كشف مصدر مسئول بوزارة الأوقاف، عن مفاجأة من العيار الثقيل، إذ أكد أن الوزارة استندت فى خطبة الجمعة قبل الماضية، والتى حملت عنوان «التاجر الصدوق مع النبيين والصديقين» إلى أحاديث «ضعيفة»، يأتى ذلك بعد قيام الوزارة بتطبيق الخطبة «المكتوبة»، وتشديد الوزارة على التزام الأئمة بنص الخطبة، أو جوهرها مع الالتزام بالزمن المحدد لها، الأمر الذى يراه البعض أنه يجعل من الأئمة مجرد «بغباغانات» تردد فقط ما هو مكتوب فى الورقة، صحيحًا كان أم خطأ. وتضمنت الخطبة عدة أحاديث بعضها «ضعيف» والآخر «حسن» منها حديث رواه عبادة بن الصامت عن النبى قال: «اضمنوا لى ستًا من أنفسكم أضمن لكم الجنة، اصدقوا إذا حدثتم، واوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا أؤتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم». رواه أحمد وابن حبان وغيرهما بسند «مقطوع» وصححه الألبانى فى صحيح الترغيب. كما جاء بها حديث عن صفوان بن سليم، أنه قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جبانًا ؟ فقال: «نعم» فقيل له: أيكون المؤمن بخيلًا؟ فقال «نعم». فقيل له: أيكون المؤمن كذابًا ؟ فقال: «لا». رواه مالك بسند ضعيف لأنه إما «مرسل» أو «معضل»، وضعفه الألبانى فى ضعيف «الترغيب والترهيب». كما استندت الخطبة لحديث النبى حين قال: «التاجرالصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء»، رواه الترمذى وغيره بسند ضعيف. بالإضافة إلى حديث نسب للنبى -صلى الله عليه وسلم- قال فيه: «إِنَّ أَطْيَبَ الْكَسْبِ كَسْبُ التُّجَّارِ الَّذِينَ إِذَا حَدَّثُوا لَمْ يَكْذِبُوا، وَإِذَا ائْتُمِنُوا لَمْ يَخُونُوا، وَإِذَا وَعَدُوا لَمْ يُخْلِفُوا، وَإِذَا اشْتَرُوا لَمْ يَذِمُّوا، وَإِذَا بَاعُوا لَمْ يُطْرُوا، وَإِذَا كَانَ عَلَيْهِمْ لَمْ يَمْطُلُوا، وَإِذَا كَانَ لَهُمْ لَمْ يُعَسِّرُوا»، وهو حديث «مرفوع»، رواه البيهقى فى الشعب وغيره بسند ضعيف. فضلًا عن حديث ذكرته أيضًا الوزارة فى خطبتها المكتوبة نسب للنبى يقول فيه: «التاجر الصدوق تحت ظل العرش يوم القيامة». رواه الأصبهانى فى «الترغيب والترهيب» والألبانى فى «السلسلة الضعيفة». واستشهدت بحديث عن السائب قال فيه: أتيت النبى -صلى الله عليه وسلم- فجعلوا يثنون علىّ ويذكرونى فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنا أعلمكم يعنى به قلت: صدقت بأبى أنت وأمى وكنت شريكى فنعم الشريك وكنت لا تدارى ولا تمارى «الحديث رواه أبو داود وصححه الألبانى فى صحيح أبى داود». وحديث آخر رواه بن عباس أن النبى قال لأصحاب الكيل والميزان: «إنكم قد وليتم أمرًا فيه هلكت الأمم السالفة». وهو حديث ضعيف. وآخر رواه القاسم بن مخيمِرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من اكتسبَ مالاً من مأثَم فوصلَ به رحِمَه، أو تصدَّقَ به، أو أنفقَه فى سبيل الله؛ جُمِعَ ذلك كله جميعًا فقُذِفَ فى جهنم». رواه أبو داود فى المراسيل وهو ضعيف لإرساله وقد حسنه الشيخ الألبانى فى صحيح الترغيب. من جانبه قال الدكتور حسن الجناينى، من كبار الباحثين بالأزهر إن حديث «التاجِر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء» الذى ورد فى خطبة الوزارة «ضعيف»، لكن الإمام الألبانى صححه، حيث قال «التاجر الصدوق يحشر يوم القيامة مع الصديقين والشهداء»، لكن الغريب هو استشهاد الوزارة بأحاديث ضعيفة. وأضاف الشيخ عبد الناصر بليح، مدير إدارة أوقاف الجيزة، أنه يجوز العمل ببعض الأحاديث الضعيفة والأخذ بها فى فضائل الأعمال، كالترغيب والترهيب. وأشار إلى أن النبى كان يأمر التجار بتحرى الصدق والأمانة ويحذرهم من سوء عاقبة الخائن والكاذب فى معاملاته، كما رغب التجار وحذرهم من خطورة الكذب فى البيع والشراء، والترويج لبضائعهم بالحلف الكاذب، ففى الحديث الشريف الصحيح قال النبى: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم»، فقال أبو ذر: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟، قال المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكذب «وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا لأصحابه «إياكم وكثرة الحلف فى البيع فإنه ينفق لم يمحق».