تعانى محافظة الشرقية من عدة مشكلات، خدمة صحية متدنية وصرف صحى وتلوث فى ظل تجاهل المسئولين. البداية كانت من قرية «القبة» التابعة لمركز منيا القمح بالشرقية، والتى تعانى من أزمة الصرف الصحى، حيث بدأ الأهالى حديثهم قائلين: «ما حدش بيسأل فينا، الخدمات متدنية، كوارث منتظرة»، مؤكدين أن المشكلة الأكبر تكمن فى ارتفاع منسوب الصرف الصحى عن المعتاد حتى تدهورت الشوارع ودخلت مياه الصرف المنازل. واستغاث أهالى قرية القبة بمنيا القمح بالمسئولين فى شركة مياه الشرب والصرف الصحى وأعضاء مجلس الشعب من ارتفاع منسوب الصرف ولكن لا حياة لمن تنادى وباءت محاولاتهم بالفشل. وفى هذا السياق قال عرفات البسيونى، أحد سكان القرية: إن القرية تُعانى من مشكلة الصرف الصحى منذ فترة طويلة حتى تدهورت الشوارع الرئيسية وامتلأت بالمياه، مشيرًا إلى أن بالوعات الصرف بدون غطاء ما ينذر بكارثة محققة إذا لم يتم التدخل وحل المشكلة. وأكد محمد فوزى، من أهالى القرية، أن «هذا هو الحال منذ فترة طويلة ولا عزاء للمسئولين، فلا دور لمجلس النواب على الرغم من استغاثتنا بهم أكثر من مرة وكذا الحال مع مسئولى شركة مياه الشرب والصرف والصحى». وتابع: «المجارى طفحت فى الشارع ودخلت على بيوتنا والرائحة كريهة جدًا بالإضافة للأمراض الصدرية التى أصابت أطفالنا والأوبئة والحشرات التى انتشرت، والبالوعات مفتوحة وفى طفل وقع فيها وكان هيموت لولا ستر ربنا وتدخل الأهالى، نطالب بالنظر إلى شكوى القرية بالكامل». طالب الأهالى بضرورة سرعة تدخل محافظ الشرقية اللواء خالد سعيد، والنظر إلى شكوى أهل القرية قبل وقوع كارثة كبرى. من منيا القمح للصالحية، تلك المدينة التى تعانى من سوء الخدمات وتجاهل المسئولين، فعلى درجات سلم وحدة صحة الأسرة بالصالحية القديمة حيث كانت خضرة عبيد، السيدة التى تبلغ من العمر 50عامًا تجلس بملابسها السوداء المهلهلة وكأنها مقبلة على مأتم وجهها يبدو عليه الحزن والقلق يجلس أمامها نجلها المصاب بملابسه الرثة الملطخة بالدماء بعدما سقط من شرفه منزلهم تنتظر قدوم الطبيب المختص لإسعاف نجلها الذى سالت دماؤه بعدما علمت من بعض الممرضات بعدم وجوده بالوحدة الصحية قبل الثانية عشر من كل يوم. هذا مشهد من مشاهد الإهمال والفساد قد تراه كلما وطأت قدماك تلك الوحدة لكنه يكشف عوارًا كبيرًا داخل القطاع الصحى بمحافظة الشرقية حيث الفوضى واللامبالاة على حد قول المواطنين. مستشفى الصالحية القديمة مبنى مكون من طابقين على مساحة ثلاثة أفدنة أنشئ منذ قرابة ال50 عامًا لخدمة جنود الحرب حيث تعتبر فى بدايتها مستشفى عسكرى كان يتم نقل الضباط وجنود القوات المسلحة المصابين إليه وترجع قصة تحول المستشفى إلى وحدة صحية إلى عام 2005 بعدما عفى عليها الزمن وقلت إمكانيتها الطبية ليقل الاهتمام بها ويضطر المسئولون لهدم بعض المبانى المتهالكة بداخلها خوفًا من سقوطها المفاجئ كان على رأسها استراحة الأطباء حتى تم خفض مستوى المستشفى من مستشفى تكاملى إلى وحدة طب أسرة ليتم نقل العديد من الأجهزة والمستلزمات الطبية إلى مكان آخر لتخدم أهالى المنطقة بعدما تم الاتفاق بين محافظ الشرقية ووكيل الصحة على إقامتها بصورة مؤقتة لحين بناء وحدة صحية جديدة تخدم قرابة ال40 ألف مواطن ليظل الوضع كما هو حتى الآن. قال صلاح عطية، أحد سكان مدينة الصالحية: إن وحدة صحة الأسرة بالصالحية هى الوحيدة المتواجدة بالمنطقة والتى تخدم أهالى الصالحية القديمة والقرى المجاورة لها حيث تقدم بعض الخدمات بطريقة عشوائية وغير آمنة من خلال الممرضات العاملات بها ما تسبب فى ارتفاع حصيلة المرضى داخل المدينة نتيجة أخطائهم الطبية المتتالية. وأضاف على نويرة، أحد المجاورين للمستشفى، أن المستشفى تحول إلى خرابة ومقبرة دون خدمة صحية حقيقية وكل ما يحتويه غرفتين لتطعيم الأطفال ومتابعة الحمل فقط فضلًا عن أن المبنى غير صالح للاستخدام الآدمى لافتًا إلى أنهم يعتمدون على العيادات الخاصة فى بعض الأحيان على الرغم من نفقاتها الباهظة وأن بعض الأطباء بالعيادات الخاصة يستغلون تدهور حالة الوحدة الصحية ويرفعون أسعار الكشف لحاجة المرضى إليهم. وبناء عليه ناشد الأهالى وزير الصحة بالنظر فى شكواهم وتجهيز الوحدة الصحية بالأجهزة والمستلزمات الطبية أو بناء وحدة صحية جديدة.