* الإعلام الدينى فى مصر بخير وننشر الفكر الوسطى فى مواجهة التطرف والإرهاب * «خواطر الشعراوى» تعود إلى الواجهة .. الأخلاق وفتاوى وأحكام الصيام أبرز الموضوعات استعدت إذاعة القرآن الكريم لشهر رمضان المبارك بمجموعة متميزة من البرامج الدينية التى تقدم صحيح الإسلام والقيم الأخلاقية وأحكام الصيام لتلبية حاجة ورغبات المستمعين بما ينفعهم فى أمور دينهم ودنياهم، وتم الانتهاء من وضع الخطوط العريضة والنهائية لخطة التوعية الدينية الإذاعية خلال شهر رمضان المبارك بعدد من برامج الفتوى وأحكام الصيام، والتوعية الدينية ونشر الفكر الوسطى، ووضعها على خريطة البث فى الوقت الملائم لغالبية المستمعين. وقال الدكتور حسن سليمان رئيس شبكة إذاعة القرآن الكريم في حوار مع «الأهرام» إن إذاعة القرآن الكريم تتميز عن غيرها من الإذاعات حيث تعتبر الأكثر استماعا على مستوى العالم وتجذب قلوب ملايين من المسلمين في كل مكان فهي الإذاعة الأقدم على مستوى العالم بين إذاعات القرآن الكريم وتظهر الوجه الحضاري والثقافي لمصر. وأكد أن أهم المعوقات التي تواجه عمل الإذاعة قلة عدد الغرف الخاصة بالعاملين فهم يعدون البرامج ويقدمونها في غرفتين فقط وهذا غير كاف حتى تقوم الشبكة بإيصال رسالتها الإعلامية والحضارية لكي يستفيد منها كل المسلمين، في شتى أنحاء العالم، وإلى نص الحوار: ما خطة عمل إذاعة القرآن الكريم خلال شهر رمضان المبارك؟ إذاعة القرآن الكريم تتواكب دائما مع الحدث ومع الزمان خاصة المواسم الدينية، ومن أجل هذا يعتبر شهر رمضان انطلاقة خاصة لإذاعة القرآن الكريم، فهو موسم ديني تتغير فيه الخريطة البرامجية بما يتناسب مع الشهر الفضيل، وكالمعتاد سوف نتناول خلاله البرامج الخاصة بفضل شهر رمضان والصيام، وأبرز الشخصيات من خلال الدراما الرمضانية التي اتخذتها إذاعة القرآن بعد ان توليت رئاستها، حيث قدمنا العام الماضي شخصية سفيان الثوري، وهذا العام أيضا سوف نتناول شخصية دينية كان لها الأثر الواضح في مجال الدعوة الإسلامية، وستذاع في حلقات دينية يومية مسلسلة عقب أذان المغرب مباشرة ثم يليها الجزء الثاني من البرنامج اليومي الرمضاني «رمضان والسابقون بالإيمان» وكنا في العام الماضي تناولنا الجزء الأول ثلاثين شخصية من شخصيات الصحابة ويعرض في الجزء الثاني أهم سمات هذه الشخصيات المختارة من الصحابة في قالب شعري يكتبه الشاعر محمد على راشد ويقدمه أداء شعريا نادية مبروك وحسن سليمان. وسيتم تقديم عدة برامج متنوعة بالتنسيق مع علماء المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية، منها برنامج «دقيقة فقهية»، للدكتور مجدى عاشور. كما تعتمد خطة عمل الإذاعة علي مجموعة من البرامج والفترات المفتوحة والمسابقات التي تلبي رغبة مستمع الشبكة فضلاً عن كبار القراء والشباب، و«لقاء الإيمان» وهو لقاء يومي مع فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية وبرنامج «بيان للناس» ويتناول القضايا الإسلامية المعاصرة و«الرسول في رمضان» و«هؤلاء من أهل الجنة» و«نفحات رمضانية» و «مع الصائمين» وهي فترة مفتوحة مدتها ساعة تقدم يومياً وتتفاعل مع المستمعين، وتستضيف كبار العلماء والمشايخ للرد علي الأسئلة مباشرة. كما تنقل شبكة القرآن الكريم علي الهواء كل الفعاليات الدينية والاحتفالات المصاحبة للشهر الكريم يومياً، فضلاً عن قيامها بنقل صلوات العشاء والتراويح والتهجد من الحرمين المكي والمدني علي الهواء. وماذا عن برامج الفتاوى التي تذاع على الهواء مباشرة في نهار رمضان للإجابة عن تساؤلات الصائمين؟ الإذاعة تأخذ على عاتقها الفترات المفتوحة أو ما يسمى بالبث المباشر لخلق الصلة المطلوبة بين الإذاعة والمستمعين وتستضيف هذه الفقرات كبار العلماء للرد على تساؤلات السادة المستمعين. الإعلام الديني كيف تراه الآن؟ الإعلام الديني بخير، لأننا في مصر شعب متدين بطبعه، وأرض مصر تحتضن في جنباتها أكبر عدد في العالم من آل البيت، فعندنا في مصر سيدنا الحسين والسيدة زينب بنت على والسيدة سكينة ونفيسة والسيدة فاطمة النبوية وسيدي احمد البدوي وغيرهم الكثير، كل هؤلاء بالإضافة إلى أولياء الله الصالحين الذين تمتلئ بها جنبات مصر، ولذلك تعتبر مصر هى نبض الإسلام في ربوع الأرض وفيها ينطلق صوت القراء (قراء القرآن الكريم) في ربوع المعمورة، واعتقد أن أصوات مشايخنا الكبار كالحصرى ومصطفي إسماعيل والمنشاوي وعبد الباسط عبد الصمد وغيرهم قد وصلت إلى كل أنحاء العالم، وبالتالي فالإعلام الديني في مصر بخبر ولا يخلو موقع إعلامى ولا قناة من القنوات ولا إذاعة من الإذاعات إلا وفيها جانب من هذا الإعلام، مما يوجد لونا من التنافس الشريف بين هذه الجهات المختلفة في إيصال الرسالة الإعلامية الدينية، وهذا التنافس الذي يكون في مضمون الدين يصل بالمستمع إلى حد التكامل. لماذا تميزت إذاعة القرآن الكريم عن غيرها من الإذاعات الإسلامية واجتذبت قلوب وآذان المسلمين في شتى أنحاء العالم؟ لأنها تتواكب مع الزمان ومع الأحداث وليس لها صلة بالجانب السياسي، وإنما تأخذ هذا الأمر لتحلله من المنظور الديني، وكذلك إذا كانت هناك أزمة اقتصادية آو موضوع شائك من الموضوعات التي تشغل الرأي العام محليا ودوليا فتأخذ على عاتقها ما ينبغي أن يكون في تحقيق الواجب الديني لها وتدلى بدلوها من خلال كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولذلك يجد المستمع في ربوع المعمورة حلا لجميع مشاكله وقضاياه بمتابعته لهذه الإذاعة مما جعل هذا التجاوب والتناغم بين إذاعة القرآن الكريم والمستمعين. وذلك على الرغم من وجود بعض المعوقات التي تواجه عمل الإذاعة مثل قلة عدد الغرف الخاصة بالعاملين بإذاعة القرآن الكريم، فالعاملون يعدون البرامج ويقدمونها في غرفتين فقط وهذا غير كافي، وقد طالبنا بحل تلك المشكلات حتى تقوم الشبكة بإيصال رسالتها الإعلامية والحضارية لكي يستفيد منها كل المسلمين في شتى أنحاء العالم. كيف تسهم الإذاعة في نشر الفكر الوسطى المستنير وتصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة التطرف الديني؟ إذاعة القرآن الكريم دائما تتجه إلى بث برامجها واستقطاب ضيوفها الذين لهم هذا الفكر الوسطى بعيدا كل البعد عن التطرف في الرأي تتناول القضايا عامة من المنظور الوسطى ولا تتجه على الإطلاق إلى الآراء الشاذة التي تصنع لونا من البلبلة لدى المستمع، من خلال الآراء المختلفة وإنما تتجه دائما إلى إعطائه الرأي الراجح والمجمع عليه بما يسمى برأي الجمهور جمهور الفقهاء. وما دور إذاعة القرآن الكريم في تجديد الخطاب الديني؟ إذاعة القرآن الكريم تواكب العصر والأحداث، فهي تتبنى فكرة أن تكون الموضوعات بناء على ما تتطلبه الأحداث، وكذلك أن تكون الفتاوى مع كل ما يستجد من أمور، وبذلك فهي تتجه دائما إلى التجديد وليس الغموض حتى تتماشي وتتواكب مع الزمان حتى إنها متجددة أيضا في الفتاوى، فهناك بعض الفتاوى التي تصلح لزمان دون زمان ومكان دون آخر بعيدا عن الثوابت الإيمانية. وكيف تسهم في تصحيح صورة الإسلام بالخارج ومواجهة ظاهرة «الاسلاموفوبيا»؟ لا تركز الإذاعة على الأحداث التي تكون فيها المباشرة دائما، فهي تعطى مادتها الدينية عبر برامجها وعبر فقراتها المفتوحة (البث المباشر) بصورة عامة تتناول في مضمونها بعض الموضوعات الشائكة دون تحديد وإنما من خلال البرامج تتم معالجة هذه القضايا التي تؤكد أن الإسلام هو دين وسط لا يدعو أبدا إلى التطرف أو الإرهاب أو العنف مما يمحو تماما ما يسميه البعض (الاسلاموفوبيا)، فتعاليم الدين الصحيحة تخلو من كل ما يوصل للمستمع الأفكار الهدامة أو التي تدعو إلى العنف والتطرف، فالإسلام دين أمن وأمان.