"مسجد ابن طولون" يعتبر أحد المساجد المعلقة، حيث تم انشاؤه فوق ربوة صخرية عرفت "بجبل يشكر"، بحي السيدة زينب بمحافظة القاهرة، كما يعد من أكبر وأقدم المساجد الموجودة فى مصر، ومن ثالث المساجد الجامعة بعد جامع عمرو بن العاص، وجامع العسكر المتواجد فى مدينة عسكر. امر أحمد بن طولون ببناؤه عام 263ه/ 877م، وكلف مهندساً كان قد عاقبه قبل بناء المسجد بالجلد والسجن بعد الحادث الذي تعرض له ابن طولون، وعندما طلب منه أن يبني عيناً للماء، بعد إتمامه للبناء زار ابن طولون العين ثم غاصت قدم حصانه وظن أنه تعرض لمحاولة قتل.
وعندما أراد بن طولون انشاء المسجد بثلاثمائه عموداً رخامياً، وصل الخبر للمهندس فى محبسه وأقترح أن يشيد له المسجد، ووافق ابن طولون وأطلق سراحه، ليبدأ فى رسم التصميمات التي اعجب بها كثيراً، ومنحه مائة ألف دينار تكلفة البناء ووفر له جميع الادوات والرجال اللازمين للبناء، وبعد بناء المسجد كافأة ابن طولون ب 10 ألاف دينار ومنحه منزل . أختلفت الأقوال والقصص حول المهندس، البعض رجح أنه يدعي سعيد بن كاتب الفرغاني وهو نصرانياً، وأخرين قالوا انه عراقي بسبب تأثره بتصميم مسجد سامراء بالعراق، ورجح أخرين أن المهندس كان يدعي أحد بن محمد الحاسب، الذي جاء من العراق لبناء مقياس النيل الجديد بالروضة.
بعض القصص المتعلقة بالمسجد: فى شهر رمضان أثناء بناء المسجد مر بن طولون ليطمأن على سير عملية البناء، شاهد العمال قبل الغروب بوقت قصير وهم مشغولين بالبناء وتعجب متي يستعدون للأفطار وقد أوشك المغرب على الأذان ومازالوا مشغولين، فأمر بصرفهم وقت العصر الامر الذي أطال فترة بناء المسجد عام كامل.
وهناك قصة أخري، عندما رأي بن طولون فى منامه بعد أتمام المسجد وكأنه رأي الله التعالي تجلي للقصور التي حوله دون المسجد، وعندما سأل المفسرين قالوا: يخرب ما حوله ويبقى قائماً وحده، فقال : من أين لكم هذا، قالوا : من قوله تعالى : فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا، وقوله صلى الله عليه وسلم : إذا تجلى الله لشئ خضع له.
وعندما انتهي أحمد بن طولون من بناء المسجد وفتحه للصلاة، لم يحضر أحد من المصلين لاعتقادهم أنه بني بمال لا يعرفون أصله، وكان الناس في ذلك الوقت محترزين على دينهم، فخطب بهم بن طولون يوم الجمعة، وأقسم بالله العظيم الذي لا إله إلا أنه هو ما بنى هذا الجامع "ويده تشير إليه" بشيء من ماله، وأنه بناه بكنز ظفر به في الجبل الثالث، وأن العشارى الذي نصبه على مئذنته وجده في الكنز، وأكمل الخطبة، فلما سمع الناس ذلك اجتمع خلق كثير وصلوا فيه الجمعة، حتى ضاق بالمصلين فقالوا لابن طولون نريد أن تزيد لنا فيه زيادة، فزاد فيه ما يعرف حالياً بالزيادات.
العملات الورقية: ونظراُ لما يمثلة مسجد بن طولون لمصر من قيمة كبيرة ورمز من الرموز الأثرية القديمة فى مصر، فأستخدم كوجهة لتزين العملة المصرية فئة الخمسة جنية، وأصبح صورة المسجد على أحد جوانبها.