«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خرج ولم يعد
الأهرام المسائي تفتح دفاتر أطفال مفقودة وترصد حكايات أسر ذاقت مر الفراق.. والتواصل الاجتماعي تعيد الأمل ب صورة وشير
نشر في الأهرام المسائي يوم 27 - 03 - 2016

رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين.. دعاء قرآني ردده زكريا عليه السلام مناجيا رب العالمين ليرزقه بالذرية التي تشاركه وترثه حتي لا يبقي وحيدا,
وهي نفس الأمنية والحلم الذي يراودنا جميعا, فيتمني كل منا وريثه وذريته وينتظره أياما وشهورا وأحيانا سنوات ليتحول الانتظار إلي واقع يعيشه الآباء مع أبنائهم الذين يشاركونهم كل شيء منذ لحظة قدومهم.
إلي هنا تتشابه أغلب تفاصيل الحياة للأسر التي حباها الله بأطفال ولكن ماذا لو فقدت أسرة من تلك الأسر واحدا من أبنائها؟, ماذا لو اختفي فجأة؟, ماذا عن حال هذه الأسرة التي تفقد ابنها رغما عنها ودون أن يكون للموت أي دخل في هذا الاختفاء؟, هو فقط أصبح في عداد المفقودين.
والطفل المفقود إما أن يكون مخطوفا من قبل أفراد يرغبون في طلب فدية مثلا أو قد يرغبون في استغلاله بطريقة ما حسب الغرض من اختطافه سواء استغلاله جسديا أو بهدف التسول به, وقد يضيع الابن أو يفقد من بين يدي أسرته سواء راغبا أو رغما عنه أو لظروف صحية وذهنية تجعله يلجأ للشارع, وأيا كان السبب فالنتيجة واحدة أطفال مفقودين يبحث بعضهم عن ذويه في الوقت الذي تزداد فيها جهود البحث من قبل الأسر للوصول إليهم في حلقة مفرغة, حتي ظهرت بعض المجهودات الفردية التي سعت وراء هذه الأزمة في محاولة للقيام بدور الوسيط أو همزة الوصل.
الأهرام المسائي تفتح ملف المفقودين بشتي الطرق والوسائل وتتتبع مصائرهم وتنقلها إليكم لعلها تفيد في إعادة ضائع أو تحفظ آخر من الضياع.
صفحة علي فيسبوك ترفع شعار:
ابحث مع المتطوعين
إطلاق صفحة أطفال مفقودة ليست بالفكرة الفريدة أو حتي الوحيدة المعنية بهذا الشأن.. هكذا بدأ المهندس رامي الجبالي حديثه عن الصفحة التي لم يمر عام علي تدشينها ولكنها حققت انتشارا ملحوظا ويتابعها الآلاف يوميا ولم تعد تقتصر علي صور الأطفال المفقودة بل شملت كل المفقودين من كل الأعمار بالإضافة إلي ذوي الاحتياجات الخاصة.
يقول إن التنويه عن المفقودين فكرة نبيلة ومهمة للغاية تبعث الأمل في نفوس الأهالي الذين يعانون ويتألمون من فقدان أبنائهم, لأن الأمر مرتبط بالتكرار والعرض أكثر من مرة لعلها تجد طريقها إلي من يستدل علي أحدهم أو تكون بداية الخيط الذي يصلهم إلي أهل أحد المفقودين, كما أنها أصبحت بمثابة قاعدة بيانات ضخمة بالصور لأطفال مفقودين وأطفال متسولين وأطفال يبحثون عن أسرهم وكبار سن يعانون الزهايمر وحالات خاصة لمرضي ومشردين.
ويوضح أن المعتاد في حالات إختفاء الأطفال عمل محضر بالواقعة بالإضافة إلي قيام بعض الأهالي بنشر صور للطفل المفقود في الشوارع ثم دخلت وسائل التواصل الاجتماعي دائرة البحث فلجأ إليها بعض الأهالي من خلال نشر الصورة بين الأقارب والأصدقاء وطلب إعادة نشرها لضمان انتشارها علي أوسع نطاق, ومن هنا جاءت الفكرة بوجود صفحة تنشر صور وأخبار المفقودين خاصة وأن بعض الصور التي كان يتم نشرها علي مواقع التواصل الاجتماعي لم يكن يعرف أحد مصير أصحابها وهل عادوا إلي ذويهم أم لا وبالتالي يستمر تداولها دون علم أو يتجاهلها البعض أيضا دون علم.
يشير الجبالي إلي أنه ومعه مجموعة من الأفراد المسئولين عن إدارة الصفحة بالإضافة إلي آلاف المتطوعين الذين يقومون بتصوير أطفال الشوارع والمتسولين بأطفال والباعة الجائلين بمترو الأنفاق وغيرهم في مختلف المناطق في أنحاء الجمهورية بهدف الوصول إلي سبب وطريقة اختفائهم والأهم مساعدة كل الأطراف في الالتقاء ببعضهم.
ويقول إن غالبية المفقودين ينتمون لأسر فقيرة لا تمتلك هواتف ذكية أو أجهزة كمبيوتر يمكنهم من خلالها متابعة ما يدور علي الصفحة وكل الصور الجديدة التي يتم نشرها لذلك يقوم المتطوعون من مختلف المحافظات بدور الباحث الاجتماعي ورجل التحريات الذي يبحث وراء أي معلومة يذكرها الطفل الذي تم العثور عليه عن أهله أو مكان سكنه بالإضافة إلي صورته التي يقوم بعرضها علي الأهالي المشتبه بأنهم أهل المفقود, بالإضافة إلي الاستعانة بسوفت وير وبرنامج خاص للتعرف علي الملامح الإنسانية والوصول للملامح الأكثر شبها بها في مراحل سنية مختلفة علي الكمبيوتر.
ويري الجبالي أن أصعب الأوقات التي مرت بالمسئولين عن إدارة الصفحة أثناء حادث الحجاج بمني حيث تطوع عدد كبير من الأفراد الموجودين بالسعودية في ذلك الوقت لتصوير الضحايا والمصابين ليتعرف عليهم ذويهم بمصر منذ وقوع الحادث وعلي مدار أيام بالمستشفيات التي تم نقل المصابين إليها.
ويوضح أن استمرار الصفحة في القيام بدورها رغم الصعوبات التي تواجه القائمين عليها وبعض الاتهامات التي تساق إليهم عبر بعض المستخدمين الذين يدافعون عن المتسولين ولكن يكفي أن تكون سببا لفرحة أسرة بعودة ابن ضائع أو باب أمل جديد لأسرة تبحث عن مفقود أو حتي في أسوأ الحالات تضع كلمة النهاية لأسرة تتمني أن تصل لأي معلومات عن ابنها المفقود حتي لو خبر وفاته علي حد قوله.
ويوضح أن عدد المفقودين الذين عادوا لأسرهم بعد فترات غياب متفاوتة إلي100 حالة خلال9 شهور ما بين أطفال وشباب وكبار سن وذوي احتياجات خاصة, مشيرا إلي أن الصفحة تتأكد وتتقصي الحقائق قبل تسليم أي شخص مفقود لأهله وفي حالات عديدة يحسم الأمر تحليلDNA.
ويضيف الجبالي أن هناك عددا من الحملات التي أطلقتها صفحة أطفال مفقودة وتبنتها منها لا لتسول الأطفال بعد الكشف عن عدد كبير من الأطفال المفقودين المستغلين من قبل المتسولين.
ويطالب بتنسيق الجهود بين الصفحة ووزارات الداخلية والتضامن مشيرا إلي أن الصفحة تمتلك بالفعل قاعدة بيانات ضخمة ستفيد الجهات المعنية كما يتم التنسيق مع عدد من دور الرعاية التي ترسل بيانات الأطفال الجدد لديهم ولكن الأمر لا ينطبق علي كل دور الرعاية حيث ترفض بعضها إرسال أي صور أو بيانات تخص الحالات الموجودة لديهم, لذلك يري أن الأمر برمته من الأفضل أن يحظي برعاية مؤسسات الدولة.
كل جنيه بتدفعه.. طفل جديد بتضيعه
شعار يرفعه نشطاء يحاربون التسول.. ويؤكدون: يستغلون أطفالا ويعرضون حياتهم للخطر بدون عقاب
ابني عاجز ومحتاج علاج والنبي أي حاجة لله اجيبله الدوا, جوزي طلقني ومبيصرفش عليا وبنتي محتاجة غسيل ومش قادرة علي التكاليف, ساعدوني اجيب أكل لأمي واخواتي انا اللي بصرف علي البيت وطلعت من المدرسة.. قصص وحكايات إنسانية تثير بداخلك الشفقة بمجرد سماعها لأنك ستضع نفسك في موقف هذه الأم التي تحتاج لمبلغ من المال لتوفير علاج ابنها وسترغب في مساعدة السيدة المطلقة التي تركها زوجها بلا رحمة وتحاول المساعدة في تدبير تكاليف جلسات غسيل الكلي لابنتها المريضة ولو بمبلغ بسيط في حدود قدراتك المالية, وبالتأكيد ستسعي لمساعدة طفل يعول أسرة كاملة ويحتاج ليومية يعود بها موفرا احتياجات تلك الأسرة.
ولأن النوايا لا يعلمها إلا الله يقرر البعض التعامل مع ظواهر الأمور فيسعي للمساهمة في ثواب إطعام أسرة أو علاج مريض ولكن بدأ المتطوعون بصفحة أطفال مفقودة علي مواقع التواصل الاجتماعي في حملة تستهدف مقاطعة المتسولين خاصة المتسولين بأطفال من خلال نشر صور وحكايات تري فيها الوجه القبيح للتسول, وتكشف لك ما يحدث بعد تقديم المساعدة وانتهاء جولة اليوم.
أصحاب الحكاية الأولي صادفهم وقام بالحديث معهم مهندس رامي الجبالي مؤسس صفحة أطفال مفقودة في نفق الثورة في صلاح سالم وذلك في ديسمبر2015; حيث كانت تجلس سيدة وأولادها علي الرصيف وبحوزتهم بعض الأغطية التي يفترشون بها الرصيف ويلتفون بها, بدأ حديثه مع الابنة التي شكت فيه من ضيق حال أهلها وأمنيتها الوحيدة بالذهاب إلي المدرسة مثل من هم في عمرها أما الأم فتحدثت بنبرة حزينة باكية عن حالة أسرتها وعن أمنيتها الوحيدة هي أيضا بالحصول علي شقة تقيهم شر الشارع ينعمون فيها بالاستقرار.
وبالفعل عرض عليها الجبالي وحدة سكنية بسيطة بمنطقة فيصل ينتقلون إليها وفرصة عمل ثابتة للزوج كمساعدات مقدمة من فاعل خير, ولكن لم تتوقف الأحداث عند هذا الحد فقد اكتشف تركهم للسكن بعد أسبوع واحد من الإقامة فيه مخلفين وراءهم بعض الممنوعات وذلك بعد ذهاب بعض الأعضاء المتطوعين إلي هناك بهدف التبرع بمفروشات وآثاث للشقة, ليقدم الجيالي اعتذار الصفحة بعد ذلك ويكشف الخديعة التي تعرضوا لها كما تم نشر الفيديو والصور الخاصة بهم لكشف شخصيتها وتنبيه المتابعين بعدم التعامل معها أينما تواجدت.
أما الحكاية الثانية تخص أسرة الطفلة سهيلة الضبع التي قضت أكثر من5 أشهر بصحبة متسولة في مدينة طنطا كانت قد اختطفتها من منطقة مصر القديمة في أكتوبر2015 وتوجهت بها إلي طنطا لاستغلالها في التسول وكأنها ابنتها للتأثير علي المارة حتي قامت إحدي المتطوعات بتصويرها وظهرت ملامح الطفلة في الصورة وتم نشرها في الصفحة علي أمل أن يتعرف عليها أحد, في الوقت الذي كان قد ورد إلي الصفحة رسالة من والد الطفلة بعث فيها بصورة ابنته لترد الصفحة بصورة للطفلة تم إلتقاطها لها بعد توقيف المتسولة التي كانت بصحبتها وتسليمها لقسم ثان طنطا ليتأكد أهلها أنها سهيلة وتوجهت والدتها إلي طنطا لاستلامها, وقد كشفت التحقيقات أن المتسولة اشترت سهيلة بمبلغ3000 جنيه بعد شهرين من احتفاظ شقيقتها بها في منطقة إسطبل عنتر.
وقد تحدثت سهيلة عن الفترة التي حاولوا معها أن تنسي اسمها وهو أول إجراء يتبعه معظم الخاطفين مع الأطفال لدرجة استخدام وسائل تهديد وتعذيب كالحرق وإطفاء السجائر في أجسادهم ليحفظ الطفل اسما جديدا يطلقونه عليه وفي حالة سهيلة أطلقوا عليها اسم ولاء.
والحكايات التالية كلها لأطفال تم استغلالهم جسديا وتعذيبهم سواء لحفظ الاسم الجديد الذي اختاره له خاطفه أو من اشتراه أو لإجبارهم علي نسيان كل ما حدث قبل هذه اللحظة التي أصبحوا معهم أو تهديدهم في حالة الحديث مع أي شخص أو السماح له بتصويره, وكلها صور لا يمكن نشرها حفاظا علي خصوصية وآدمية هؤلاء الأطفال.
علي جانب آخر اقترحت رانيا فؤاد أنور إحدي المشاركات والمتطوعات بالصفحة أن يتم إنشاء وزارة لشئون أطفال الشوارع تكون معنية بعمل سجلات بالكمبيوتر عليها كل البيانات والصور والبلاغات والمحاضر التي تمت بشأن المفقودين, مشيرة إلي أن المسألة تتطلب تحرك رسمي من الدولة.
كما اتفق عدد كبير من المستخدمين علي اقتراح قدمه المسئولون عن الصفحة بخصوص تغيير شكل وآليات استخراج شهادة ميلاد المواليد بإضافة وتسجيل بصمة قدم الطفل وكذلك إضافة بصمة الأم والأب مع بصمة الطفل داخل وثيقة الميلاد علي غرار ما يحدث في دول أجنبية عديدة خاصة أن المتسولين أصبحوا علي دراية كاملة بكيفية الإفلات من جريمة التسول بطفل من خلال إحضار شهادة ميلاد تخص أي طفل ويكون بصحبتها الطفل المخطوف الذي يبلغ نفس السن تقريبا أو الادعاء بأن الطفل ساقط قيد وهو ما يحدث في كثير من الحالات, وذلك للحد من ظاهرة خطف وتهريب الأطفال واستغلالهم والتسول بهم, الأمر الذي يتطلب تدخلا حاسما من الدولة لدعم القضية.
خلي بالك
آلاف الحالات التي تم رصدها ومتابعة تطورات أحداثها أدت إلي الحصول علي بعض المؤشرات التي قد تفيد الأهالي في تجنب خوض مثل هذه التجارب المريرة, وهي ليست بنصائح بقدر كونها أحداثا حقيقية لا تهوين فيها أو تهويل ولكنها تجارب ووقائع علي الآخرين الاستفادة منها:
تائه وليس مخطوفا: نسبة كبيرة من الأطفال المفقودين أقل من7 سنوات يكون السبب في اختفائه عدم معرفته محل إقامته والمنزل الذي يقيم فيه حتي لو بدا عليه أنه يحفظه بشكل واضح ودقيق أمام الأهل ولكنه وحيد يختلط عليه الأمر ولا يتمكن من تمييز منزله بسهولة وبالتالي لم يتمكن من العودة لمنزله وتاه عنه واستمرار بحثه عنه أدي إلي ضياعه وابتعاده تماما عن محيط منزله.
تحت البيت: النسبة الأكبر لحوادث الخطف كانت لأطفال تلعب وتلهو أمام منزلها أو ذهبوا لشراء حلويات من محل بقالة قريب, والأمر لا يتعلق بالمكان سواء شارع رئيسي أو قرية أو نجع فالهدف واحد ووسائل الإقناع والخداع جاهزة.
ليس شرطا أن يكون ضياع الطفل أو الشخص المفقود رغما عنه وفي بعض الأحيان تكون المسألة بكامل إرادته, وقد كانت الإهانة هي السبب الرئيسي وراء هروب نسبة كبيرة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين7 إلي12 عاما.
التوكتوك هو الوسيلة الأكثر استخداما في خطف الأطفال.
من أغرب الطرق المتبعة حاليا في اختطاف الأطفال هي طفل يستدرج طفلا آخر حتي يكون بعيدا عن دائرة الشك.
لم يستدل عليه!
ضياع مروان بعد إغماء والدته.. واختفاء سماح وندا عند باب البيت
محل الآيس كريم آخر ظهور لمحمد.. ومتسولة تعترف ببيع فاطمة
فقرة ثابتة لا يستغرق عرضها دقائق قليلة, وموسيقي تحفظها الآذان باتت علامة مسجلة للتنويه عن المفقودين في التليفزيون وتحديدا القناة الثالثة التي كانت تذيع ذلك التنويه علي مدار الساعة تقريبا لزيادة فرصة التعرف علي المفقودين خاصة مع عرض الاسم والسن وظروف الاختفاء وبعض المواصفات التي قد تفيد في التعرف عليه بالإضافة إلي الصورة مع صيغة ثابتة يطالبون فيها من يستدل عليه بالتواصل علي رقم تليفون محدد وعنوان مفصل, ولكن توقفت هذه الخدمة بدون مقدمات لتنطلق بعدها بفترة كبيرة خدمة التنويه عن المفقودين الإلكترونية من خلال صفحات تنشر صور المفقودين, لذا فانطلاقا من حرص الأهرام المسائي علي الحفاظ علي الباب المفتوح علي الأمل أمام أهالي المفقودين نقدم بعضا من حكايات وقصص وصور مفقودين مازالت أماكنهم في علم الغيب علما بأن لدينا كل وسائل التواصل الخاصة بالأهالي..
الاسم: عادل محمد الحسين
السن: منتصف الستينيات
الحالة: يعاني من مرض الزهايمر وكذلك القلب
وقت التغيب: منذ9 مارس2016 حيث اختفي من مدينة السلام إسبيكو ولم يعثر عليه أحد.
الاسم: سماح محمد البنا
السن: كانت تبلغ من العمر عام ونصف العام وقت اختفائها يوم17 يوليو2015
ظروف ومكان الاختفاء: في عزبة الجرن مركز أبو حمص محافظة البحيرة أمام منزلها حيث كانت تقف مع والدتها التي دخلت المنزل لدقائق قليلة عادت بعدها ولم تعثر علي أي أثر لسماح, وقد اعتقد والدها في البداية أنها سقطت في ترعة موجودة أمام البيت ولكن بحثوا فيها كثيرا ولم يصلوا لشيء.
الاسم: علي محمود عبد الرازق
السن: كان يبلغ من العمر عامين ونصف العام عندما اختفي يوم28 أكتوبر2011, والآن6 سنوات ونصف.
ظروف ومكان الاختفاء: اختفي من أمام منزله في قرية عصفور طريق جمصة بلقاس محافظة الدقهلية بعد صلاة المغرب, وأهالي القرية أكدوا أنهم رأوا ميكروباصا فيه3 سيدات منتقبات لا يعرفهم أهل القرية في الوقت الذي اختفي فيه علي.
الاسم: محمد خالد سيف محمود
السن: مواليد2003 ويبلغ من العمر الآن13 عاما.
ظروف ومكان الإختفاء: يوم4 اغسطس2011 من أمام قصر الباسل مركز إطسا الفيوم وكان عمره وقتها8 سنوات في شهر رمضان حيث خرج وقت آذان المغرب تقريبا للذهاب إلي منزل شقيقته وكانت الشوارع هادئة واختفي ولم يعثر عليه أحد أو يشاهده قبل اختفائه.
الاسم: محمد عبد الأول عرفة أبو يونس
السن:10 سنوات
ظروف ومكان الاختفاء: تغيب يوم16 مارس2016 من قريه المجد مركز الرحمانية البحيرة; حيث عاد أفراد أسرته من أعمالهم ووجدوا حقيبة المدرسة الخاصة به موجودة في المنزل ولم يكن موجودا ولم يعثر عليه أحد أو يدلي بمعلومات تفيد فيما حدث قبل اختفائه.
الاسم: فاطمة شعبان عبد الجواد عبد الله
السن: كانت تبلغ من العمر وقت التغيب9 سنوات والآن12 عاما
ظروف ومكان الاختفاء: تغيبت يوم27 يوليو2012 من المعصرة بحلوان في شهر رمضان حيث اعتادت النزول إلي أحد البقالين لشراء حلويات ولكنها هذه المرة خرجت ولم تعد.
معلومات أخري: بعد الواقعة بشهرين اختفت طفلة أخري ولكن تمكن أهلها من الوصول إلي سيدة قامت بخطفها وذلك بعد4 أيام, وقد شهد الجيران أنهم رأوا بصحبة نفس السيدة طفلة أخري من فترة تقريبا هي نفس الفترة التي اختفت فيها فاطمة وبنفس مواصفاتها, وبالفعل تم التحقيق في الواقعة واعترفت أنها قامت ببيع فاطمة لأشخاص لا تعرفهم أو رفضت الإفصاح عنهم وتم حبسها علي ذمة التحقيق ولكن غيرت أقوالها لاحقا ولم يتم إثبات أي جريمة بشأنها وتم إخلاء سبيلها ولم يستطع أهل فاطمة العثور عليها حتي الآن.
الاسم: ندا تامر عبد النبي
السن:4 سنوات
ظروف ومكان الاختفاء: اختفت من أمام منزل الأسرة في ميت راضي بنها محافظة القليوبية يوم21 يوليو2015 حيث كانت تشتري من أحد البقالين المجاورين للعقار حيث يسكنون بالدور الخامس وكانت والدتها تتابعها من الشرفة حتي وصلت إلي باب العقار ودخلت لانتظار وصولها ولكن لم تصعد واختفت تماما, وبدأ البحث في كل شقق العقار وعلي السطح وفي المنازل والشوارع المجاورة ولكن دون جدوي.
معلومات أخري: تم القبض علي متسولين اعترفوا باختطاف ندا ولكن لم يتوصل الأهل إلي مكانها حتي الآن, كمان تم العثور علي جثة لفتاة اشتبهوا أنها ندا ولكن تحليل الDNA أثبت أنها ليست هي.
الاسم: محمد محمود الباز
السن:5 سنوات
ظروف ومكان الاختفاء: اختفي يوم12 سبتمبر2015 من شارع المتاجر دكرنس بالدقهلية حيث كان مقيما بمنزل والده من يوم الخميس إلي السبت كالعادة وذهب بصحبة والده لإعادته لمنزل الأم وتركه أمام البيت وأعطاه مبلغا من المال لشراء حلويات, واختار الابن شراء آيس كريم من محل اعتاد الشراء منه وقد إلتقطته كاميرا المحل الساعة السابعة والثلث وخرج من المحل واختفي بعدها ولم يصل إلي منزل والدته بعدها.
معلومات أخري: قال أحد الشهود آنذاك إنه شاهد رجلين يأخذان طفلا في نفس الوقت تقريبا ويركبون معه توكتوك.
الاسم: مروان جاب الله العزوني
السن: كان يبلغ من العمر8 سنوات عندما اختفي آخر عام2009 أما الآن يبلغ من العمر31 عاما.
ظروف ومكان الاختفاء: كان مع والدته في القاهرة وشعرت بالإعياء في منطقة السيدة زينب وتم نقلها إلي مستشفي أحمد ماهر وأصيبت بالشلل وتم الاتصال بزوجها وجاء من المحلة بالغربية إلي القاهرة ليكتشف اختفاء الطفل ولم يعرف إن كان ذهب معها إلي المستشفي من الأساس أم لا, ومنذ هذه اللحظة بدأت رحلة البحث عن مروان في كل المستشفيات وأقسام الشرطة.
الاسم: مؤمن إسلام محمد قمبر
السن: من مواليد مارس2011, تم اختطافه يوم14 يونيو2014 وكان يبلغ من العمر آنذاك3 سنوات ونصف.
ظروف ومكان الاختفاء: من أمام منزل جده بقرية المصيلحة مركز شبين الكوم بالمنوفية حيث كان بصحبة خاله الذي دخل إلي المنزل لإحضار طعام وعندما عاد لم يجد مؤمن, وبسؤال أهل القرية أقر الشهود بأن في ذلك اليوم كانت هناك سيدة تتسول بصحبة ابنتها وشاهدهم سائق توكتوك وأدلي بأوصافهم وقال إن السيدة المتسولة كانت تحمل طفلا صغيرا يبكي, وقد رصد والده مكافأة كبيرة إلي جانب جهود البحث التي لم تتوقف لحظة منذ اختفاء مؤمن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.