يسيطرون على سيدى بشر والمنتزة بالإسكندرية.. ومساجد مطروح.. ومركزين بالبحيرةوالدقهلية تقرير: 148 طفلً اختطفوا خلال2016 .. ومعظمهم من سنة إلى 5 سنوات لم يعد يمر أسبوع دون أن نقرأ عن حالة خطف طفل أو إلقاء القبض على تشكيل عصابى يخطف الأطفال، ووسط كل ذلك نتابع أوجاع الآباء الذين يفقدون أبناءهم فى لحظات، ليبدأوا رحلة بحث عنهم، قد تطول لسنوات، ولا تسفر عن شىء فى النهاية، ما دفع «الصباح» إلى إعداد خريطة تضم أهم المناطق التى شهدت حوادث الأطفال. معاناة الآباء لا تختلف بين مكان لآخر، فحكاية الأب محمد 35 عامًا، الذى لم ييأس من البحث عن طفله عمر البالغ من العمر خمس سنوات، تتكرر مع كل أب يفقد نجله، حيث استيقظ «محمد» قبل أربعين يومًا ليبحث عن نجله الذى كان يلهو أمام منزله، لكنه فوجئ باختفائه ليحرر محضرًا باختطافه، ويبدأ رحلة بحث من نوع جديد، حيث طبع صورة ابنه ليجول بها فى الشوارع، ويسأل حراس العقارات وأصحاب المحلات. أما عن المناطق التى تنتشر بها عصابات خطف الأطفال، من خلال إحصاءات القبض على العصابات والصفحات التى تنشر صور الأطفال المخطوفين، فنجد أنهم ينتشرون بالإسكندرية، وتحديدًا منطقة سيدى بشر التى فقد فيها الطفل يوسف قبل أن يشاهد وهو يبيع المناديل بذات المنطقة، أما الطفلة ريتاج التى اختطفت فى عمر الثمانية شهور، فعثر عليها مع فتاة بمنطقة سان استيفانو بالإسكندرية، كما وجد طفلتين متسولتين فى الرأس السوداء بشارع عبدالوهاب، وطفل ثالت بسيدى جابر مع متسولة عجوز، وشوهد طفل آخر يتسول فى شاطئ النخيل. وينتشر خاطفو الأطفال فى محطة جانكليس والمنتزة وسيدى جابر، حيث اختطفت طفلة عمرها 15 عامًا من قبل ستة أشخاص وحاولوا التعدى عليها، كما تم خطف طفل فى مول تجارى شهير بالإسكندرية، وتبين أن السيدة التى خطفته تم القبض عليها فيما مضى فى حادثة خطف أطفال أيضًا. وفى البحيرة تم رصد بائع بخور متجول بالشوارع يخطف الأطفال فى قرية برج رشيد، والذى تم القبض عليه، لكنه أنكر خطفه للطفل فادى ذى الخمس سنوات برغم تعرف فتاة عليه بأنه من خطف الطفل، كما اختطف الطفل على من مركز أبو المطامير، وتم القبض على تشكيل عصابى من شخصين بعدما طلبا فدية مئة ألف جنية، وألقى القبض أيضًا على تشكيل عصابى مكون من خمسة أشخاص مختصين فى خطف الأطفال بمركز إيتاى البارود. أما مرسى مطروح، فتم رصد عدة أطفال يتسولون أمام المساجد، ومنهم الطفل «فرج» أمام مسجد العوام بالكورنيش، والذى يؤكد أنه من قرية أبو قرقاص بالمنيا، بينما عثر أهل الطفل «بلال» عليه بعد تغيبه من مدينة الحمام فى مرسى مطروح، وذلك من خلال صورته التى تم نشرها على صفحات بمواقع التواصل الاجتماعى، أما الطفل عبده 3 سنوات فاختطف من قبل شخص ألقى القبض عليه فى نقطة تفتيش بالسلوم. وفى الغربية، اختطف الطفل مصطفى أحمد 9 سنوات من مركز السنطة، منذ خمسة أعوام، وما زالت والدته تبحث عنه حتى الآن، ولكن بعض الأشخاص أقروا أنهم شاهدوا طفلًا بنفس مواصفاته بمحطة قطارات الزقازيق، وحتى الآن لم يتوصل إليه أحد. ومن أشهر العصابات التى تم القبض عليها، هى عصابة مكونة من عدة رجال بقرية برما، وضبطهم مجموعة من الأهالى بعد محاولتهم خطف طفل، وتم تسليمهم للشرطة. ومن الغربية إلى الدقهلية، عثر على الطفل عمر فى بنها بعدما تم خطفه من مركز المطرية ونقله إلى القليوبية، وعاد إلى أهله بعد نشر صورته على صفحة أطفال مفقودة، أما الحالة الثانية بمركز المطرية أيضًا، فهى الطفلة منة 9 سنوات، والتى اختطفت من أمام منزلها، خلال عودتها من المدرسة وعثر عليها فى الإسكندرية بعدما تم نشر صورتها من قبل أهلها، أما الطفلة حنين 4 سنوات فاختطفت من قرية أتميده بميت غمر، لكن عثر عليها مقتولة من قبل خاطفتها، كما ألقى القبض على عصابة بقرية ميت محسن التابعة لمركز ميت غمر أيضًا. وفى الشرقية، اختطف الطفلان مازن ومحمد اللذان يعانيان من تأخر النطق، وعثر عليهما فى شارع الحمام بالزقازيق، أما عن أشهر العصابات وحوادث الخطف ففى مركز أبو كبير تم خطف الطفل أنس وقتله من قبل الخاطف بعدما افتضح أمره وألقى القبض عليه، وأيضا اختطف طفل من مركز صان الحجر وطلب الخاطف فدية وألقى القبض عليه. من جانبه، أكد المهندس رامى الجبالى أدمن صفحة أطفال المفقودة، أكبر الصفحات التى تنشر صور المختطفين والمتسولين، أن أشهر حالات الخطف تتم فى التجمعات المزدحمة والمولات والمصايف والأسواق ومحطات القطارات والمترو، وكذلك المستشفيات، لافتًا إلى أنه يتم نقل الأطفال المخطوفين من محافظة لأخرى حتى لا يتمكن الأهالى من العثور عليهم. وأشار إلى أن بعض الخاطفين يبيعون الأطفال، حيث تم رصد طفل تم بيعه فى الحسين بمئتى جنيه وكيلو لحمة، موضحًا أن أغلب محاضر الشرطة تتم كتابتها على أنها محضر فقد وليس خطفًا، والفرق بين المحضرين أن محضر الفقد هو مجرد إثبات حالة بأن الطفل متغيب فقط، ولا يتم تشكيل فريق بحث للطفل، أما محاضر الخطف فيتم من خلالها رصد حالة الطفل المخطوف، وتكوين فريق بحث جنائى لكى يتم البحث عن الطفل والعثور عليه. ولفت إلى عودة عشرات الأطفال المخطوفين إلى أسرهم من خلال الصفحة، من خلال متطوعين يتابعون صور الأطفال المنشورة ويتصلون بأرقام ذويهم عندما يجدونهم، مضيفًا أن الصفحة تتواصل مع أهل الطفل المفقود كل أسبوع تقريبًا لمعرفة أحدث المعلومات التى وصلوا إليها. قصة عبد الله، الطفل ذو الثلاث سنوات من أشهر قصص خطف الأطفال، التى ساعدت صفحات خطف الأطفال والمجتمع المدنى فى عودته، بعد سنتين من خطفه، يقول رامى مؤسس صفحة أطفال مفقودة: «عبد الله اختطف فى يوليو 2014 خلال رمضان، فأثناء لعب الطفل أمام منزل والدته بالحسين شنت البلدية حملة على الباعة الجائلين والمحلات، وأثناء الزحمة اختطف، ومن خلال البحث عرفت والدته أن سيدتين تبيعان الشاى فى الحسين وراء الاختطاف، وتم تحرير محضر بالواقعة، وبعد التحريات اتضح أنهما باعاه لسيدة ب 200 جنيه وعباءة وكيلو لحمة، ولكن لم تثبت التهمة على السيدتين وتم الإفراج عنهما، واتضح أن السيدة التى اشترته ذهبت به إلى منيا القمح بالشرقية لتتبناه عائلة هناك، وبعد سنة ونصف رأى أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعى صورة عبد الله وتعرف عليه، وأخذت هذه العائلة عبد الله وأعادته إلى أهله مرة أخرى. أما الطفلة سهيلة «3 سنين ونصف» فاختطفت وهى تلعب أمام المنزل بالقاهرة، وحينها نشر والداها صور الطفلة على مواقع التواصل الاجتماعى، وحينها نشرت صفحة خاصة بالشرطة صورة للقبض على متسولة ومعها طفلة، لاحظ الناس التشابه بين صورة الطفلة مع المتسولة وبين صورة سهيلة على صفحة أطفال مفقودة وبقية الصفحات الأخرى، وحينها اعترفت المتسولة أنها اشترت سهيلة ب3 آلاف جنيه من منطقة شعبية بجنوب القاهرة، وبعد 6 أشهر رجعت سهيلة إلى والديها مرة أخرى. ووفقًا لتقرير المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة فإن عدد الأطفال المنتهكين فى عام 2016، بلغ 4863 طفلاً فى 2412 قضية تم تداولها إعلاميًا، وأن الانتهاكات تختلف بين الاختطاف والاغتصاب والقتل والغرق، وأشار التقرير إلى أن عدد الأطفال المختطفين فى 2016 بلغ 148 طفلًا، والسبب الرئيسى للاختطاف هو طلب فدية مالية، ووفق التصنيف العمرى للفئات الأكثر عرضة للاختطاف خلال عام 2016، فإن فى المقدمة الفئة بين سنة و5 سنوات، ثم بين 6 و10 سنوات، أما التصنيف النوعى للمختطفين فكان 61 فى المائة ذكورًا و30 فى المائة إناثًا، و9 فى المائة أطفال.