قوافل دعوية فى نيجيرياوالصومال خلال أسابيع لمحاربة المتطرفين مرصد الأزهر يرصد تحركات الدواعش بالقارة.. ومصر هدف أساسى للتنظيم اشتعلت الحرب بين مؤسسة الأزهر والجماعات والتنظيمات التكفيرية، بعدما تصدت المشيخة للتطرف، وإعلانها الدفاع عن وسطية الإسلام ليس فى مصر فقط، لكن فى دول العالم أجمع، إذ كانت البداية داخل القارة الإفريقية، حيث نجح مرصد الأزهر لمكافحة التطرف فى تتبع تحركات أكثر التنظيمات وحشية وهو تنظيم داعش الإرهابى، الذى فرت معظم عناصره إلى دول القارة، بعدما تعرض لضربات قوية فى ليبيا والعراق وسوريا، فى محاولة منه لجمع شتات عناصره مرة أخرى، بعدما تنبه الأزهر للأمر، وقرر توجيه قوته نحو القارة السمراء لمواجهة التطرف ونشر قيم الإسلام الصحيحة بعيدًا عن الغلو والقتل والتكفير الذى ينشره «داعش».
داعش فى إفريقيا أولى الوجهات التى اختارها تنظيم داعش الإرهابى عقب تعرضه لضربات من التحالف الدولى فى سوريا والعراق وليبيا، هى إفريقيا التى استطاع أن يخلق فيها كيانات تابعة له لتكون ملاذًا له عند حدوث أى طارئ، ولتكون مركز قيادة جديد له، يمكنه شن الهجمات من خلاله، ففى دول القارة، بايعت داعش العديد من الفرق الإرهابية، على رأسها جماعة «بوكو حرام» والتى تتمركز فى نيجيريا، وكانت فيما قبل تطلق على نفسها جماعة «أهل السُنة» للدعوة والجهاد، وغيرت اسمها عقب مبايعتها لداعش، حيث أطلقت على نفسها ولاية غرب إفريقيا «بوكو حرام»، ويعود تسميتها بهذا الاسم لرفضها للتعليم واعتباره بدعة غربية وفقًا لما أكد الباحث فى شأن الجماعات الجهادية والقيادى المنشق عن الجماعة الإسلامية ياسر فراويلة فى تصريحاته ل»الصباح». وأكد «فراويلة» أن بوكو حرام تعد أكثر أذرع داعش خطورة كونها تعتمد على تنفيذ عملياتها الإرهابية بصورة وحشية تتوافق مع الفكر الداعشى، هذا بخلاف نفوذها فى نيجيريا وسيطرتها على جزء كبير فيها، بخلاف تواجدها فى الجابون وساحل العاج. وفى الصومال يتواجد داعش عبر حركة الشباب الصومالية أو مجاهدى الصومال والتى كانت تتبع القاعدة قبل أن تنشق عنها وتبايع التنظيم عام 2015، وتتواجد فى الصومالوالكاميرون وتقوم بارتكاب العمليات المسلحة ضد عناصر الشرطة وتقاتل الحكومة الصومالية، وبالسودان يتمركز عناصر تنظيم داعش الإرهابى فى حظيرة الدندر شرقى النيل الأزرق، وبعض القطاعات فى الخرطوم، فيما هدفها الأول شن هجمات على مصر من خلال السودان.
الأزهر يعلن الحرب على داعش لم تقف مؤسسة الأزهر مكتوفة الأيدى أمام محاولة «داعش» لفرض سيطرته داخل القارة، حيث تتبعها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، والذى كشف أن التنظيم ينحصر تدريجيًا فى الأراضى التى يسيطر عليها فى سوريا والعراق، فيما يعمل على اتخاذ دول إفريقية كقاعدة ومركز لشن هجماته على باقى بلدان العالم، بالإضافة لانتهاج هذه التنظيمات أساليب جديدة لاستقطاب النساء وضمهن إلى صفوفهم. وكشف المرصد أيضًا فى تقرير له، أن عناصر الجماعات الإرهابية المتطرفة منتشرة فى العديد من دول إفريقيا، فجماعة «بوكوحرام» موجودة فى نيجيريا وكذلك حركة الشباب الصومالية والتى تنتشر بدولة الكاميرونوالصومال. وفى تصريحات خاصة ل«الصباح» قال د. محمد عبد الفضيل القوصى، مدير مرصد الأزهر لمكافحة الإرهاب، إن تنظيم داعش وغيره من الجماعات المتطرفة تهدف إلى السيطرة على عدد من الدول الإفريقية، مستغلين الفقر والمرض الذى تعانى منها شعوب القارة، لذلك قرر مرصد الأزهر زيادة فريق العمل بوحدة رصد للغات الإفريقية ليصل العدد إلى 30 فردًا، لمتابعة مجريات الأمور لحظة بلحظة. وأضاف: «نجحت وحدة رصد اللغات الإفريقية فى كشف تحركات جماعة «بوكوحرام» واستهدافها عدد من الأبرياء منهم من كانوا ذاهبين للصلاة فى أحد المساجد الواقعة شرق نيجيريا بوضع عبوات ناسفة، كما تابعت الوحدة الهجمات الوحشية التى قامت بها جماعات العنف والإرهاب من داعش وبوكو حرام فى نيجيرياوالكاميرون مطلع عام 2017». واستطرد: «كما قامت «بوكو حرام» مطلع العام الجارى، بقتل 25 شخصًا كانوا يعملون حطابين بسبب قيامهم باقتلاع الأشجار بغابة سامبيسا بنيجيريا، المعقل الرئيسى لمسلحى هذه الجماعة الإرهابية، حيث اعتبروا اقتلاع الحطابين لإشجار هذه الغابة خطرًا عليهم وعلى أماكن اختبائهم كما قامت بقطع رؤوس ثلاثة من التجار فى قرية كاياملا النيجيرية، علاوة على شن هجمات مسلحة قتلوا خلالها 28 شخصًا، وهى أفعال يتبرأ منها الدين والإنسانية». وأكد القوصى، أن جهود الأزهر لا تقتصر على محاربة الفكر المتطرف عبر نشر القوافل الدعوية داخل مصر فقط، بل تمتد إلى إرسال قوافل دعوية ومبعوثين إلى دول العالم المختلفة سواء الأوروبية أو الإفريقية، خاصة فى ظل انتشار أفكار الجماعات التكفيرية المتشددة لنشر مفاهيم الإسلام. وأوضح أن الأسابيع المقبلة ستشهد إرسال مرصد الأزهر، لعدة قوافل دعوية يترأسها عدد من العلماء والوعاظ بالأزهر الشريف، بالإضافة لعدد كبير من أساتذة الجامعة إلى دولتى نيجيرياوالصومال لمحاربة الأفكار المتطرفة، التى تتبناها جماعة داعش وبوكو حرام، لافتًا إلى أن المرصد لديه 73 موفدًا فى عدد من الدول الإفريقية منها تنزانياونيجيريا، وجميعها تسعى لتحقيق الهدف نفسه ومحاربة التطرف فى الأماكن التى تحاول التنظيمات الإرهابية السيطرة عليها.