تركيب 20 ألف عداد دون تعاقد يتسبب فى إهدار 100 مليون جنيه الكشافون يكتبون القراءات وهم جالسون على مكاتبهم.. والمستهلكون: لا نراهم لشهور طويلة «القابضة» تسعى للتعاقد مع شركة خاصة تتولى قراءة العدادات اشتعلت أزمة القراءات الخاطئة لعدادات الكهرباء خلال الآونة الأخيرة، خاصة مع الأرقام الفلكية التى باتت تحويها الفواتير، ليتفاجأ المستهلكون البسطاء بمبالغ خيالية تطلب منهم، مع طرق المحصلين لأبوابهم، الأمر الذى دفع عدد كبير منهم لتقديم شكاوى، فى ظل مخالفة الأرقام التى تتضمنها الفواتير لاستهلاكهم فى الواقع، مما يكشف كتابة الكشافين لأرقام استهلاك جزافية، وهم جالسون على مكاتبهم، مع تأكيد المستهلكين على أنهم لم يروا قارئى العدادات منذ شهور طويلة! وما أضاف بعدًا جديدًا للأزمة، شكاوى محصلى الكهرباء التى كشفت عن إصابتهم بالرعب، بسبب كثرة الصدام مع المواطنين أثناء تحصيل الفواتير بسبب تلك القراءات الوهمية التى تضاعف المبالغ المطلوبة، وجاءت تصريحات د. أيمن حمزة، المتحدث الرسمى باسم وزارة الكهرباء بأن الأيام المقبلة ستشهد ارتفاعًا جديدًا فى أسعار الكهرباء، لتزيد من شعورهم بالرعب مع كل طرقة على باب لمستهلك! الأزمة ترجع أسبابها إلى تولى 6 آلاف كشاف فقط مسئولية قراءة عدادات نحو 33 مليون مشترك، يتلقون الخدمة من 9 شركات توزيع كهرباء رئيسية على مستوى الجمهورية، مما يكشف التفاوت الكبير بين عدد الكشافين والمشتركين. المشتركون أكدوا فى شكواهم على عدم ذهاب الكشافين بصورة منتظمة لمنازلهم لجمع القراءات، لافتين إلى أن الكشاف قد يأتى شهرًا ثم ينقطع عدة أشهر، لتتضمن الفواتير قراءات جزافية لا تعبر عن الاستهلاك الفعلى، وما زاد الطين بلة قرار زيادة أسعار شرائح الكهرباء، ليتضاعف إحساس المواطنين بالأزمة. مصادر داخل شركة البحيرة لتوزيع الكهرباء، أكدت أن هناك عددًا من الكشافين بشركات التوزيع لا يذهبون لجمع القراءات الخاصة بالمشتركين بانتظام، ويمكن أن ينقطعوا عن الذهاب لعدة أشهر، ويقومون بتسجيل قراءات وهمية خلال أشهر الانقطاع، على أساس القراءات فى الأشهر الماضية، ويحسبون على أساسها الاستهلاك فى الأشهر التالية، مما يعد خطأ كبيرًا، خاصة أنه من الممكن أن يكون الاستهلاك أقل من الشهور الماضية، وربما أكثر. وأضافت المصادر أن الشركات تلقت شكاوى كثيرة من المشتركين بعدم ذهاب الكشافين لقراءة العدادات وارتفاع فواتير الكهرباء، وأن عدد الكيلو وات المستهلكة فى الفواتير لا تعبر عن استهلاكهم الفعلى، موضحة أن عدم ذهاب الكشاف لجمع قراءات العدادات الخاصة بالمشتركين لعدة أشهر، يتسبب فى تراكم الاستهلاك داخل العداد، وعندما يذهب الكشاف بعد انقطاعه لعدة أشهر، يجد أن هناك استهلاكًا مرتفعًا لتراكمه على المشترك منذ الأشهر السابقة، فيقوم بحسابه ضمن فاتورة الشهر الجديد، ومن ثم يفاجأ المشترك بفاتورة كهرباء عالية لا تعبر عن استهلاكه الحقيقى. وكشفت أن هناك نسبة خطأ كبيرة تحدث أثناء قيام الكشافين بجمع القراءات وتحديد استهلاك المشتركين، حيث يقومون بجمع قراءات غير صحيحة للعدادات، مما يؤدى إلى ارتفاع فاتورة الكهرباء، وحسابه على استهلاك غير صحيح. وكان محمد شاكر وزير الكهرباء، والمهندس جابر دسوقى رئيس الشركة القابضة للكهرباء، قد اعترفوا مرارًا وتكرارًا بوجود أخطاء كثيرة فى القراءات، بسبب عدم ذهاب الكشافين لجمع القراءات للمشتركين، مما ينتج عن صدور فواتير لا تعبر عن استهلاكهم الفعلى، مما دفع الوزارة إلى دراسة التعاقد مع شركة خاصة لجمع القراءات لتجنب أخطاء الكشافين، وبالفعل تم اتخاذ خطوات فعلية لتنفيذ ذلك الاقتراح، حيث أرسل رئيس الشركة القابضة فى 1 سبتمبر الماضى خطابًا لرؤساء شركات توزيع الكهرباء التسع، يتضمن كراسة الشروط والمواصفات للتعاقد مع شركات خاصة لقراءة العدادات الخاصة بالمشتركين. وكشف مصدر بالشركة القابضة، أنه سيتم الاستغناء عن بعض المحصلين، وتحويل عدد منهم للعمل بالشركة الخاصة التى ستتولى جمع القراءات من المشتركين، وتوزيع الكشافين على المناطق المختلفة بالمحافظات. وبعيدًا عن أزمة القراءات الخاطئة للعدادات، كشفت مستندات حصلت عليها «الصباح» عن وقائع فساد وإهدار مال عام بشركات توزيع الكهرباء، تتضمن قيام عمال بشركتى كهرباء شمال وجنوب القاهرة بتركيب ما يقرب من 20 ألف عداد كهرباء لعدد من المواطنين بعدة مناطق فى القاهرة بالمخالفة، عن طريق التلاعب والتزوير فى أوراق رسمية داخل قطاعات الشئون التجارية بالشركتين، حيث لم يتم التعاقد على هذه العدادات بين المشتركين والشركات بشكل رسمى، مما أهدر نحو 100 مليون جنيه على الدولة.