسامح وترسيخ قيم المواطنة بالمجتمع، حيث تخاطب برامجنا كل فئات الشعب وجميع الأعمار من خلال الفترات المفتوحة على الهواء مباشرة، والتى تتحدث عن السلوكيات والمعاملات الإسلامية الصحيحة. •كيف تعمل إذاعة القرآن الكريم على مواحهة الفكر المتطرف؟ - إذاعة القرآن الكريم تقدم الدين الوسطى، وبعيدة كل البعد عن أى تطرف بل على العكس، فهى تتناول القضايا التى تحفز المستمع على البعد عن الاستماع أو عن القراءة لمثل هذا الفكر المتطرف تمامًا، وإجابتها أيضا على الأسئلة التى تتناول القضايا بين السائل والفقيه أو بين الإسلام أيضا، فالإجابات تتضمن الدين الوسطى، الذى يبعد وينهى تماما عن هذا التطرف، وبالتالى نقدم البرامج التى تحث على حب المواطنة والتعايش وحب الوطن، والبعيدة كل البعد عن مظاهر الغلو والتطرف، كما أن إذاعة القرآن الكريم تفتح ذراعيها لكل من يريد أن يتحاور معها. •هل تراجع دور الإذاعة بعد ظهور القنوات الفضائية الدينية الجديدة؟ - بالعكس، ما زالت إذاعة القرآن الكريم تحتفظ بمكانها ومكانتها عن الجمهور المصرى وخارج مصر أيضا، لشكلها ومنهجها المتميز عن القنوات والمحطات الدينية الأخرى، وبحكم تقارير لجان الاستماع التى توضح وبالأرقام تقدم إذاعة القرآن الكريم على الكل فى نسب الاستماع. •بعض المستمعين يشتكون من تكرار البرامج والأسئلة الدينية وخاصة برنامج دقيقة فقهية، ما تعليقك على ذلك؟ - برنامج دقيقة فقهية يقدمه أحد أهم علماء دار الافتاء، وبالفعل يتم تكرار إذاعة بعض الأسئلة لأن توقيت الاستماع يختلف من شخص لآخر، كذلك حتى يستطيع المستمع الاستفادة من المعلومة.