وزير الاستثمار يفتتح الدورة التاسعة من معرض ديستينيشن أفريكا بمشاركة 300 مشترٍ دولي و90 شركة مصرية    سوريا تنضم للتحالف الدولي ضد داعش.. ما دورها؟    وزير الخارجية يعلن انعقاد المنتدى الاقتصادي المصري – التركي خلال 2026    محافظ شمال سيناء: معبر رفح مفتوح من الجانب المصري والإغلاق سببه قرارات إسرائيلية    موعد مباراة إنجلترا وصربيا في تصفيات كأس العالم 2026 والقنوات الناقلة    بعثة يد سموحة تصل الإمارات استعدادا لمواجهة الأهلي في السوبر    الداخلية تضبط 316 كيلو مخدرات و55 قطعة سلاح ناري خلال يوم    اليوم.. عزاء المطرب الشعبي إسماعيل الليثي    رئيس الوزراء يفتتح المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية    الزراعة تتابع عمليات صرف الأسمدة للموسم الشتوي بالمحافظات    142 مقعدا، الحصر العددي يكشف فوز القائمة الوطنية بقطاعي الصعيد وغرب الدلتا    رئيس هيئة الرقابة المالية يبحث مع الأكاديمية الوطنية للتدريب تطوير كفاءات القطاع غير المصرفي    نتائج أولية في انتخابات النواب بالمنيا.. الإعادة بين 6 مرشحين في مركز ملوي    أونتاريو الكندية تستضيف اجتماعا لوزراء خارجية الدول السبع    محافظ أسيوط يحضر برنامج تدريب الأخصائيين على التعامل مع التنمر    12 نوفمبر 2025.. أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة اليوم    دوري أبطال أفريقيا.. موعد مباراة بيراميدز وريفرز يونايتد النيجيري بدور المجموعات    كأس العالم للناشئين - موعد مباراة مصر ضد سويسرا في دور ال32    12 نوفمبر 2025.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    كشف لغز حرائق قرية العقلة القبلية بكفر الشيخ.. المتهم «حدث» أشعل النيران في المنازل بسوء نية    وزير السياحة يعقد لقاءات إعلامية خلال زيارته للرياض    نفاد جميع مواعيد حجز كايرو برو-ميت خلال 12 ساعة فقط من فتح التسجيل بمهرجان القاهرة السينمائي    «متحدث الوزراء»: الدولة لديها استراتيجية لتطوير المناطق السياحية    مصر وجنوب إفريقيا تبحثان التعاون في صناعة السيارات وإقامة مناطق لوجستية مشتركة    عاشور يشهد احتفالية مرور خمس سنوات على تأسيس مركز مصري للأبحاث الطبية    بيزيرا: لم أقصد الإساءة لأحد.. وأعتذر عن الخطأ غير المقصود    الشروق تكشف تفاصيل جلسة عودة الثقة بين حسام حسن والشناوي    استقرار سعر الريال السعودي في بداية تعاملات اليوم 12 نوفمبر 2025    المستوطنون المتطرفون يشنون هجمات منسقة ضد الفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية    العناية الإلهية تنقذ سكان عقار الجمرك المنهار بالإسكندرية.. صور    مباحث الجيزة تكتشف جريمة بشعة داخل شقة مهجورة فى بولاق الدكرور    «الداخلية» تقرر السماح ل 42 مواطنًا مصريًا بالحصول على جنسيات أجنبية    موقف ثابت وتاريخى    وزير السياحة والآثار يعقد لقاءات إعلامية مع وسائل الإعلام السعودية والدولية خلال زيارته الرسمية للعاصمة السعودية الرياض    محافظ الغربية: رفع درجة الاستعداد القصوى لانتخابات مجلس النواب 2025    وزارة العمل تكشف نتائج حملات التفتيش على تطبيق قانون العمل الجديد في القاهرة والجيزة    توجيه التربية المسرحية بشرق مدينة نصر يحصد المركز الأول في مسابقة إلقاء الشعر على مستوى القاهرة    قصر العيني يحتفل بيوم السكر العالمي بخدمات طبية وتوعوية مجانية للمرضى    الصحة: لقاح الأنفلونزا لا يسبب الإصابة بالعدوى وآمن تماما    مصر تعزى تركيا فى ضحايا حادث سقوط الطائرة العسكرية    "فاطمة رشدي.. سارة برنار الشرق" ندوة بدار الكتب اليوم    اليوم.. محاكمة 6 متهمين ب "داعش أكتوبر"    عباس: الإجراءات القانونية بشأن تسليم الفلسطيني هشام حرب لفرنسا في مراحلها النهائية    حظك اليوم الأربعاء 12 نوفمبر.. وتوقعات الأبراج    رسميًا.. موعد امتحانات شهر نوفمبر 2025 لصفوف النقل الجديدة بعد تعطيلها بسبب انتخابات مجلس النواب    دعمًا لمرشحيه بمجلس النواب.. «مستقبل وطن» ينظم مؤتمرًا جماهيريًا بدمياط    خالد سليم يشعل ليالي الكويت بحفل ضخم ويحتفل ب«ليلة مِ اللى هيّا» مع جمهوره    انطلاق الدورة الأولى من مهرجان «توت توت» لكتب الأطفال في ديسمبر المقبل بالمعهد الفرنسي    دعاء الفجر | اللهم ارزق كل مهموم بالفرج واشفِ مرضانا    سبب استبعاد ناصر ماهر من منتخب حلمي طولان وحقيقة تدخل حسام حسن في إقصاء اللاعب    النيابة تطلب تحريات سقوط شخص من الطابق ال17 بميامي في الإسكندرية    المستشار بنداري يشيد بتغطية إكسترا نيوز وإكسترا لايف ووعي الناخبين بانتخابات النواب    «ستأخذ الطريق الخاطئ».. ميدو يحذر حسام عبد المجيد من الانتقال ل الأهلي    أخطاء تقع فيها الأمهات تُضعف العلاقة مع الأبناء دون وعي    أمين بدار الإفتاء يعلق على رسالة انفصال كريم محمود عبد العزيز: الكلام المكتوب ليس طلاقا صريحا    هل يجوز تنفيذ وصية أم بمنع أحد أبنائها من حضور جنازتها؟.. أمين الفتوى يجيب    كيف نتغلب على الضيق والهم؟.. أمين الفتوى يجيب    هل الحج أم تزويج الأبناء أولًا؟.. أمين الفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«بهجت» غيّر ملامح السوق المصرية بترسانة صناعية عملاقة

أول من نقل الخبرات الأجنبية للمصانع المصرية.. وأرسل العمال والمهندسين للتدريب بالخارج
نشأت عز الدين: تجربتنا الأولى فى المصانع كانت على مساحة 1100متر ورغم ذلك انبهر الزائرون بحجم الإنتاج
«الجنزورى» كان يقترح على «بهجت» فى كل لقاء الحصول على قرض لتمويل مصنع
سويلم: «مبارك» طلب لقاء «بهجت» بأمريكا وعرض عليه العودة للاستثمار فى مصر
«ليه تدفع أكتر لما ممكن تدفع أقل»، «العميل دائمًا على حق»، بهذه العبارات البسيطة استطاع رجل الأعمال الدكتور أحمد بهجت، بناء قلعته الصناعية، والانفراد بأول مصنع خاص لتجميع الأجهزة الكهربائية وبيعها فى السوق المحلية، ليس هذا فقط، بل استحوذ على نسبة 72 فى المائة‏ من مبيعات السوق المصرية حتى الألفية الجديدة.
رجل الأعمال «بهجت»، فكر كثيرًا عندما عاد لأرض الوطن من الولايات المتحدة، فى كيفية خدمة بلده، ليستخدم علمه الذى تعب وسهر وتفانى لنيله، حتى حصل على الدكتوراه فى هندسة الكهرباء، وبالفعل بدأ فى إنشاء شركة لتجميع الأجهزة التليفزيونية، لتنافس شركته القطاع الحكومى، متمثلًا فى شركتى النصر وتليمصر، إلى أن أثبتت نجاحها بالتمييز فى عدة نقاط، أهمها خدمة ما بعد البيع، حيث استطاع «بهجت» تحقيق النجاح الباهر وكسب ثقة العميل بكل سهولة، بإنشاء مراكز صيانة على قدر عالٍ من الحرفية والخبرة تعتنى بالعميل والمنتج لفترة أطول.
كما راعى أيضًا أن يكون المنتج بسعر ينافس الأسواق، وفق مقولته الشهيرة التى أصبحت داخل كل بيت، ونجح كذلك فى تغيير وجهة نظر العميل، التى كانت تتجه للمنتج المستورد من الخارج، لعدم ثقته فى جودة الصناعة المحلية، ليعالج ما يسمى بعقدة «الخواجة».
وبعدها كانت الانطلاقة نحو قلعة صناعية وإمبراطورية مصرية عظمى تشهد بكفاءتها وخبرتها السوق الصناعية المصرية، لتغزو عددًا كبيرًا من الشركات والمنتجات السوق، والتى لم يكن يعرفها الشعب المصرى فى ذلك الوقت، كجهاز الميكرويف والفيديو وغيرهما، وتوالت المنتجات وزاد عدد الشركات ليغطى نسبة كبيرة من احتياجات السوق، من الأجهزة المعمرة التى يحتاجها كل بيت، كالتليفزيونات والثلاجات والغسالات والبوتجازات والأجهزة المنزلية الصغيرة.
وشجع النجاح الذى حققته شركات القطاع الصناعى، الدكتور «بهجت» فى التوسع والدخول فى مجالات أخرى، كصناعة الرخام والأثاث وغيرها، حتى أصبحت إمبراطورية كبيرة تحوى عددًا لا بأس به من شركات تكمل كل منها الأخرى، وتسعى للتميز بجودة المنتج والمنافسة بالأسعار حتى أثبتت جدارتها فى الأسواق، ومنذ عام 1991 حتى 1999، أكمل «بهجت» إمبراطوريته الصناعية متنوعة الأنشطة والمجالات، حتى أصبحت مثالًا يحتذى به ومنارة صناعية إنتاجية، ومعلمًا من معالم المنطقة الصناعية بالسادس من أكتوبر.
واستكمالًا لملف صانع الأحلام، الذى بدأته «الصباح» منذ عددين، الحديث عن تاريخ مجموعة «بهجت» وإمبراطوريته المتفردة فى مصر، سنعرض خلال السطور التالية تاريخ القطاع الصناعى منذ بدايته حتى يومنا هذا، وتسلسل الشركات والأنشطة بدءًا من أول تليفزيون قامت بإنتاجه مجموعة شركات «بهجت» تحت اسم جولد ستار، حتى اكتمال هذا القطاع الذى يضم الآلاف من العمالة ذوى الخبرة والتدريب، وكذلك الآلات والماكينات التى أحدثت ضجة منذ بدايتها وإلى الآن.
نشأت عز الدين 1991 _ 2017
المهندس نشأت عز الدين رئيس القطاع الصناعى، وأحد شركاء النجاح فى صناعة الحلم، قال ل «الصباح »: شركات المجموعة الصناعية علي مدار عشر سنوات:
1-الشركة العالمية للاالكترونيات، بدايتها1 مايو عام1991
2-الشركة العالمية للاجهزة الكهربائية، بدايتها1 مايو 1996وكانت عبارة عن مصنع تلفزيون ومصنع سماعات.
3-الشركة العالمية للاجهزة المنزلية وبدات في1 يونيو عام1997 وهي ثلاثة مصانع للثلاثجات والبوتاجاز والغسالات
4-الشركة المصرية لصناعة الدوائر المطبوعة، بي سي بي، وكانت تنتج بوردة التليفزيون للشركة.
5-الشركة المصرية لصناعة البلاستيك، وبدات يناير1996
6-الشركة المصرية لصناعة التبريد والتكييف، بدات1 سبتمبر1996
7-الشركة المصرية لصناعة الرخام والجرانيت، ايجي ماربيل،وبدات1 يوليه1997
8-الشركة المصرية للاجهزة المنزلية، ايجي هاوس، لصناعة الاثاث وكانت في نفس توقيت مصنع الرخام 1يوليه1997
9-عام1997 افتتح الدكتور ثلأث شركات للاجهزة الطبية"بيو مديكال" تحت إشراف الدكتور أبو بكر يوسف، وهو عبقري،دفعة الدكتور أحمد بهجت، وأولى الشركات الطبية لتجميع الجهاز اللاسلكي "اسوستيك"، ثانيها: شركة لتجهيز المستشفيات من أسرة وغيرها، والثالثة: شركة توكيلات من اقوي التوكيلات "جونسون اند جونسون" وتوكيل آخر.
10- الشركة العالمية لصناعة الرخام والجرانيت "دريم ستون" وهي اقوي الشركات لتصدير بنسبة 5 بالمئة من حجم الانتاج.
11-شركة "الو جلاس" لصناعة الالمونيوم ويملك توكيلا ألمانيا وهو اكسسوار وألمونيوم الماني، وكنا نمتلك 4 مصنعا في وقت ما.
12-عام 1995 أنشئت الشركة المصرية لصناعة البلاستيك علي مدار 25 سنة هي عمر المصانع ، حيث كانت بداية المصانع
1مايو عام 1995 وكنا ننتج ميكرويف وفيديو وكان هناك ثلاث انواع، عارض وعارض مسجل، ومسجل، والميكرويف عادي، واستمررنا17شهرا، واعتبارا من يناير 1992بدأنا ننتج تلفزيون مقاس14-20بوصة جولدي ستار باعتبار ان الدكتور بهجت كان وكيل لشركة 2جولدي ستار في مصر، وبالحديث عن الوكالة معه حق الوكالة منذ عام 1996، وكان المنتج "بورد" لشركتين حكوميتين، هما النصروتليمصر.
ومنذ عام 1991 بدأنا جولدي ستار أحمد بهجت من خلال مصنع الشركة العالمية للاالكترونيات بالسادس من اكتوبر، وفي يناير1996افتتحنا الشركة العالمية للاجهزة الكهربائية وهو تلفزيون رقم 2تحت اسم "جروندينج" وفليبس ثم جولدي، وهو الان اصبح التوكيل الخاص بنا لتصنيع كل منتجاتنا.
بعدها عام 1997افتتحنا مصنعا للثلاجات "جولدي" ثم الغسالات وبعدها تركنا التوكيلات الاجنبية واصبح التوكيل الرسمي لنا هو جولدي ستار.
وفي عام 1995افتتحنا مصنع بلاستيك بطاقة 8 ماكينة حقن وماكينة سحب ، وفي سنة 1997افتتحنا مصنعين لانتاج المشغولات الرخامية ومصنعا اخر لانتاج الاثاث المكتبي والمنزلي.
وكانت كافة المصانع في المنطقة الصناعية الاولي والثانية والثالثة والخامسة والسادسة بمدخل المنطقة الصناعية بمدينة السادس من اكتوبر.
وفي عام 1999 افتتحنا مصنع البوتاجاز وكانت البداية قوية جدا ويواصل : فى عام 1995 افتتحنا مصنع لانتاج التكييف تحت اسم "جولدي" ومنذ بدايتنا الي عام1995 توسعنا الي ان اصبح
حجم انتاجنا للتلفزيون في السوق المصرية 72 % من نسبة السوق المصرية.
وأضاف : التلفزيون علي سبيل المثال كنا ننتج منه 25الف جهاز في الشهر اما الثلاجات فوصلنا الى انتاج مايقارب من 6 الي 7 الاف ثلاجة شهريا، اما البوتاجاز فوصل انتاجنا الي5 الاف، وكنا ننتج 2 غسالة تقريبا في الشهر، اما التكييف فكنا ننتج سنويا من 2 إلى 5 ألفا.
وتابع : كانت تجربتنا الاولي مصنع لا يتجاوز مساحته 1100متر فقط مبني علي مساحة 550 متر علي 5 ادوار، ومع ذلك كان الزائرون ينبهرون بحجم الانتاج والعمل والجودة مقارنة مع مساحة المصنع الصغيرة، وكانت اغلب الزيارات من جهات اجنبية فكانت تجربة رائدة.
ومن عام 1991 حتي عام1999كان العصر الذهبي للمصانع وبعدها مرض الدكتور للمرة الأولى، وفي هذه الفترة القصيرة تم افتتاح 4 مصنعا، بالاضافة الى مصنع رخام في محافظة المنيا امتداد للمحجر الذي امتلكناه منذ عام1997 ، وكان يعمل بطاقة كبيرة والمحجر تم استغلاله لمدة 5 عاما وبعدها تركناه وكان ينتج رخاما يسمي "صني المنيا" وكان مطلوبا بشدة في الخارج .
أما المهندس مصطفى سويلم، الذى بدأ العمل بالشركة فى عام 1996، فقال: «كانت الشركة تعمل فى مصر قبل خمس سنوات من عملى بها، وتنتج التليفزيون الملون وأجهزة الفيديو، وتسيطر على 70 فى المائة من السوق المصرية، وعاصرت كل مراحل الشركة، وافتتاح كل المصانع، وكنا ننقل أحدث خطوط الإنتاج إلى مصر، لتتغير ملامح السوق المصرية، التى أصبحت مستهلكًا بعد حرب 1973، ويؤسس الدكتور أحمد بهجت ترسانة صناعية عالمية».
وأضاف: «كنا أول مصنع فى السادس من أكتوبر ينتج الفيديو والتليفزيون باسم شركة إلكتروستار فى مصنع العالمية للإلكترونيات بتوكيل من كوريا، حيث أدخل بهجت مصر إلى عصر التليفزيون الملون، وكانت الأحجام 14 و20 بوصة هى المنتشرة، حتى أصبحت بهجت جروب مجموعة تتكون من 20 شركة صناعية متنوعة».
وتابع «سويلم» قائلًا: «توسعت المجموعة، وبعدما كان القرار مركزيًا يتصرف فيه الدكتور أحمد بهجت بمفرده، قام بتوزيع المهام والصلاحيات فخرجت الإمبراطورية الاقتصادية، وللأسف هناك من بحث عن مصالحه الشخصية لتحقق بعض الشركات خسائر فادحة، ورغم ذلك لم يبادر بهجت بغلق أى من المصانع الخاسرة حفاظًا على مصالح العمال ودخل أسرهم، بدعوى الإفلاس كما يفعل البعض من رجال الأعمال».
وأشار إلى أن «بهجت جروب» كانت أول من أرسل العمال فى منح دراسية وتعليمية للخارج، لكن بعض العمال كانوا يفضلون العمل بعد العودة فى شركات أخرى، ورغم أن هذا يعود بالخسارة على المجموعة، لكنه عاد بالكسب على المنظومة الصناعية فى مصر بشكل عام من خلال تأهيل وتدريب الأيدى العاملة، ونقل الخبرات الأجنبية المتقدمة للسوق المصرية».
وأوضح أن الصناعة بشكل عام لها قواعد ثابتة من حيث التمويل، فالصناعة عمومًا تتكبد خسائر فى أول سنتين، يليها سنتان تحقق تعادلًا فى ميزان المصروفات والمكاسب، وبداية من السنة الخامسة تبدأ الشركات فى تحقيق المكاسب.
وقال إن المجموعة واجهت العديد من الصعوبات تتعلق أغلبها بالنظام البنكى، ونظام القروض السيئ جدًا الذى دمر الصناعة المصرية، فالوضع فى الصين مخالف تمامًا، خاصة أن القواعد هناك تعطى فترة سماح لرجال الأعمال، وتكون نسبة الفوائد على القرض «صفر» أول خمس سنوات.
وأضاف: «فى مصر تكون نسبة الفوائد 14 فى المائة فور استلام القرض، لذلك كانت الفوائد من أكبر الأزمات التى واجهت بهجت جروب، فهى تعتبر من الظروف القاسية فى الصناعة المصرية.
«كمال الجنزورى كلما قابل الدكتور بهجت كان يقترح عليه أخذ قرض لتمويل مصنع، والدكتور كان مُصرّ على أن يستثمر كل أرباحه بفتح مصانع جديدة، فعندما طالبته ذات مرة بأن يستريح قليلًا بعد فتح 22 مصنعًا، قال لى: أنت هوايتك القراءة أما أنا فهوايتى العمل، وأن أفتح كل يوم مشروعًا جديدًا، واليوم الذى ينتهى دون البدء فى مشروع جديد لا أحسبه من عمرى».
ويحكى «سويلم» عن بداية دخول الدكتور أحمد بهجت فى العمل بالمجال الرياضى، قائلًا: «فى أحد الاجتماعات قال إنه ينوى عمل نادٍ رياضى – جولدى - فكان ردى أننا علينا التركيز فى المصانع، فقال ضاحكًا سيتكلف النادى 4 ملايين جنيه لكنه يحمل اسم الشركة، وسيكون أفضل دعاية للمصانع».
وأضاف أن عقلية الدكتور «بهجت» نجحت أيضًا فى إدارة وتوجيه النادى الرياضى، ليحقق نجاحًا مبهرًا، وكان يفوز على نادى الزمالك فى بطولة كأس مصر، رغم أن بهجت يعشق نادى الزمالك، ومشجع متعصب للقلعة البيضاء».
«مدرسة أحمد بهجت» لا تزال فى كفر الجبل بالجيزة تحمل اسمه شاهدة على عطائه، هذا ما قاله «سويلم» فى بداية حديثه عن العمل الخيرى للدكتور «بهجت». وأضاف: «دعم الكثير من المشاريع الخيرية، وأقام المدارس، وسلمها للحكومة دون أى صخب إعلامى أو تفاخر، فهو لا يحب الحديث فى هذا الجانب».
وتابع: «الدكتور يلتقى أصدقاءه يوم الإجازة، ولحبه للفول والطعمية، ترك حفل الإفطار فى اليوم السنوى للشركة، وطلب فول بالزيت الحار، وهو وَفىّ ولا يتخلى عن أصدقائه أو العمال المخلصين، فالدكتور بهجت يدعم الفاشل ويصر على توفير المناخ الجيد لنجاحه ويعطيه فرصًا لا نهائية، لكنه فى المقابل يكره الخيانة والسرقة، فيمكن أن يعطى منصبًا بالشركة لشخص إمكانياته متواضعة نظرًا لإخلاصه، كما تعرض عامل فى عام 1997 لبتر أصابعه، فوفر له المصنع بأوامر من الدكتور العلاج اللازم والنفقات لمدة 3 سنين، حتى عاد للعمل وأصبح قادرًا على ممارسة مهامه مرة أخرى».
وأضاف: «الدكتور أجرى عملية زراعة قلب عام 2004، وكان جميع العاملين بالشركة يدعون له بالشفاء لأن نسبة نجاح العملية كانت ضئيلة، وطبقًا للتحاليل الطبية التى أجراها كان المتبقى فى عمره فقط 27 يومًا، وإذا لم يجر العملية سيكون فى عداد الموتى، وعندما سافر إلى أمريكا لم يجد القلب المتناسب مع فصيلة الدم، حتى اليوم ال25 وجد المستشفى رجلًا فى حادث سيارة موصى بالتبرع بأعضائه فأجريت العملية فى اليوم 26، وتم نقل المصاب من نيويورك إلى أطلانطا، فلولا علاقته بربنا ما حدث هذا السيناريو الدراماتيكى، خاصة أن شبح الموت كان يقبل عليه».
واستكمل: «زاملت الدكتور بهجت بداية من الصف الأول الثانوى، وكان طالبًا خيرًا وذكيًا فحصل فى الرياضة على 19.5 من 20 درجة، فسألنى: ترى أين ذهبت النصف درجة؟، وذلك رغم أنه لم يكن يقضى الكثير من وقته فى المذاكرة، حيث كان يستوعب شرح المدرسين بشكل سريع، وكان يقضى الكثير من الوقت فى ممارسة كرة الطائرة، وكان عضوًا فى فريق المدرسة، ويشارك فى المعسكرات الرياضية على مستوى الجمهورية، وكان يخصص كشكولًا واحدًا لكتابة كل الدروس».
يتطرق «سويلم» أيضًا إلى قصة التحاقه بالشركة، بعد تقاعده من العمل فى القوات المسلحة، ففى فبراير عام 1996، تلقى عروضًا للعمل فى الخارج لدى المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، لكنه عندما اتصل بسكرتارية مجموعة دريم لمقابلة الدكتور بهجت بعد سنوات عديدة، أنهى الدكتور اجتماعًا بخبراء أمريكان فور علمه بانتظار صديق الثانوية بالخارج، وقال له: «أنت خلاص اتعينت وشوف تقدر تشتغل فين».
ويروى «سويلم» تفاصيل عودة الدكتور بهجت إلى مصر، بعد سنوات قضاها فى الولايات المتحدة الأمريكية عقب الدراسة، قائلًا: «الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك كان فى زيارة لأمريكا وسمع عن الدكتور أحمد بهجت وعن اختراعه ساعة لتحديد قبلة الصلاة، فطلب مقابلته وسأله بشكل صريح عن ثروته التى كونها، فرد عليه بأنه تحصل على 30 مليون جنيه ثمار اختراعه الجديد، فطالبه مبارك بالعودة إلى مصر واستثمار أمواله فى الصناعة، وفى بداية الاستثمار كان دخل الشركة يوميًا يصل إلى نصف مليون جنيه من أرباح بيع التليفزيونات».
إن قصة نجاح الدكتور «بهجت» تحتاج للعديد من الحلقات، للحديث والرد على الكثير من الأسئلة، فرجل مثل هذا استطاع بناء هذه الإمبراطورية يجب شكره لإسهامه فى نجاح العديد من المجالات فى مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.