وانظروا كبر سني والعصا والغرارة.. هكذا عشت في فاس وكذاك آنا هوني.. اش علي انا من الناس واش على الناس مني "أبو الحسن الششتري" أبو الحسن الششتري، ولد عام 1212 وتوفي في 1269، متصوف أندلسي عرف عنه اسماء عديدة مثل "أمير المتجردين"، أو "لابس الخرقة"، من أهل "ششتر" وهي قرية فى الأندلس.
كان الششتري وزيراً ووالده أميراً، ولكنه نزع كل هذا وقرر أن يرتدي رداء الصوفية، وأصبح أول شاعرا زجل متصوف، ترك الششتري الملابس الناعمة وارتدى الملابس المهترأه، لذلك وصف بلابس "الخرقة"، وتجول في الشوارع متجرداً من حب الدنيا الفانية.
كان رحالة يصطحب معه في الطريق آلة موسيقية تسمى "بندير"، وكان يغني في الأسواق والشوارع، داعيا للحب الإلهي والعودة إليه بالقلب والعقل.
والقى الششتري قصيدته "شويخ من أرض مكناس" التي يبلغ عمرها أكثر من 735 عاما، وهو يرتدي ثوباً باليا ليتطهر من الكبر والجاه ، متجولاً في الأسواق متكئاُ على عكاز:
شويخ من أرض مكناس وسط الأسواق يغني أش عليا من الناس وأش على الناس مني أش عليا يا صاحب من جميع الخلايق إفعل الخير تنجو واتبع أهل الحقائق لا تقل يا بني كلمه إلا أن كنت صادق خذ كلامي في قرطاس واكتبوا حرز عني أش عليا من الناس وأش على الناس مني
ثم قول مبين ولا يحتاج عبارة أش على حد من حد إفهموا ذي الإشاره وانظروا كبر سني والعصا والغراره هكذا عشت في فاس وكذاك هون هوني اش عليا من الناس وأش على الناس مني
بعد الأندلس رحل الششتري إلى المغرب وتجول في أقاليمها، حتى انتهت رحلته وقرر أن يستقر في دمياط من بلاد المشرق ودفن بها. غني المشارقة باشعاره في مجالسهم، حتى إن رائعته الشهيرة شويخ من أرض مكناس اشتهرت في أقطار المشرق وانتشرت بين المشارقة. اعتمد الششتري على القلب في تحليل عناصر الوجود والتأمل في الحياة والموت، فاختلف عن الشعر الصوفي بالقافية والنثر، فكانت أشعاره مميزة وموزونه.
يا إلهي رجوتك جد عليا يتوبه .. بالنبي قد سألتك والكرام الأحبه .. الرجيم قد شغلني وأنا معوا في نشبه ..قد ملا قلبي وسواس مماه يبغاه مني .. أش عليا من الناس وأش على الناس مني