المتطرفون يستهدفون قيادات أمنية لإحداث ضجة رداً على الخسائر الفادحة يبدو أن وتيرة واستراتيجية العمليات الإرهابية فى سيناء بدأت تأخذ منحنى آخر متطورًا عن ذى قبل، خاصة مع تغير طبيعة الضربات الإرهابية من استهداف الأكمنة الأمنية الثابتة والمتحركة فى سيناء، إلى جمع معلومات وتتبع لكبار الضباط والقيادات الأمنية هناك فى محاولة لإحداث انتصارات خسيسة على أرض الفيروز، فى الوقت الذى تتهاوى فيه تلك الجماعات تحت أقدام القوات المسلحة والشرطة هناك. ففى الأسبوع الماضى، استشهد العقيد أركان حرب أحمد الكفراوى، الحاكم العسكرى لمنطقة بئر العبد ورمانة «شمال سيناء»، ومقدم آخر، فى سيارة «هامر» بمنطقة السبيكة غرب العريش، وفجّر الإرهابيون السيارة التابعة للقوات المسلحة عبر استهدافها بعبوة ناسفة عن بُعد، ثم أطلقوا النيران عليها، مما أسفر عن إصابة 5 جنود، وذلك خلال مداهمة البؤر الارهابية. فى المقابل تمكنت القوات المسلحة فى مكافحة العناصر الإرهابية بشمال سيناء، بتصفية 3 تكفيريين وبحوذتهم كمية من الأسلحة والذخائر وعدد من العبوات الناسفة، كما تم تدمير 4 سيارات دفع رباعى تابعين للعناصر التكفيرية ومقتل من بداخلهم. وفى الأسبوع قبل الماضى، كشف المتحدث العسكرى باسم القوات المصرية تامر الرفاعى، عن استهداف إرهابيين لمطار العريش بقذيفة خلال تواجد وزيرى الدفاع صدقى صبحى والداخلية مجدى عبدالغفار هناك، وأضاف المتحدث أن الهجوم أسفر عن مقتل ضابط وإصابة اثنين آخرين بجروح، فيما أتلفت القذيفة إحدى طائرات الهليكوبتر جزئيًا، وكشف التنظيم الإرهابى أنه استهدف الطائرة بصاروخ كورنيت. الحادثتان رغم مرورهما سريعًا واستهدافهما لبعض القادة أو العناصر الأمنية بالتزامن مع تحركات أمنية وعسكرية، ينم عن تطور ملحوظ فى العمليات الإرهابية خاصة فى مثلث العريش وبئر العبد والطريق الدولى، حسبما قال الشيخ حسن خلف شيخ مشايخ قبيلة السواركة فى سيناء وقاضى قضاة الأحكام العرفية هناك ل«الصباح»، والذى أضاف أن العناصر الإرهابية فى الفترة الأخيرة بدأت تهتم فقط بإحداث ضجة إعلامية خسيسة باستهداف الكبار هناك لإثارة الرأى العام داخل وخارج مصر، مشيرًا إلى أن الجماعات بدأت تتهاوى فى سيناء، مشيرًا إلى أن هناك بعض الأمور غير المفهومة فى توافر معلومات لتلك الجماعات عن التحركات الأمنية للقادة وكبار الضباط هناك. وأضاف شيخ مشايخ السواركة ل«الصباح»، أنه يبدو أن خسائر التنظيمات الإرهابية فى سيناء خاصة أنصار بيت المقدس تلقوا ضربات قاسمة من الجيش المصرى، ولذلك وصلت لهم تعزيزات من دواعيش الدول العربية الذى يتم تطهيرها مثل الرقة فى سوريا وسرت فى ليبيا والموصل فى العراق، خاصة أن العمليات الأخيرة ظهر فيها أجانب وجنسيات غير عربية هناك، بعد أن فروا من هناك بعد ضربات التحالف الدولى. وأعرب الشيخ خلف عن حزنه الشديد لاستشهاد العقيد الكفراوى، الذى وصفه بأنه كان محبوبًا للغاية من كل القبائل السيناوية هناك، وأنه كانت تربطه به علاقات وطيدة خاصة أنه كان رجلًا بالمعنى الحرفى للكلمة، منوهًا أنه سمع بمحاولة استهدافه قبل تلك المرة ونجا منها. هذا وكشف مصدر أمنى رفيع المستوى بوزارة الداخلية ومسئول عن الوضع فى سيناء فى تصريحات ل«الصباح»، أن العمليات الإرهابية الأخيرة التى استهدفت العقيد الكفراوى الذى كان مسئولًا عن القوات الإضافية لسيناء وإمدادها، جاءت ردًا على ضربات استباقية ناجحة بعدما تمكنت خلالها قوات الأمن بمشاركة جهاز الأمن الوطنى والمخابرات من تصفية أحد أخطر العناصر الإرهابية قبل الحادث بيومين، وتم إلقاء القبض على الإرهابى الثانى، وعثر بحوزتهم على كمية كبيرة من الأسلحة النارية التى تخص الجيش والشرطة استحوذوا عليها خلال عمليات إرهابية سابقة، واعترف المتهم المقبوض عليه أنه ينتمى إلى أنصار بيت المقدس وأنهم قاموا بالعديد من العمليات الإرهابية تحت اسم داعش سيناء، فى سيناء وشاركوا فى عملية قتل عدد من الضباط. وأضاف المصدر الأمنى ل«الصباح» أنه فى اليوم الثانى قامت مجموعة من الإرهابيين باعتراض مجموعة من إمداد القوات المسلحة كانت تمر على الطريق فقاومتهم القوات وبادلتهم إطلاق أعيرة النارية مما جعلهم يهربون إلى المنطقة الجبلية، ومن خلفهم القوات تطاردهم فوضعوا لهم ألغامًا انفجرت أثناء المطاردة مما أسفر عن استشهاد الحاكم العسكرى و5 آخرين. فى السياق ذاته، قال اللواء نبيل أبوالنجا الخبير الاستراتيجى والعسكرى، إن العصابات الإرهابية بدأت فى إفراغ ما فى جعبتها ما دامت التمويلات الدولية الداعمة للإرهاب مستمرة معها، مؤكدًا على أن المليارات المتدفقة للجماعات الإرهابية تساعدها دائمًا على تطوير أدائها وتنفيذ مهام كبرى تتناسب مع حجم التمويلات وشراء الأسلحة والعناصر البشرية.، لذلك تلك الجماعات تخطط جيدًا لعمل ضجة كبرى باستهداف الشخصيات القيادية. وأشار إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب تأمين الحدود بشكل صارم نظرًا لكثرة المحاولات الساعية إلى مساعدة الجماعات الإرهابية على الانتشار وتنفيذ عملياتها القذرة الهادفة إلى هدم الوطن لا استهداف الأشخاص لهويتهم الشخصية. فيما أوضح اللواء محمد نور الدين الخبير الأمنى ومساعد وزير الداخلية الأسبق، أن الدول الداعمة للإرهاب ما زالت تصر على إثارة القلائل، مشيرًا إلى أن موقف مصر الأخير بشأن فلسطين ووقوفها فى وجه إسرائيل والولايات المتحدة جعلهما يسعيان لعرقلة مسيرة مصر وإقصائها عن الزعامة وتصدر المشهد وتأثيرها فى المجتمع الدولى، وذلك من خلال استهداف كبار الشخصيات العسكرية هادفين بذلك إلى إثارة الرأى العام المصرى ضد القيادة السياسية وإحداث شق مجتمعى. مؤكدًا على أن الأمر لن ولم يحدث نظرًا لوعى الشعب المصرى وإصراره على مواجهة الإرهاب بكل مكوناته. فى ذات الإطار قال خالد الزعفرانى الخبير فى شئون الحركات الإرهابية، إن الجماعات الإرهابية تعانى من حصار شديد وملاحقة متواصلة لذلك لجأت مؤخرًا إلى القيام بعمليات محدودة لكنها مؤثرة تسعى من خلالها للتأكيد على قدرتها وعلى وجودها إلا أن التقدمات الكبيرة فى سيناءوسورياوالعراق أدت إلى تراجعها بشكل كبير جدًا. وشدد على أن القوات المسلحة حققت نجاحًا كبيرًا فى سيناء إلا أنه هناك بعض الآثار التى ما زالت تسعى لاستهداف الجنود والضباط وهو أمر سيتم القضاء عليه تدريجيًا.