.. وأنه بإمكانك أن تشتري وتتاجر بمئات الدولارات لتربح سواء ارتفعت الأسعار أم انخفضت؟ .. وهل يمكن التداول علي مدار 24 ساعة في اليوم؟ .. وما الاستثمار بنظام الهامش الذي يمكنك من شراء أي سلعة من السلع التي يتم تداولها في البورصات الدولية بدفع جزء بسيط من قيمتها، ثم بيعها والحصول علي الربح كاملا وكأنه تم دفع القيمة بالكامل؟ .. هذه الأسئلة طرحتها "صوت البلد" علي ماجد مراد وهبة رئيس مجلس إدارة شركة ألفا تيم التابعة لشركة "ويل ستريت بوكرز" الإنجليزية فكانت إجاباته كالتالي. الفوركس هو سوق المضاربة في العملات الأجنبية أو في البورصة العالمية للنقود الأجنبية أو سوق السلع، وتتم المضاربة عن طريق شراء وبيع العملات الأساسية التي تحوز علي الحصة الأساسية من العمليات وهي الدولار الأمريكي العملة الأساسية واليورو والجنيه الاسترليني والفرنك السويسري والين الياباني. وتجمع سوق الفوركس أربع أسواق إقليمية: الاسترالية، والآسيوية والأوروبية والأمريكية، وتستمر عمليات المتاجرة فيها كل أيام العمل، وتعمل السوق 24 ساعة في اليوم، وتلاحظ هدوءا نسبيا من الساعة 20.00 وحتي 10.00 بتوقيت جرينتش، ويعزي ذلك لإغلاق بورصة نيويورك في الثامنة مساء وبدء بورصة طوكيو العمل في الواحدة صباحاً، وتبلغ أحجام التداول اليومي 3 تريليونات دولار عالمياً، وتعتبر تداولات أسواق السلع في "الفوركس" ضعيفة نسبياً مقارنة مع تداولات العملات. ويضيف ماجد: الفوركس سوق تحمل الكثير من المخاطر العالية للمستثمر غير الواعي، وتحمل أرباحاً كبيرة للمستثمر الذي يملك الدراية والوعي المطلوبين، مبينا أن الخسائر في سوق العملات قد تؤدي إلي خسارة رأس المال كاملا مع انتهاء "المارجن" بعكس ما هو حاصل بأسواق الأسهم إذ بإمكان المستثمر أن يحتفظ بها مهما بلغت قيمتها. وقال: إن أسواق العملات تحمل تخوفات كبيرة جدا نتيجة لانتشار الوسطاء الماليين غير الموثوق بهم وغياب البنوك المحلية التام عن الخوض في مجال تجارة العملات، لذلك علي المستثمرين في المنطقة أن يكونوا حذرين جدا في تعاملهم مع الوسطاء الماليين ويبحثوا عن الأضمن في ظل حوادث الإفلاس المتكررة لشركات الوساطة المالية ، وآخرها كان حادثة شركة رفكو التي ذهبت بأموال وأحلام الكثير من المستثمرين. وتابع: مع الأسف نعاني في المنطقة العربية عدم وجود شركات والمتاح عبارة عن وسط مالي لوسطاء عملات. وأشار ماجد إلي أن إقبال المستثمرين الخليجيين والكويتيين علي التداول في سوق الفوركس بازدياد، لكن من غير وجود وعي كاف بالمخاطر العالية التي تحملها هذه السوق، فالكثير من المستثمرين لا يعطون أهمية للبحث والدراسة والسؤال حول الاستثمار في الفوركس. وذلك نتيجة للفكر الخاطئ والسائد بين الكثير منهم أن الاستثمار بهذه الأسواق سهل، متناسين بالمقابل النتائج الخطرة التي تحملها لهم هذه السوق لدرجة خسارة رأسمالهم بالكامل، ليكون بذلك دخولهم كمقامرة فقط لا أكثر ولا أقل. وعما إذا كان تراجع أداء الأسواق المالية وتذبذبها مؤخرا في الدول العربية قد جعل بعض المستثمرين الخليجيين يتجهون إلي الاستثمار في الفوركس، قال ماجد: إن تراجع مؤشرات الأسواق الخليجية أدي إلي خلق عدم ثقة لدي المستثمرين الخليجيين خصوصا الصغار منهم في الاستثمار في الأوراق المالية بشكل عام، وليس في سوق الأسهم فقط. وأوضح انه علي المستثمرين الجدد أن يفرقوا بين التداول بالعملات والتداول بالأسهم فشتان بين الاثنين، فأسواق العملات قائمة علي تنبؤات اقتصادية بحتي تؤثر بصورة مباشرة وغير مباشرة في هذه الأسواق، والتداول يجب ان يكون قائما علي التحليل ومتابعة الأخبار السياسية والاقتصادية وحركة العملات ومدي تأثير كل خبر في العملة التي يجري تداولها، فهي ليست كأسواق الأسهم قد يتم التداول فيها أحيانا بناء علي توصية أو معلومة. وتابع: أسواق العملات مرتبطة بالأحداث السياسية بصورة أكبر من أسواق الأسهم، سوق العملات يكون مرتبطا بكل حدث سياسي او اقتصادي موجود حول العالم، كما هي حال أسواق النفط. وعن أفضل وآمن العملات التي ممكن تداولها، قال ماجد: إن لكل عملة استراتيجيتها الخاصة، لكن بشكل عام الجنيه الاسترليني من العملات التي تتميز بالحركة الجيدة والسريعة، وأن مراقبة حركته أسهل بكثير من مراقبة بعض العملات الأخري، كاليورو الذي تجده مرتبطا باقتصاد 18 دولة وهو الذي يتطلب متابعة أخبار جميع هذه الدول علي عكس الجنيه الاسترليني. وأضاف أن قرار اختيار الوسيط الصحيح أصبح أمرا معقداً لكثير من المستثمرين، الذين تواجههم مسائل التسعير وهامش الربح التي تختلف من وسيط إلي آخر، الأمر الذي حد من إقبال المصريين علي هذه الأسواق. وأشار إلي أن المستثمر المصري لا يزال يحمل تخوفات كبيرة تجاه هذه الأسواق، ويجد أن الاستثمار بالأسهم أمر اضمن له. لذلك فإن إقبال المصريين علي تداول العملات قليل مقارنة مع بعض الدول العربية.