«البدوى» يسعى لتمرير تعديلاته لتفريغ الحزب من الممولين.. وبهاء لا يصلح لرئاسة الوفد رئيس الوفد استعان بفلول الوطنى «درجة عاشرة» وتقلدوا مناصب لم يحلموا بها كشفت إجلال المليجى، عضو الجمعية العمومية بالوفد، والمرشحة السابقة لرئاسة الحزب، أن هناك توغلًا لعناصر جماعة الإخوان داخل بيت الأمة، والذين تمكنوا من اعتلاء مناصب كبيرة داخل الحزب، جعلت لهم الحق فى اختيار رئيسه المقبل. وأكدت «المليجى» فى حوارها ل«الصباح»، أن هناك جمعيات ممولة من الخارج، يديرها أعضاء فى الهيئة البرلمانية للحزب.. وإلى الحوار: * فى البداية.. ما تقييمك للأوضاع التى وصل إليها حزب الوفد؟ - أنا حزينة على الوفد، فالأوضاع داخل الحزب أصبحت كارثية، منذ حقبة محمود أباظة رئيس الوفد السابق، الذى فتح الباب أمام الوفديين لتلقى التمويلات الخارجية بجانب أجندات تخدم مصالح خارج الوفد، وما زالت مستمرة حتى الآن وستظل إلى أن يتم تعديل اللائحة الداخلية للحزب، والتى طالب د. السيد البدوى جموع الوفديين بإقرارها خلال الجمعية العمومية يوم 30 مارس المقبل، ولا أعفى «البدوى» من أى مسئولية، بالعكس فهو المسئول الأول عما يدور داخل الحزب وما وصل إليه الآن. * ما السر وراء إلحاح «البدوى» على تعديل لائحة الحزب قبل رحيله؟ - أولًا التعديلات التى اقترحها رئيس الوفد فى غاية الأهمية، وتهدف للحفاظ على الحزب من أصحاب المصالح الشخصية كما نرى الآن، والغرض الأساسى من تعديل اللائحة هو منع الممولين من الجمعيات من التوغل فى الحزب، مثل محمود أباظة الذى ثبت تورطه فى تلقى تمويل من السفارة الأمريكية، والمحسوبين على تياره حتى الآن داخل الوفد، وكذلك النائب محمد فؤاد عضو الهيئة البرلمانية للحزب، الذى تتلقى جمعيته تمويلًا من دولة ألمانيا، وعليه علامات استفهام كثيرة. * وما أسباب الصراع المشتعل على تعديل اللائحة؟ - اللائحة الجديدة ستمنع أى رئيس قادم للوفد من أن يكون متفردًا بقرارات الحزب، أو يساوم أو يقايض على أى مصلحة شخصية، وليس رئيس الحزب فقط بل طالت التعديلات انتخاب سكرتير عام الحزب، ومساعدى رئيس الحزب، وسيكلف كل مساعدى الرئيس بملفات معينة وجميعهم بالانتخاب، وهذا يعنى أنه لا يوجد من سينفرد بالسلطة أو بقرارات تخدم مصلحة شخصية، وكل من يعارضون تعديل اللائحة الداخلية للوفد هم أصحاب مصلحة شخصية، وبمجرد إعلان رئيس الحزب عزمه على تعديل اللائحة ظهرت مفاجآت من أشخاص لم نكن نتوقع اعتراضهم، على رأسهم المستشار بهاء أبوشقة، ولذلك لجأ الدكتور السيد البدوى لجمع توقيعات لإدراج تعديل اللائحة فى انتخابات الحزب القادمة وعرضها على الجمعية العمومية. * ماذا عن موقف اللجان العامة فى المحافظات حول هذا التعديل؟ - كل اللجان العامة غير مرحبة بتعديل اللائحة، لأن هناك بندًا يمنع رئيس أى لجنة من عضوية الهيئة العليا للحزب، وهذا صحيح لمنع تضارب المصالح، خاصة أنه بعد عهد نعمان جمعة رئيس الوفد الأسبق، هجر أغلب القيادات الوفدية للحزب والمراكز المالية والاجتماعية والشخصية والتاريخ العريق للوفد، وظهر من يريدون تعطيل اللائحة وهم طارق التهامى وكاظم فاضل وعباس حزين ومحمود على الذى ثبت تمويله من جهات خارجية للحزب، فتعديل اللائحة سيمنعهم جميعًا من إبرام أى صفقة مشبوهة للوفد. * هناك اتهامات توجه لرئيس الحزب الحالى بتفريغ الوفد من قياداته.. فما تعليقك؟ - أنا عضو جمعية عمومية، وكنت مرشحة سابقة على مقعد رئيس الوفد، لذلك لابد أن أكشف بعض الحقائق، وأولها أن 90 فى المائة من قرارات الفصل تمت فى عهد فؤاد بدراوى السكرتير العام السابق، الذى تقدم باستقالته بعد خسارة انتخابات رئاسة الحزب أمام الدكتور البدوى فى ولايته الثانية، رغم أن «البدوى» طالبه بالاستمرار فى منصبه كسكرتير عام للحزب، إلا أنه رفض وتقدم باستقالته، وهذا مثبت فى المحاضر الداخلية للوفد، وكانت هناك محاولات مستميتة من أعضاء الجمعية العمومية والهيئة العليا لعدول «بدراوى» عن استقالته، ولكنه رفض واتحد مع أصحاب المصالح والممولين خارجيًا للفوز بمقعد رئاسة الوفد. * إذن لماذا يبقى «البدوى» على الممولين داخل الوفد حاليًا؟ - عندما تمت الإطاحة بمحمود على، المتحدث باسم الوفد سابقًا، وكان أحد أعضاء الهيئة العليا على مدار 4 سنوات، طلب الدكتور البدوى من «على» الابتعاد عن الجمعية المشبوهة الخاصة به، ورغم أن تاريخ «على» السياسى معروف لكل الوفديين، إلا أن تمسكه بالجمعية والتمويل ومحاربة الوفد جعل الأمر ينتهى بفصله، رغم أن «البدوى» طالبه بتقديم استقالته، إلا أن التحقيقات انتهت بفصله بناء على مستندات بالتمويل الأمريكى له، وحدثت أزمة من المذكور أسمائهم سابقًا نظرًا لارتباطهم حتى الآن بالجمعيات المشبوهة التى تهدف لتشويه الوفد. * وما تقييمك للولاية الثانية لرئيس الوفد؟ - الدكتور السيد البدوى يؤخذ عليه أشياء كثيرة، فبعد تفريغ الحزب من القيادات والقامات الوفدية، لجأ البدوى إلى أصحاب المنفعة الخاصة، وضم أشخاص ليس لهم سيرة ذاتية فى العمل السياسى أو الحزبى، وكانت المفاجأة استعانته بأعضاء الحزب الوطنى من الصف العاشر، وإعطاهم مراكز قيادية فى الحزب لم يكونوا يومًا يحلمون بها، وكأنه جمعهم من على المقاهى وجعل منهم أسيادًا على الوفديين، وليس أعضاء الوطنى فقط بل استعان بأشخاص ثبت تورطهم بالتعاون مع جماعة الإخوان. * من تقصدين ؟ - أقصد النائب محمد فؤاد، عضو الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، فهو إخوانى حتى النخاع والجميع يعلم ذلك، وكان المتحدث الرسمى باسم حزب مصر القوية، الذى يترأسه الإخوانى عبدالمنعم أبوالفتوح، وكان فى حملته الانتخابية، وهى كارثة بكل المقاييس، وإذا نظرنا لمنصب «فؤاد» الآن سنجد أنه نائب عن حزب الوفد ومتحدث رسمى للحزب، رغم عدم اعترافه فى أى محفل بأنه وفدى، وهناك شبهات كثيرة عليه بتلقى تمويلات خارجية لجمعيته الخاصة بالجيزة، وليس «فؤاد» فقط بل هناك رؤساء لجان ليس لهم علاقة بالوفد من قريب أو بعيد، فضلًا عما حدث من الدكتور السيد البدوى بتسكين أشخاص غير وفديين أو ليس لهم علاقة بالعمل السياسى والحزبى، وهو نفس الأمر الذى حدث من محمود أباظة الرئيس السابق للوفد، بعد خروج نعمان جمعة من الحزب، حيث مكن أصحاب التمويلات الخارجية من الحزب، فالتركيبة الاجتماعية داخل الوفد تغيرت تمامًا، ففى حقبة «جمعة» كانت التركيبة الاجتماعية للحزب وطنية وفدية محترمة، أما الآن فالمصالح الشخصية فوق كل اعتبار. * كيف ترى انتخابات رئاسة الحزب المنتظرة؟ - أنا خائفة على الوفد من الانتخابات القادمة، لأن كل المتقدمين لا يصلحون لرئاسة الوفد، بسبب غيابهم التام عن العمل السياسى والحزبى، وتخوفى أكثر من المنتفعين من خارج الوفد الذين يمتلكون أصواتًا فى الجمعية العمومية، وهم رؤساء لجان وسيعرضون الوفد للخطر الشديد إذا لم يوافقوا على تعديل اللائحة وقت اختيار رئيس الوفد الجديد، وهناك أعضاء جمعية عمومية ورؤساء لجان عامة وفرعية يقومون بمساومة المرشحين على رئاسة الوفد حاليًا بالأموال، رافعين شعار «من يدفع أكثر سنعطيه أصواتنا». * لماذا انسحبتى من السباق؟ - لن أخوض انتخابات رئاسة الوفد إلا بعد تغيير اللائحة الداخلية للحزب، لتمكين الوفديين من حزبهم، حتى اطمئن أن أصحاب الأموال والمصالح والتمويلات والعناصر الإخوانية خارج الحزب، فضلًا عن إنه لا يوجد مرشح مؤهل لقيادة الوفد الآن. * وماذا عن المستشار بهاء أبوشقة ؟ - هو كادر قانونى رفيع المستوى، ولكن لم يأت الحزب أو يعرض برنامجه الانتخابى، ولا نعرف شيئًا عن خطته حتى الآن، فلا أعرف لماذا ترشح، وللأسف الشديد مستوى الحوار الذى يتعامل به أبوشقة داخل الوفد تدنى إلى أقل مستوياته، وآخرها التراشق بالألفاظ بعدما وقف وسط الحزب وهدد البدوى، قائلًا: «سوف أحرق الوفد لو لم يتم انتخابى»، وهذه واقعة أشهد عليها أنا وأعضاء كثيرون داخل الوفد، حيث نزلت كلماته كالصاعقة على الوفديين. * وما رأيك فى هانى سرى الدين؟ - للأسف هانى سرى الدين ليس وفديًا، بل هو حديث الانضمام للوفد ولا يعلم أى شىء عن أحوال الحزب، وكانت محاباه له من رئيس الحزب الحالى بانضمامه وتقلده مناصب داخل أروقه بيت الأمة. * وما تعليقك على إعلان ياسر حسان ترشحه لرئاسة الوفد؟ - هو فاشل فى جميع الانتخابات، فقد خاض انتخابات الهيئة العليا وسقط، وخاض انتخابات مجلس النواب فسقط، ولم يكن عضوًا فى أى مركز سياسى يؤهله لقيادة الوفد. * وماذا عن المهندس حسام الخولى ؟ - حسام الخولى تاريخه الحزبى معروف للوفديين، فهو وفدى أصيل وملم بالعمل الحزبى، والآن هو غير مؤهل لقيادة الدفة.