المحطة هي درع الدولة الأول في مواجهة الإرهاب والتطرف الشاعر الكبير محمود حسن إسماعيل أول رئيس لها الشبكة الأولى في الترتيب بلا منافس "القرأن الكريم" إمام الوسطية في مصر والعالم العربي والإسلامي محمد جبريل ليس معتمداً بالإذاعة قراءات الفضائيات بها أخطاء ويجب أن تنقح "القرأن الكريم" أشبه برجل الإطفاء في المجتمع المصري السيسي أمرنا بالحوار الوسطي محمد عويضة محمد علي، الرئيس الحالي لإذاعة القرآن الكريم، من مواليد 28-12-1955 بمحافظة الدقهلية، مركز ميت سلسيل، تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة ، بتقدير جيد، دور مايو 1977، تم تعيينه في هيئة الاستعلامات في نفس العام، ثم نقل إلي الإذاعة عام 1980 في شبكة الإقليميات "إذاعة وسط الدلتا".. وفي عام 1988 تم نقله إلي إذاعة القرأن الكريم حتي الآن.. فتح محمد عويضة قلبه ل "المشهد" في حوار طويل كشف فيه أن إذاعة القرأن الكريم بلا منافس على الإطلاق، وتحدث حول تاريخ إذاعة القرأن الكريم، ومن فكر فيها، وموقعها من الإذاعات والمحطات التليفزيونية المنافسة، وموقفها من الإرهاب، ودورها الحالي في نشر الإسلام الوسطي، كمنبر يقدم خدمة إذاعية عن الفكر الإسلامى الصحيح للمستمعين، فى ظل ما تتعرض له البلاد حاليا من حملات إرهابية تحت عباءة الدين،وهل ترحب بأي قارئ عربي فيها، وموقف "القران الكريم" من إذاعة المسلسلات والإعلانات على أثيرها.. وإلي نص الحوار: في البداية.. كيف تري إذاعة القرأن الكريم؟ إذاعة القرآن الكريم هي يد مصر الممدوة لمسلمي العالم كافةً، فمن خلالها عرف الناس أعلام التلاوة والمبتهلين، وكذلك أعلام الفكر الاسلامي، قدمت تراثا هائلا من الفتاوي والإرشادات والنصائح للناس في المعاملات والعبادات والعقيدة، متخذة من وسطية الإسلام منبرا لها ومنهاجا في الدعوة إلي الله تعالي داخل وخارج مصر، كما أنها تعد رافدا أساسيا ومعينا صافيا للثقافة الإسلامية الصحيحة المستقاة من كتاب الله تعالي وسنة نبينا محمد صلي الله عليه وسلم. كما تقوم بدورا مهما وخطيراً فى التعريف بتعاليم الدين الإسلامى الوسطى، لتصحيح المفاهيم الخاطئة والتى تتسبب فى كوارث فى بعض الأحيان، من خلال وضع خطة إذاعية تتضمن شرح تفاصيل عدة مصطلحات هامة يتم تناولها بشكل كبير هذه الأيام ولكن بصورة خاطئة وأهمها مفهوم "الجهاد" حيث تقوم الجماعات الإرهابية حاليا باستدراج الشباب الصغير عبر النت ومواقع التواصل للانضمام إليهم تحت مسمى الجهاد فى سبيل الله وهو فى الحقيقة لا يمت للجهاد بصلة لأن المسئول الأول عن إعلان الجهاد هو ولى الأمر فى البلاد من خلال وجود أسس وقواعد يتم على أساسها إعلان الجهاد. كيف يتم ذلك.. وما هو دور الإذاعة في مواجهة الإرهاب من وجهة نظركم؟ لاشك أن المحطة هي درع الدولة الأول في مواجهة الإرهاب والتطرف، ففي أثناء محاربة الدولة للإرهاب ومواجهة التطرف من جانب الجماعات التى لا تعرف شيئا عن الإسلام، قامت إذاعة القرأن الكريم بإنتاج بروموهات تذاع عبر أثيرها لتوعية المستمعين بخطورة التطرف الدينى وعواقبه وكيفية التصدى له كما تناشد الإذاعة ضرورة تشجيع العلماء على نشر سماحة الإسلام والخطاب الدينى المعتدل لمحاصرة الفكر المتطرف والقضاء عليه. كما أنشات الإذاعة فترة مفتوحة صباحية وأخري مسائية تستضيف فيها نخبة من كبار العلماء بالأزهر الشريف للتعريف بصحيح الدين وحقيقة هذه المفاهيم المغلوطة وآثارها على هدم الحضارة الإنسانية وأن الإسلام برىء من هذه الأفكار الهدامة، يتم خلال هذه اللقاءات إلقاء الضوء على السلوكيات السلبية وموقف الإسلام منها كذلك السلوكيات الإيجابية وكيف أن الإسلام حث عليها. متي بدأت إذاعة القران الكريم؟ بدأت بث إرسالها في الخامس والعشرين من يناير عام1964 أي منذ نحو واحد وخمسون عاما، وكانت مدة الإرسال علي فترتين صباحية ومسائية، وهي أول إذاعة متخصصة في الإعلام الديني والسنة النبوية المطهرة، وقدمت في بدايتها المصحف المرتل بصوت الشيخ محمود خليل الحصري، ثم أضافت بعد ذلك المصحف المجود بصوت أعلام القراء، وظهرت بعد ذلك برامج تفسير القرآن والفتاوي، والسنة النبوية، وأحاديث شيوخ وعلماء الأزهر الشريف، حتي جاء يوم 31 مايو عام1994 ميلادية ليمتد إرسالها ليغطي اليوم بأكمله. كلمنا عن الظروف التي أدت إلي ظهور إذاعة القرآن الكريم؟ جاء ظهور إذاعة القرآن الكريم رداً قويا علي ظهور طبعات محرفة من القرآن في الإتحاد السوفيتي، عندما كان الدكتور عبدالقادر حاتم "وزير الثقافة والارشاد"، في ذلك الوقت، لتكون بمثابة أول "جمع صوتي" للقرآن الكريم بعد "الجمع الكتابي" الذي تم في عهد الخليفة أبوبكر الصديق وبالفعل وافق الرئيس جمال عبدالناصر على بث الإذاعة في مبني الإذاعة القديم في الشريفيين في القاهرة في 25 مارس 1964م وبدأ الإرسال بالإذاعة خاتمة مرتلة بصوت القارئ الشيخ محمود خليل الحصري. بدأت كبائن استماع تبث اسطوانات القرآن مرتلا براوية حفص عن عاصم بصوت الشيخ محمود خليل الحصري بدون مذيع أو ربط، تلا ذلك ربط الصوت الإذاعي بصوت المذيع أحمد فراج رحمه الله على الأسطوانة ثم تطور الأمر وأذيع القرآن بأعلام القراء القدامى منهم الشيخ المنشاوي والبنا والشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ مصطفى إسماعيل. تم أدخل المصحف المجود لأعلام القراء أيضا وعلى رأسهم الشيخ رفعت وبعد ذلك بدأ إدخال مراحل البرامج في إذاعة القرآن الكريم وذلك كان ناتجا عن اقتراح شيخ أزهري يدعى محمد حافظ سليمان عضو مجلس النواب، تقدم باقتراح لنقل الآذان وصلاة الفجر والجمعة عبر أسير موجات البرنامج العام وإذاعة القرآن الكريم وتحقق له ذلك ثم تم إدخال برامج تخدم القرآن وبرامج تفسير وبرامج تخدم الأحاديث النبوية المطهرة حتى وصل الإرسال إلى 24 ساعة تنوعت خلالها العديد من البرامج المختلفة. حدثنا عن رؤساء الإذاعة السابقين؟ ومن هو أول رئيس ل "القرأن الكريم"؟ كان أول رئيس لها منذ نشأتها هو الشاعر الكبير محمود حسن إسماعيل، الذي تخرج في كلية دار العلوم، وعمل محرراً ومساعداً للدكتور طه حسين بالمجمع اللغوي المصري، ثم مستشاراً ثقافياً بالإذاعة، ثم تقلد منصب مدير عام البرامج الثقافية والدينية ورئيس لجنة النصوص بالإذاعة، ثم أنشأ محطة القرآن الكريم وجمع تسجيلات الشيخ محمد رفعت وحفظها. ثم تعاقب علي المحطة رؤساء آخرين هم: كامل البوهي وعادل القاضي ومحمد الشناوي وعطية السيد وعبدالصمد دسوقي وهاجر سعدالدين وإبراهيم مجاهد، وأنا. ما هو ترتيب "القرأن الكريم" بين الإذاعات؟ وكم تبلغ نسبة عدد مستمعيها؟ هي الأولى بلا منافس على الإطلاق في ترتيب الإذاعة المصرية، يليها إذاعة الشباب والرياضة، ويوجد استبيان واستطلاع رأي من قبل الأممالمتحدة منذ ما يقرب من 10 سنوات يوضح أن إذاعة القرآن الكريم من أكثر الإذاعات العربية تأثيرا في الجمهور العربي. كما أن هناك استبيان آخر أجرته الإدارة المركزية لبحوث المشاهدين والمستمعين على الجمهور، يؤكد أن مستمعي إذاعة القرآن الكريم في شهر رمضان الماضي بلغ 97.5 في المائة على مستوى الجمهور المصري فقط. ما هي حدود السياسة في برامجكم؟ وأين انتم من التيارات المختلفة الموجودة حاليا علي الساحة المصرية والعربية؟ الشبكة لها منهج وهدف نتحدث من خلالهما عن الدين والقيم والأخلاقيات والمعاملات لتوعية جمهور المستمعين فقط وخدمة علوم القرآن الكريم وأهله، ولادخل لنا بالسياسة سواء من قريب أو من بعيد. ونؤكد أننا علي مسافة واحدة من كل التيارات، فإذاعة القرآن الكريم كالإمام الذي يصلي خلفه كل مسلم، فلسنا مع أحد أوضد أحد، فكلهم شركاء في الوطن. كيف تنظرون إلي المنافسة بين الشبكة والقنوات الفضائية الدينية الخاصة؟ لاشك أن هناك تأثير علينا بعد ظهور القنوات الفضائية الدينية، حيث أوجدت نوعا من التنافس الكبير الذي لا يرحم، خاصة أن تلك القنوات تمتلك الصورة وإبهار الألوان وهذا يحملنا عبئا كبيرا. ولكن أؤكد لك أن هذا التنافس في مصلحتنا، لأنه علي الرغم من إبهار الصورة في تلك القنوات، فإنه سيظل لإذاعة القرآن الكريم مذاقها الخاص و لها مستمعوها، حيث لايحتاج الاستماع إليها إلي تفرغ تام كما هو الحال في التليفزيون والفضائيات، والحمد لله أظهرت استطلاعات الرأي أن إذاعة القرآن الكريم من أكثر الإذاعات استماعا، حيث وصلت النسبة الي مايقرب من نحو98% من جملة مستمعي الاذاعات المختلفة سواء كانت مرئية أو مسموعة ولكن أود أن أؤكد هنا علي أن ما يذاع على الإذاعات الأخرى والفضائيات هي قراءات على الهواء ومسجلة من الحرم الشريف مباشرة، وبالتأكيد بها أخطاء ويجب أن تنقح وتراجع من قبل لجنة اختبارات القراء. هل من الممكن تواجد قراء عرب في الشبكة؟ لو أي قارئ عربي عنده استعداد للدخول للجنة المصرية ليراجع من قبلها ويصحح فلا مانع عندنا ونحن هنا نرحب بذلك، كما أؤكد مرة أخرى أنه لا مانع من دخول قراء عرب لإذاعتنا لكن بشرط الدخول تحت إشراف اللجنة كما ذكرت من قبل، وفي أكثر من حوار سابق. لماذا تتجنب الإذاعة القارئ محمد جبريل من برامجها؟ لأن محمد جبريل ليس معتمدًا لدى إذاعة القرأن الكريم، وأنه كان يظهر من خلال شبكاتها في أوقات سابقة بدعم شخصي من بعض الإذاعيين السابقين. سمحت الشبكة بوجود الإعلانات؟لم سمح لها ثم تم وقفها؟وهل هناك اتجاه لإعادتها مرة أخري خلال الفترة المقبلة؟ في الحقيقة مررنا بهذه التجربة لكنها لم تلق قبولا من المستمعين، ومن ثم أعيد النظر في ذلك وتم وقفها ولا نريد عودتها مرة ثانية. أين دور الإذاعة في القضاء علي الظواهر السلبية التي ظهرت في الشارع المصري؟ لن تصدقني إذا ما قلت لك أن إذاعة القرأن الكريم هي أشبه برجل الإطفاء في المرحلة الراهنة، حيث ندعو إلي أدب الحوار وإعلاء قيم التجرد ومصلحة الوطن ونبذ الفرقة والاعتصام والوحدة والتفرقة والتحزب. في عيد الشبكة ال 51 أجريتم حوار مع الرئيس السيسي.. ماذا طلب منكم الرئيس؟ طلب الرئيس السيسي من الإذاعة تبني حوار وسطي كعادتها، والتركيز على تثقيف فئة الشباب لتحصينهم ضد الأفكار المتطرفة، مؤكدًا أن الدين الإسلامي دين السماحة وليس العنف والقتل وأننا يجب أن نخاطب العالم بالحكمة والموعظة الحسنة مثلما أمرنا رسول الإنسانية عليه الصلاة والسلام.