كشفت مصادر معنية بملف «سد النهضة» عن تزايد احتمالات تصعيد فى أزمة السد بين القاهرةوأديس أبابا خلال الأيام المقبلة، بعد ورود معلومات عن وصول ثلاث توربينات إلى موقع السد الإثيوبى سرًا خلال الأسبوعين الماضيين، حيث بدأ تجهيز التوربينات للعمل مع موسم الفيضان المقبل. وقال مصدر رفيع بوزارة الرى - رفض ذكر اسمه - إن الفترة المقبلة قد تشهد تصعيدًا مصريًا فى أزمة سد النهضة، بسبب عدم التزام إثيوبيا بالاتفاق الموقع مع مصر، ومماطلتها فى التعاون مع مخرجات دراسات المكاتب الاستشارية الفرنسية، مشيرًا إلى أن تشغيل إثيوبيا للسد فى وقت لا تزال فيه الدراسات جارية يعد خرقًا للاتفاق مع مصر، وهو ما ينذر بتصعيد للأزمة بين البلدين فى حال تأكد حدوثه. وأشار المصدر إلى أن وصول التوربينات بالفعل يربك مفاوضات سد النهضة، لأن مدة عمل المكاتب الاستشارية لإنهاء الدراسات 11 شهرًا، وحتى الآن لا يوجد توافق على التقرير المبدئى المفترض صدوره فى مدة لا تزيد على شهرين، من ال 11 شهرًا المقررة للدراسات. وكانت شركة جنرال إلكتريك العالمية قد أعلنت عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» الخاصة بإفريقيا، عن تعاقدها على توريد 8 توربينات من إجمالى 16 توربينًا يضمهم السد الإثيوبى، إضافة إلى تأكيدها أنها مسئولة عن تركيب 50 فى المائة من توربينات السد الذى بدأ تركيب فعلى لأول وحدتين منها. كما حصلت «الصباح» على صور تؤكد وصول ثلاثة توربينات إلى موقع السد. وتبين أن شركة «فويث» الألمانية، قد وردت التوربينات الثلاث بالفعل حيث وصلت موقع السد، وهى من طراز فرنسيس بقدرة 375 ميجا وات لكل منها، ويجرى العمل لتركيب اثنين منها حاليًا بحسب معلومات حصلت عليها «الصباح» وواجهت بها مسئولى الرى. وأكد مصدر مطلع أن وصول 3 توربينات إلى موقع السد الإثيوبى بقدرة إجمالية 1125 ميجاوات يعنى أنه خلال شهور سيتم غلق ممر المفيض المؤقت وسط السد، فى تجاهل للمفاوضات ودراسات المكاتب الاستشارية الفرنسية، التى باتت تحصيل حاصل لا قيمة لها. لافتًا إلى وجود تعديلات تمت فى تصميم السد خصوصًا بعدما أعلنت إثيوبيا فى السابق أن التوليد سيكون بعدد 2 توربين بقدرة 750 ميجاوات، وأن إجمالى قدرة السد الكهربية 6000 ميجاوات ثم تبين زيادته إلى 6450 ميجاوات. وأوضح المصدر أن هناك تعتيمًا من جانب إثيوبيا بعدم نشر أى أخبار أو صور لموقع السد منذ عدة أشهر، وتبين أن الشركة المسئولة عن توريد التوربينات حتى الآن شركتان الأولى هى جنرال إلكتريك المسئولة عن توريد 8 توربينات قدرة 375 ميجاوات وشركة voith الألمانية التى وردت 3 توربينات وصلت بالفعل من خلال شركة شحن هولندية. وقال الدكتور ضياء الدين القوصى خبير المياه ومستشار وزير الرى الأسبق، إن وصول التوربينات دليل على أن هناك فشلًا فى مفاوضات سد النهضة، مطالبًا مسئولى الرى بضرورة الإعلان عن الوضع الحالى لموقفها من المفاوضات حول السد مشيرًا إلى أن المفاوضات ودراسات المكاتب الاستشارية باتت بلا قيمة، لافتًا إلى أن «أديس أبابا» لن تسمح بخروج تقرير المكاتب الاستشارية للوجود إلا بعد الانتهاء من السد، ومشددًا على أن الحل هو الشكوى للأمم المتحدة. وكانت «الصباح» قد أطلعت الدكتور حسام الإمام، المتحدث الإعلامى لوزير الرى، على ما توصلت إليه من معلومات، إلا أنه أكد عدم علمه بوصول توربينات لموقع السد، مؤكدًا أنه سيتم بحث الموضوع بجدية.