بعد الارتفاع الكبير في عيار 21.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025 بالصاغة    منذ فجر الاثنين.. 126 شهيدا حصيلة القصف الإسرائيلي على غزة    ترامب يلمح إلى إخفاء جو بايدن إصابته بالسرطان خلال فترة الرئاسة    محافظ بورسعيد ووزير الرياضة يدعمان استمرار كامل أبو علي في قيادة المصري    رابط جدول امتحانات الشهادة الإعدادية 2025 ب المحافظات الحدودية    أثبت أني حي لكن لم يعاملوني مثل عبد الرحمن أبو زهرة، وقف معاش الكاتب الصحفي محمد العزبي    المحكمة العليا الأمريكية تؤيد قرار ترامب بشأن ترحيل 350 ألف مهاجر فنزويلي    سفير مصر لدى الاتحاد الأوروبى يستعرض العلاقات المصرية- الأوروبية    استشهاد طفلين في قصف إسرائيلى غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    5 أيام متواصلة.. موعد إجازة عيد الأضحى 2025 في مصر للموظفين والبنوك والمدارس    مدرب وادي دجلة السابق: الأهلي الأفضل في إفريقيا وشرف لي تدريب الزمالك    المحكمة العليا الأمريكية تؤيد قرار ترامب بشأن ترحيل 350 ألف مهاجر فنزويلي    حريق مزرعة دواجن بالفيوم.. ونفوق 5000 كتكوت    "تيك توكر" شهيرة تتهم صانع محتوى بالاعتداء عليها فى الطالبية    بيان ثلاثي من بريطانيا وفرنسا وكندا يهدد إسرائيل بفرض عقوبات ويؤكد التزامهم بالاعتراف بدولة فلسطينية    محافظ كفرالشيخ: توريد 178 ألف طن من القمح وصرف مستحقات المزارعين بانتظام    التعليم تكشف عن سن التقديم لمرحلة رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي    الدولار يتراجع.. أسعار العملات اليوم الثلاثاء بالبنك المركزي (تفاصيل)    مهرجان كان يعدل جدول أعماله بسبب دينزل واشنطن ويفاجئه بجائزة "السعفة الذهبية الفخرية" (فيديو)    عاجل| عرض خليجي خرافي لضم إمام عاشور.. وهكذا رد الأهلي    الأهلي والزمالك.. من يتأهل لنهائي دوري السوبر لكرة السلة؟    يستهدفون علاقات الشعوب العربية.. عمرو موسى يُحذر الشباب من هذا السلوك    مشروعات عملاقة تنفذ على أرض أشمون.. تعرف عليها    تكريم طالبين بجامعة عين شمس لحصولهما على جائزة بمسابقة عمرانية    أحدها لم يحدث منذ 2004.. أرقام من خسارة ليفربول أمام برايتون    4 قرارات عاجلة من النيابة بشأن بلاغ سرقة فيلا نوال الدجوي    الأرصاد تُحذر: شبورة ورياح مثيرة للرمال والأتربة على هذه المناطق اليوم    حبس شاب متهم بالشروع في قتل آخر بالعياط    صيام صلاح مرة أخرى.. ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز بعد خسارة ليفربول    أحمد دياب: إيقاف النشاط أمر غير وارد    الإفتاء: لا يجوز ترك الصلاة تحت اي ظرف    فضل حج بيت الله الحرام وما هو الحج المبرور؟.. الأزهر للفتوى يوضح    محافظ القليوبية يتفقد أعمال تطوير مستشفى النيل ويشدد على سرعة الإنجاز (صور)    سيلان الأنف المزمن.. 5 أسباب علمية وراء المشكلة المزعجة وحلول فعالة للتخفيف    رئيس شعبة مواد البناء: لولا تدخل الحكومة لارتفع سعر طن الأسمنت إلى 5000 جنيه    منافس الزمالك في ربع نهائي كأس الكؤوس الأفريقية لليد    «ليست النسخة النهائية».. أول تعليق من «الأعلى للإعلام» على إعلان الأهلي (فيديو)    إغلاق 7 منشآت طبية مخالفة و7 محال تجارية فى حملة بقنا    وفد قبطي من الكنيسة الأرثوذكسية يلتقي بابا الڤاتيكان الجديد    سامي شاهين أمينا للحماية الاجتماعية بالجبهة الوطنية - (تفاصيل)    عليك إعادة تقييم أسلوبك.. برج الجدي اليوم 20 مايو    تامر أمين ينتقد وزير الثقافة لإغلاق 120 وحدة ثقافية: «ده إحنا في عرض مكتبة متر وكتاب»    حدث بالفن | حقيقة إصابة عبدالرحمن أبو زهرة ب "الزهايمر" وموعد حفل زفاف مسلم    موعد نقل القناع الذهبي لتوت عنخ آمون إلى المتحف المصري الكبير    أستاذ علاقات دولية: الاتفاق بين الهند وباكستان محفوف بالمخاطر    ما مصير إعلان اتصالات بعد شكوى الزمالك؟.. رئيس المجلس الأعلى للإعلام يوضح    جامعة حلوان تنظم ندوة التداخل البيني لمواجهة تحديات الحياة الأسرية    وزير الاستثمار يتوجه للعاصمة الألمانية برلين لتعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين    هل يوجد في مصر فقاعة عقارية؟.. أحمد صبور يُجيب    شعبة المواد الغذائية تكشف 4 أسباب لعدم انخفاض أسعار اللحوم مقارنة بالسلع التموينية (خاص)    سرعة الانتهاء من الأعمال.. محافظ القليوبية يتفقد أعمال تطوير مستشفى النيل    وزير العمل: قريباً توقيع اتفاقية توظيف للعمالة المصرية في صربيا    هل يجوز للمرأة أداء فريضة الحج عن زوجها أو شقيقها؟.. أمينة الفتوى: هناك شروط    «للرجال 5 أطعمة تحميك من سرطان البروستاتا».. تعرف عليهم واحرص على تناولهم    خالد الجندي: الحجاب لم يُفرض إلا لحماية المرأة وتكريمها    مزارع الدواجن آمنة إعلامى الوزراء: لم نرصد أى متحورات أو فيروسات    ما حكم صيام يوم عرفة للحاج وغير الحاج؟    موعد امتحانات الشهادة الإعدادية بالمنيا 2025.. جدول رسمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«بهجت» غيّر ملامح السوق المصرية بترسانة صناعية عملاقة

أول من نقل الخبرات الأجنبية للمصانع المصرية.. وأرسل العمال والمهندسين للتدريب بالخارج
نشأت عز الدين: تجربتنا الأولى فى المصانع كانت على مساحة 1100متر ورغم ذلك انبهر الزائرون بحجم الإنتاج
«الجنزورى» كان يقترح على «بهجت» فى كل لقاء الحصول على قرض لتمويل مصنع
سويلم: «مبارك» طلب لقاء «بهجت» بأمريكا وعرض عليه العودة للاستثمار فى مصر
«ليه تدفع أكتر لما ممكن تدفع أقل»، «العميل دائمًا على حق»، بهذه العبارات البسيطة استطاع رجل الأعمال الدكتور أحمد بهجت، بناء قلعته الصناعية، والانفراد بأول مصنع خاص لتجميع الأجهزة الكهربائية وبيعها فى السوق المحلية، ليس هذا فقط، بل استحوذ على نسبة 72 فى المائة‏ من مبيعات السوق المصرية حتى الألفية الجديدة.
رجل الأعمال «بهجت»، فكر كثيرًا عندما عاد لأرض الوطن من الولايات المتحدة، فى كيفية خدمة بلده، ليستخدم علمه الذى تعب وسهر وتفانى لنيله، حتى حصل على الدكتوراه فى هندسة الكهرباء، وبالفعل بدأ فى إنشاء شركة لتجميع الأجهزة التليفزيونية، لتنافس شركته القطاع الحكومى، متمثلًا فى شركتى النصر وتليمصر، إلى أن أثبتت نجاحها بالتمييز فى عدة نقاط، أهمها خدمة ما بعد البيع، حيث استطاع «بهجت» تحقيق النجاح الباهر وكسب ثقة العميل بكل سهولة، بإنشاء مراكز صيانة على قدر عالٍ من الحرفية والخبرة تعتنى بالعميل والمنتج لفترة أطول.
كما راعى أيضًا أن يكون المنتج بسعر ينافس الأسواق، وفق مقولته الشهيرة التى أصبحت داخل كل بيت، ونجح كذلك فى تغيير وجهة نظر العميل، التى كانت تتجه للمنتج المستورد من الخارج، لعدم ثقته فى جودة الصناعة المحلية، ليعالج ما يسمى بعقدة «الخواجة».
وبعدها كانت الانطلاقة نحو قلعة صناعية وإمبراطورية مصرية عظمى تشهد بكفاءتها وخبرتها السوق الصناعية المصرية، لتغزو عددًا كبيرًا من الشركات والمنتجات السوق، والتى لم يكن يعرفها الشعب المصرى فى ذلك الوقت، كجهاز الميكرويف والفيديو وغيرهما، وتوالت المنتجات وزاد عدد الشركات ليغطى نسبة كبيرة من احتياجات السوق، من الأجهزة المعمرة التى يحتاجها كل بيت، كالتليفزيونات والثلاجات والغسالات والبوتجازات والأجهزة المنزلية الصغيرة.
وشجع النجاح الذى حققته شركات القطاع الصناعى، الدكتور «بهجت» فى التوسع والدخول فى مجالات أخرى، كصناعة الرخام والأثاث وغيرها، حتى أصبحت إمبراطورية كبيرة تحوى عددًا لا بأس به من شركات تكمل كل منها الأخرى، وتسعى للتميز بجودة المنتج والمنافسة بالأسعار حتى أثبتت جدارتها فى الأسواق، ومنذ عام 1991 حتى 1999، أكمل «بهجت» إمبراطوريته الصناعية متنوعة الأنشطة والمجالات، حتى أصبحت مثالًا يحتذى به ومنارة صناعية إنتاجية، ومعلمًا من معالم المنطقة الصناعية بالسادس من أكتوبر.
واستكمالًا لملف صانع الأحلام، الذى بدأته «الصباح» منذ عددين، الحديث عن تاريخ مجموعة «بهجت» وإمبراطوريته المتفردة فى مصر، سنعرض خلال السطور التالية تاريخ القطاع الصناعى منذ بدايته حتى يومنا هذا، وتسلسل الشركات والأنشطة بدءًا من أول تليفزيون قامت بإنتاجه مجموعة شركات «بهجت» تحت اسم جولد ستار، حتى اكتمال هذا القطاع الذى يضم الآلاف من العمالة ذوى الخبرة والتدريب، وكذلك الآلات والماكينات التى أحدثت ضجة منذ بدايتها وإلى الآن.
نشأت عز الدين 1991 _ 2017
المهندس نشأت عز الدين رئيس القطاع الصناعى، وأحد شركاء النجاح فى صناعة الحلم، قال ل «الصباح »: شركات المجموعة الصناعية علي مدار عشر سنوات:
1-الشركة العالمية للاالكترونيات، بدايتها1 مايو عام1991
2-الشركة العالمية للاجهزة الكهربائية، بدايتها1 مايو 1996وكانت عبارة عن مصنع تلفزيون ومصنع سماعات.
3-الشركة العالمية للاجهزة المنزلية وبدات في1 يونيو عام1997 وهي ثلاثة مصانع للثلاثجات والبوتاجاز والغسالات
4-الشركة المصرية لصناعة الدوائر المطبوعة، بي سي بي، وكانت تنتج بوردة التليفزيون للشركة.
5-الشركة المصرية لصناعة البلاستيك، وبدات يناير1996
6-الشركة المصرية لصناعة التبريد والتكييف، بدات1 سبتمبر1996
7-الشركة المصرية لصناعة الرخام والجرانيت، ايجي ماربيل،وبدات1 يوليه1997
8-الشركة المصرية للاجهزة المنزلية، ايجي هاوس، لصناعة الاثاث وكانت في نفس توقيت مصنع الرخام 1يوليه1997
9-عام1997 افتتح الدكتور ثلأث شركات للاجهزة الطبية"بيو مديكال" تحت إشراف الدكتور أبو بكر يوسف، وهو عبقري،دفعة الدكتور أحمد بهجت، وأولى الشركات الطبية لتجميع الجهاز اللاسلكي "اسوستيك"، ثانيها: شركة لتجهيز المستشفيات من أسرة وغيرها، والثالثة: شركة توكيلات من اقوي التوكيلات "جونسون اند جونسون" وتوكيل آخر.
10- الشركة العالمية لصناعة الرخام والجرانيت "دريم ستون" وهي اقوي الشركات لتصدير بنسبة 5 بالمئة من حجم الانتاج.
11-شركة "الو جلاس" لصناعة الالمونيوم ويملك توكيلا ألمانيا وهو اكسسوار وألمونيوم الماني، وكنا نمتلك 4 مصنعا في وقت ما.
12-عام 1995 أنشئت الشركة المصرية لصناعة البلاستيك علي مدار 25 سنة هي عمر المصانع ، حيث كانت بداية المصانع
1مايو عام 1995 وكنا ننتج ميكرويف وفيديو وكان هناك ثلاث انواع، عارض وعارض مسجل، ومسجل، والميكرويف عادي، واستمررنا17شهرا، واعتبارا من يناير 1992بدأنا ننتج تلفزيون مقاس14-20بوصة جولدي ستار باعتبار ان الدكتور بهجت كان وكيل لشركة 2جولدي ستار في مصر، وبالحديث عن الوكالة معه حق الوكالة منذ عام 1996، وكان المنتج "بورد" لشركتين حكوميتين، هما النصروتليمصر.
ومنذ عام 1991 بدأنا جولدي ستار أحمد بهجت من خلال مصنع الشركة العالمية للاالكترونيات بالسادس من اكتوبر، وفي يناير1996افتتحنا الشركة العالمية للاجهزة الكهربائية وهو تلفزيون رقم 2تحت اسم "جروندينج" وفليبس ثم جولدي، وهو الان اصبح التوكيل الخاص بنا لتصنيع كل منتجاتنا.
بعدها عام 1997افتتحنا مصنعا للثلاجات "جولدي" ثم الغسالات وبعدها تركنا التوكيلات الاجنبية واصبح التوكيل الرسمي لنا هو جولدي ستار.
وفي عام 1995افتتحنا مصنع بلاستيك بطاقة 8 ماكينة حقن وماكينة سحب ، وفي سنة 1997افتتحنا مصنعين لانتاج المشغولات الرخامية ومصنعا اخر لانتاج الاثاث المكتبي والمنزلي.
وكانت كافة المصانع في المنطقة الصناعية الاولي والثانية والثالثة والخامسة والسادسة بمدخل المنطقة الصناعية بمدينة السادس من اكتوبر.
وفي عام 1999 افتتحنا مصنع البوتاجاز وكانت البداية قوية جدا ويواصل : فى عام 1995 افتتحنا مصنع لانتاج التكييف تحت اسم "جولدي" ومنذ بدايتنا الي عام1995 توسعنا الي ان اصبح
حجم انتاجنا للتلفزيون في السوق المصرية 72 % من نسبة السوق المصرية.
وأضاف : التلفزيون علي سبيل المثال كنا ننتج منه 25الف جهاز في الشهر اما الثلاجات فوصلنا الى انتاج مايقارب من 6 الي 7 الاف ثلاجة شهريا، اما البوتاجاز فوصل انتاجنا الي5 الاف، وكنا ننتج 2 غسالة تقريبا في الشهر، اما التكييف فكنا ننتج سنويا من 2 إلى 5 ألفا.
وتابع : كانت تجربتنا الاولي مصنع لا يتجاوز مساحته 1100متر فقط مبني علي مساحة 550 متر علي 5 ادوار، ومع ذلك كان الزائرون ينبهرون بحجم الانتاج والعمل والجودة مقارنة مع مساحة المصنع الصغيرة، وكانت اغلب الزيارات من جهات اجنبية فكانت تجربة رائدة.
ومن عام 1991 حتي عام1999كان العصر الذهبي للمصانع وبعدها مرض الدكتور للمرة الأولى، وفي هذه الفترة القصيرة تم افتتاح 4 مصنعا، بالاضافة الى مصنع رخام في محافظة المنيا امتداد للمحجر الذي امتلكناه منذ عام1997 ، وكان يعمل بطاقة كبيرة والمحجر تم استغلاله لمدة 5 عاما وبعدها تركناه وكان ينتج رخاما يسمي "صني المنيا" وكان مطلوبا بشدة في الخارج .
أما المهندس مصطفى سويلم، الذى بدأ العمل بالشركة فى عام 1996، فقال: «كانت الشركة تعمل فى مصر قبل خمس سنوات من عملى بها، وتنتج التليفزيون الملون وأجهزة الفيديو، وتسيطر على 70 فى المائة من السوق المصرية، وعاصرت كل مراحل الشركة، وافتتاح كل المصانع، وكنا ننقل أحدث خطوط الإنتاج إلى مصر، لتتغير ملامح السوق المصرية، التى أصبحت مستهلكًا بعد حرب 1973، ويؤسس الدكتور أحمد بهجت ترسانة صناعية عالمية».
وأضاف: «كنا أول مصنع فى السادس من أكتوبر ينتج الفيديو والتليفزيون باسم شركة إلكتروستار فى مصنع العالمية للإلكترونيات بتوكيل من كوريا، حيث أدخل بهجت مصر إلى عصر التليفزيون الملون، وكانت الأحجام 14 و20 بوصة هى المنتشرة، حتى أصبحت بهجت جروب مجموعة تتكون من 20 شركة صناعية متنوعة».
وتابع «سويلم» قائلًا: «توسعت المجموعة، وبعدما كان القرار مركزيًا يتصرف فيه الدكتور أحمد بهجت بمفرده، قام بتوزيع المهام والصلاحيات فخرجت الإمبراطورية الاقتصادية، وللأسف هناك من بحث عن مصالحه الشخصية لتحقق بعض الشركات خسائر فادحة، ورغم ذلك لم يبادر بهجت بغلق أى من المصانع الخاسرة حفاظًا على مصالح العمال ودخل أسرهم، بدعوى الإفلاس كما يفعل البعض من رجال الأعمال».
وأشار إلى أن «بهجت جروب» كانت أول من أرسل العمال فى منح دراسية وتعليمية للخارج، لكن بعض العمال كانوا يفضلون العمل بعد العودة فى شركات أخرى، ورغم أن هذا يعود بالخسارة على المجموعة، لكنه عاد بالكسب على المنظومة الصناعية فى مصر بشكل عام من خلال تأهيل وتدريب الأيدى العاملة، ونقل الخبرات الأجنبية المتقدمة للسوق المصرية».
وأوضح أن الصناعة بشكل عام لها قواعد ثابتة من حيث التمويل، فالصناعة عمومًا تتكبد خسائر فى أول سنتين، يليها سنتان تحقق تعادلًا فى ميزان المصروفات والمكاسب، وبداية من السنة الخامسة تبدأ الشركات فى تحقيق المكاسب.
وقال إن المجموعة واجهت العديد من الصعوبات تتعلق أغلبها بالنظام البنكى، ونظام القروض السيئ جدًا الذى دمر الصناعة المصرية، فالوضع فى الصين مخالف تمامًا، خاصة أن القواعد هناك تعطى فترة سماح لرجال الأعمال، وتكون نسبة الفوائد على القرض «صفر» أول خمس سنوات.
وأضاف: «فى مصر تكون نسبة الفوائد 14 فى المائة فور استلام القرض، لذلك كانت الفوائد من أكبر الأزمات التى واجهت بهجت جروب، فهى تعتبر من الظروف القاسية فى الصناعة المصرية.
«كمال الجنزورى كلما قابل الدكتور بهجت كان يقترح عليه أخذ قرض لتمويل مصنع، والدكتور كان مُصرّ على أن يستثمر كل أرباحه بفتح مصانع جديدة، فعندما طالبته ذات مرة بأن يستريح قليلًا بعد فتح 22 مصنعًا، قال لى: أنت هوايتك القراءة أما أنا فهوايتى العمل، وأن أفتح كل يوم مشروعًا جديدًا، واليوم الذى ينتهى دون البدء فى مشروع جديد لا أحسبه من عمرى».
ويحكى «سويلم» عن بداية دخول الدكتور أحمد بهجت فى العمل بالمجال الرياضى، قائلًا: «فى أحد الاجتماعات قال إنه ينوى عمل نادٍ رياضى – جولدى - فكان ردى أننا علينا التركيز فى المصانع، فقال ضاحكًا سيتكلف النادى 4 ملايين جنيه لكنه يحمل اسم الشركة، وسيكون أفضل دعاية للمصانع».
وأضاف أن عقلية الدكتور «بهجت» نجحت أيضًا فى إدارة وتوجيه النادى الرياضى، ليحقق نجاحًا مبهرًا، وكان يفوز على نادى الزمالك فى بطولة كأس مصر، رغم أن بهجت يعشق نادى الزمالك، ومشجع متعصب للقلعة البيضاء».
«مدرسة أحمد بهجت» لا تزال فى كفر الجبل بالجيزة تحمل اسمه شاهدة على عطائه، هذا ما قاله «سويلم» فى بداية حديثه عن العمل الخيرى للدكتور «بهجت». وأضاف: «دعم الكثير من المشاريع الخيرية، وأقام المدارس، وسلمها للحكومة دون أى صخب إعلامى أو تفاخر، فهو لا يحب الحديث فى هذا الجانب».
وتابع: «الدكتور يلتقى أصدقاءه يوم الإجازة، ولحبه للفول والطعمية، ترك حفل الإفطار فى اليوم السنوى للشركة، وطلب فول بالزيت الحار، وهو وَفىّ ولا يتخلى عن أصدقائه أو العمال المخلصين، فالدكتور بهجت يدعم الفاشل ويصر على توفير المناخ الجيد لنجاحه ويعطيه فرصًا لا نهائية، لكنه فى المقابل يكره الخيانة والسرقة، فيمكن أن يعطى منصبًا بالشركة لشخص إمكانياته متواضعة نظرًا لإخلاصه، كما تعرض عامل فى عام 1997 لبتر أصابعه، فوفر له المصنع بأوامر من الدكتور العلاج اللازم والنفقات لمدة 3 سنين، حتى عاد للعمل وأصبح قادرًا على ممارسة مهامه مرة أخرى».
وأضاف: «الدكتور أجرى عملية زراعة قلب عام 2004، وكان جميع العاملين بالشركة يدعون له بالشفاء لأن نسبة نجاح العملية كانت ضئيلة، وطبقًا للتحاليل الطبية التى أجراها كان المتبقى فى عمره فقط 27 يومًا، وإذا لم يجر العملية سيكون فى عداد الموتى، وعندما سافر إلى أمريكا لم يجد القلب المتناسب مع فصيلة الدم، حتى اليوم ال25 وجد المستشفى رجلًا فى حادث سيارة موصى بالتبرع بأعضائه فأجريت العملية فى اليوم 26، وتم نقل المصاب من نيويورك إلى أطلانطا، فلولا علاقته بربنا ما حدث هذا السيناريو الدراماتيكى، خاصة أن شبح الموت كان يقبل عليه».
واستكمل: «زاملت الدكتور بهجت بداية من الصف الأول الثانوى، وكان طالبًا خيرًا وذكيًا فحصل فى الرياضة على 19.5 من 20 درجة، فسألنى: ترى أين ذهبت النصف درجة؟، وذلك رغم أنه لم يكن يقضى الكثير من وقته فى المذاكرة، حيث كان يستوعب شرح المدرسين بشكل سريع، وكان يقضى الكثير من الوقت فى ممارسة كرة الطائرة، وكان عضوًا فى فريق المدرسة، ويشارك فى المعسكرات الرياضية على مستوى الجمهورية، وكان يخصص كشكولًا واحدًا لكتابة كل الدروس».
يتطرق «سويلم» أيضًا إلى قصة التحاقه بالشركة، بعد تقاعده من العمل فى القوات المسلحة، ففى فبراير عام 1996، تلقى عروضًا للعمل فى الخارج لدى المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، لكنه عندما اتصل بسكرتارية مجموعة دريم لمقابلة الدكتور بهجت بعد سنوات عديدة، أنهى الدكتور اجتماعًا بخبراء أمريكان فور علمه بانتظار صديق الثانوية بالخارج، وقال له: «أنت خلاص اتعينت وشوف تقدر تشتغل فين».
ويروى «سويلم» تفاصيل عودة الدكتور بهجت إلى مصر، بعد سنوات قضاها فى الولايات المتحدة الأمريكية عقب الدراسة، قائلًا: «الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك كان فى زيارة لأمريكا وسمع عن الدكتور أحمد بهجت وعن اختراعه ساعة لتحديد قبلة الصلاة، فطلب مقابلته وسأله بشكل صريح عن ثروته التى كونها، فرد عليه بأنه تحصل على 30 مليون جنيه ثمار اختراعه الجديد، فطالبه مبارك بالعودة إلى مصر واستثمار أمواله فى الصناعة، وفى بداية الاستثمار كان دخل الشركة يوميًا يصل إلى نصف مليون جنيه من أرباح بيع التليفزيونات».
إن قصة نجاح الدكتور «بهجت» تحتاج للعديد من الحلقات، للحديث والرد على الكثير من الأسئلة، فرجل مثل هذا استطاع بناء هذه الإمبراطورية يجب شكره لإسهامه فى نجاح العديد من المجالات فى مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.