أمام محكمة الأسرة، وقفت السيدة الأربعينية أمام العدالة بنظرات تجمع ما بين الخجل والحيرة، وكأنها تبحث عن أى يد تمتد لمساعدتها كى تنهى ما أصابها من آلام وأوجاع فى حياتها الزوجية طيلة 17 عامًا. «الصباح» التقتها لتكشف النقاب عن مأساتها مع الزوج الذى لايعرف معنى الرجولة أو قداسة الحياة الزوجية. سعاد متزوجة من رجل ولديها ابنة تبلغ من العمر 14 عامًا، هى كل ما لديها فى تلك الدنيا، كانت سعاد تتمنى أن تقوم ابنتها بما لم تستطع هى القيام به، فالظروف الاقتصادية الطاحنة جعلت والد سعاد يوافق أن تتزوج من رجل يكبرها بعشرين عامًا، وهى ما زالت فى ثوب الطفولة، كانت سعاد تحلم بأن تكمل تعليمها كغيرها من الفتيات، ولكن الفقر والحاجة وقفتا حائلًا بينها وبين أحلامها. اضطرت سعاد إلى الموافقة على الزواج كى تزيل العبء من على أكتاف والدها، كانت سعاد تظن أن بزواجها من رجل ميسور الحال بمثابة إنقاذ لها من حياة الفقر والحرمان، ولكن لم تكن تتوقع أن القادم من حياتها أسوأ مما مضى، وأن القدر أوقعها بين أنياب زوجها لا يعرف الرحمة ولا الرجولة، وأنها تعرضت هى وأهلها إلى أكبر خدعة فى حياتهم، فزوجها لم يكن يعمل فى تجارة الملابس كما قال، ولكنه يعمل تاجرًا لأجساد النساء يبيع شرفهن لمن يدفع أكثر من أثرياء الخليج. فوجئت سعاد ذات يوم بطلب غريب من زوجها: معاشرتها للرجال مقابل المال، لم تصدق سعاد فى بادئ الأمر بأن من يطلب منها بيع جسدها وشرفها هو زوجها، رفضت سعاد فى البداية، ولكن بعد أن أجبرها زوجها على معاشرة الرجال بالقوة وتهديدها بالطلاق والعودة مرة أخرى إلى حياة الفقر مع أهلها فى العيش فى مقابر الموتى، لم تجد وقتها سعاد مفرًا إلا الرضوخ إلى طلبات زوجها حتى لا تعود وتصبح عبئًا مرة أخرى على كتف والدها الذى بالكاد يستطيع أن يطعم أخوتها الصغار. قبلت سعاد بالأمر الواقع وتعايشت معه إلى أن أنجبت فتاة صغيرة من زوجها، كانت تضع فيها كل آمالها وأحلامها بأن تعيش حياة أفضل مما عاشتها. كانت حيرتها أن الزوج قوادًا باع شرف زوجته فيكف يؤتمن على ابنته؟!، إلا أن تحقق ما كانت تخشاه، فقرر الأب أن يبيع شرف ابنته الوحيدة لمن يدفع أكثر من أثرياء الخليج، لتقف سعاد فى وجه زوجها وترفض أن يجر ابنتها إلى نفس الطريق التى قضت فيه سبعة عشر عامًا فانهالت سعاد على زوجها بالضرب المبرح انتقامًا منه ألا تدخل الجيران وأنقذوا الزوج من بين يدى الزوجة، لتلجأ سعاد إلى محكمة الأسرة لتطالب بتطليقها من زوجها القواد حتى تحمى ابنتها من عيشة الحرام التى دخلتها رغمًا عنها.