في عالم التداول الإلكتروني في أسواق المال الحديثة، يستعمل الكثير من المستثمرين الأفراد وحتى المؤسسات ما يعرف يحساب التداول بالهامش، وهو حساب تداول خاص يختلف عن حساب التداول العادي فما هو مفهوم التداول بالهامش وكيف يعمل؟ الفكرة الأساسية لهذا النظام، تقوم على فكرة استعمال المتداول لأموال شركة الوساطة في حدود وشروط معينة من أجل بيع وشراء الأدوات المالية، على أن يتحمل المتداول الربح أو الخسارة من أمواله الخاصة التي يقوم بإيداعها في حساب لدى شركة الوساطة، كشرط أساسي للحصول على هذا النوع من الحساب طبعا فان تنفيذ أوامر البيع والشراء وكذلك تطبيق الشروط والقواعد المطبقة على الحساب تتم في أغلبها (وليس كلها) بواسطة الكمبيوتر.
بعبارة بسيطة، عندما يتداول المستثمر باستعمال حساب الهامش فإنه يقوم بدفع جزء من ثمن الأداة المالية المستثمر فيها، وتقوم شركة الوساطة بدفع باقي الثمن، وتختلف النسبة التي يمكن للمستثمر أن يدفعها حسب شركة الوساطة والبلد الذي تعمل تحت أنظمته. في الولاياتالمتحدة مثلا، يمكن للشركة الوساطة أن تساهم ب 50% من قيمة الأداة المالية كحد أقصى، لكن في سوق الفوركس يمكن للمتداول أن يدفع جزء من 400 جزء فقط من قيمة العملة التي يريد شراءها أو بيعها.
في الغالب يلجأ المستثمرون إلى هذا النوع من حسابات التداول من أجل الاستثمار في أدوات مالية باستعمال أحجام تداول كبيرة لا يمكنهم تنفيذها باستعمال أموالهم الخاصة فقط، ويتحكم المتداول في حجم الهامش عن طريق ما يعرف بالرافعة المالية، وهي طريقة لحساب حجم الأموال التي يريد المتداول استعمالها.
هذا النوع من الحسابات يتوفر عند سماسرة أسواق الأسهم وكذلك في سوق الفوركس. أيضا فإن شركات الوساطة تقوم بفرض فائدة شهرية تتعلق قيمتها بحجم الهامش المستعمل. هذا بالإضافة إلى عمولات التداول التي يدفعها المتداول عند تنفيذ الصفقات على منصة التداول. وهناك بعض السماسرة مثل UFX (يو اف اكس) الذين يوفرون حسابات خالية من هذه الإتاوات (أو الفائدة) والتي تعرف باسم الحسابات الإسلامية وهي معروفة بدرجة خاصة في سوق الفوركس.
النقطة الأساسية التي يجب التنبيه لها، هي أن استعمال الهامش في التداول، سلاح ذو حدين وفي الغالب هو سلاح خطير خاصة إذا تم استعماله من طرف متداول مبتدأ.
بل إن سبب المجازر التي تتعرض لها الكثير من حسابات المتداولين في سوق الفوركس (أين يتم استعمال الهامش بكثرة) وبأجماع كل الخبراء والدراسات تعود إلى الاستعمال السيء للهامش.
كيف ذلك؟ كما قلنا في البداية فإن المتداولين يلجؤون إلى استعمال الهامش من أجل زيادة حجم الاستثمار والذي يعني زيادة الأرباح المتوقعة وأيضا زيادة الخسائر بنفس مستوى زيادة الأرباح (هناك علاقة طردية بينهما). مثال: لنفرض مثلا أن مستثمر 1 اشترى 100 سهم بسعر 50$ للسهم، أي أنه استثمر 5000$ باستعمال حساب تداول عادي. المستثمر 2 لديه أيضا 5000$ في حساب هامش، اقترض 5000$ أخرى باستعمال الهامش وقام بشراء 200 سهم باستثمار بلغ 10000$.
الحالة 1: سعر السهم ارتفع إلى 60$. 60$ - 50$ = 10$ ربح لكل سهم المستثمر 1 لديه في محفظته 100 سهم: 100*10$=1000$ أرباح المستثمر 2 لديه في محفظته 200 سهم: 200*10$=2000$ أرباح في هذه الحالة ال مستمر2 حقق ضعف ال مستثمر1 باستعمال نفس رأس المال الأساسي. الحالة 2: سعر السهم انخفض إلى 40$. نفس النتائج السابقة، لكن بإشارة سالبة خاسرة، أي أن في الحساب العادي ال مستثمر1 يتكبد 1000$ خسائر أو ما يعادل 20% من قيمة الاستثمار، والحساب هامش يتكبد 2000$ ما يعادل 40% خسارة أي ضعف خسارة ال مستثمر1.
التداول باستعمال الهامش أصبح من المميزات الأساسية للتداول في أسواق المال الحديثة، لديه سلبياته كما لديه ايجابياته، سواء بالنسبة للمستثمرين أو الأسواق المالية والاقتصاد الحقيقي بصفة عامة. وقبل التفكير في استعمال يجب الإحاطة التامة بطريقة استعماله والتدرب عليه في اطارة استراتيجية تداول واضحة وإدارة مخاطر صارمة.